في مثل هذا اليوم من كل عام وتحديداً في التاسع عشر من شهر رمضان، نعيش ذكرى حزينة هي وفاة الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله رحمة واسعة.
في هذه الذكرى نستلهم مآثره الطيبة وخصاله الحميدة الفريدة، وخصوصاً في عمل الخير والعمل الإنساني، فقد عرف عنه رحمه الله شغف كبير ببذل العطاء وتقديم المساعدة ونجدة المحتاج، وهي القيم الإنسانية التي تفاخر بها هذه البلاد الحبيبة حتى اليوم والتي غرس نبتتها هذا الوالد والقائد العظيم، رحمه الله ..
لذا بات يوم العمل الإنساني الإماراتي متزامناً مع ذكرى رحيله، وهي محاولة للاعتراف بخصاله العظيمة الفريدة، وأيضاً بما قدمه للإنسان الإماراتي والإنسانية، حيث تم بناء لبنات هذا الاتحاد الفريد بفضل الله ثم بفضل رؤيته الثاقبة البعيدة، كذلك هو الذي أسس منهج العمل الخيري ومد أياديه البيضاء بسخاء في مختلف ساحات الفاقة والفقر في العالم دون تمييز أو تصنيف.
ونعلم جميعاً أن قيماً من التسامح وبث روح الرحمة وتنمية العلاقات الإنسانية وتقويتها بين مختلف الشعوب كانت محل عنايته، وهذه الخصال كانت في روح وقلب والدنا الشيخ زايد، رحمه الله، والتاريخ يشهد على هذا الجانب. ففي العام 1971 أسس رحمه الله صندوق أبوظبي للتنمية، وكان من أولى مهامه دعم الأشقاء والإسهام في أي مشروعات تنموية تسهم في رخاء وتقدم الشعوب. وهو الذي وضع أسس هيئة الهلال الأحمر، عندما أمر بتأسيسها قبل أكثر من ثلاثين عاماً، ونحن اليوم نشاهد قوافل الخير والعطاء التي تصل لكافة أرجاء العالم، فتداوي المريض وتقدم الغذاء والكساء لكل محتاج وفقير عبر هذه الجمعية التي يشهد بحسن تنظيمها وتفاعلها وسرعة استجابتها للنداءات الإنسانية.
ومن الذي ينسى مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية، التي أنشأها الوالد الراحل رحمه الله، برأس مال بلغ أكثر من مليار دولار، ولتكون اليد الطولى في ميادين العمل الخيري والإغاثي، سواء داخل الإمارات أو خارجها. وكانت هذه المؤسسة الخيرية في مقدمة قائمة الهيئات المساهمة في برامج الأمم المتحدة للاجئين عندما تصدرت المنظمات والهيئات الحكومية العالمية.
إن قائمة ومنجزات وأعمال والدنا الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، طويلة وممتدة، في كافة المجالات الإنسانية والإغاثية والخيرية ولا مجال لحصرها. لكن من الجميل أن نستلهم من هذه الذكرى مثل هذه القيم ونحافظ عليها وعلى جوهرها، فهي الإرث الأحب لقلب والدنا، رحمه الله وغفر له.