الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

بول ووكر هل نال جزاؤه؟؟

  • 1/2
  • 2/2

اعترف انني لم اسمع باسم الممثل الامريكي الراحل بول ووكر الا بعد ان لقي حتفه وتداولت جميع المواقع الالكترونيه اسمه وصوره ومشاهد لحادث السيارة الذي اودى بحياته،، ففي العاده انا اشاهد بعض الافلام الاجنبيه لكن قلما احفظ اسماء الممثلين .
وكعادتها في استثمار  هكذا احداث ،، تبارت القنوات الفضائيه في عرض افلام الراحل ووكر لجذب جمهور المعجبين به ، وصدف ان كنت منذ ايام اجلس مع ابنتي واحدى السيدات نشاهد فيلما من بطولة بول ووكر ورحت اسرد للسيدة تفاصيل مقتل الممثل عندما تدخلت ابنتي البالغة 11 سنه لتضيف ان ووكر مات بهذه الطريقة لانه كافر ، ذهلت من كلامها ورحت استخدم كل ما امكن من وسائل لحملها على ذكر تفاصيل اكثر ، فقالت ان معلمة مادة التربية الإسلامية في مدرستها ، كانت تشرح لهم آيات من سورة الفتح وعندما وصلت الى الآيه (6) والتي تقول ( ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم واعد لهم جهنم وساءت مصيرا)،صدق الله العظيم ، ذكرت إبنتي بأن المعلمه أشارت لهن بأن  هناك مثالا قريبا يشرح مصير هؤلاء الكافرين، فالممثل ووكر كان يقود سيارة حديثه تبلغ قيمتها مليون دولار ولكنه مات واحترق بها ،ولم تغن عنه السيارة شيئا .
حاولت ان اعرف مدى انسجام ابنتي مع هذا التفسير ولكنها اضطربت وذكرت انني دائما اضخم الامور بدون داع ،فأثنيت عليها لفطنتها ووعيها غير المسبوق بين الفتيات في مثل سنها .
هذا الحدث على بساطته يحفزني للغوص في عقلية تلك المعلمه ومن يفكر على شاكلتها ،وكم اتمنى ان اسألها : هل ان طريقة موت الانسان تنبىء بمصيره في الآخره ؟ بمعنى آخر هل اذا مات الانسان ميتة رهيبه او شنيعه يعني  انه كافر، او منافق وانه بموته بطريقة فظيعة  يكون قد  اخذ دفعة من العذاب الذي ينتظره يوم الحساب ؟ واذا كان الجواب نعم ،فما هو مصير ضحايا قطار الصعيد الذي وقع في مصر قبل سنوات وراح ضحيته العشرات حرقا ، هل ماتوا بهذه الطريقة الشنيعه لانهم كفار او منافقون ؟ وماذا عن عشرات ومئات الضحايا الذين يموتون يوميا على الأرض  السورية ، ومنهم النساء والاطفال والمستضعفون الأبرياء،ممن  يموتون قصفا أوحرقا وذبحا كالشياه  وجوعا وبردا مع سقوط الثلوج الذي يسود المنطقة ، هل ماتوا بهذه الطريقة لانهم كفاراً يستحقون ذلك ؟؟
ما اعلمه ان ووكر مات لان هذا قدره ،و اجله قد انقضى، ولا شأن للطريقة التي مات بها بمصيره في الاخرة ،فالله وحده يعلم خفايا النفوس ويعلم الكافر والمنافق والمؤمن وما تخفي الصدور ويقرر مكان وزمان وطريقة موت كل فرد في خلقه على الأرض  ؟ وقد يقول قائل ان المسلم مأجور على ما اصابه من الم وعذاب حتى الشوكة التي قد تداعبه بوخزة مؤلمة ، ولكن الا يجب ان نكون اكثر تواضعا في تصنيف الخلق وندعهم لخالقهم هو الذي قدر لكل إنسان مصيره ،ونستذكر قليلا ذنوبنا ومعاصينا ونتفكر ماذا سنصنع بها قبل رحيلنا الى خالقنا،لنحاسب عليها ونسأل ، فطوبى لمن وسعه بيته وبكى على خطيئته،وطلب المغفرة وردد دائما أستغفر الله العظيم عن كل شيء أغضبه سبحانه منا سواء فعل أو قول أو عمل دون قصد منا .

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى