قبل ايام استوقفني خبر نشرته معظم الصفحات الثقافية والمواقع الالكترونية وهو حصول الاديبة والاعلامية اسماء محمد مصطفى على جائزة افضل صحفية لعام 2012 وللمرة الثانية بعد حصولها على نفس الجائزة لعام 2011 !!
وتساءلت مع نفسي / ماهو ادب المرأة او الادب النسائي؟ لاني افهم ان الادب بكل ألوانه هو في النهايـــة إفصاح عن مشـاعر الإنسان ورؤيته والإنسان ذكر وأنثى ، لهما بنفس القــــــــدر والحق من مشاعر ورؤى ومواقف و كلاهما من الناحيــة النظرية قادر على الإفصاح عن مشاعره بطريقة فنية / شعر /قصة /رسم – وغيرها، اذن لماذا الادب النسائي والادب الرجالي ان صح التعبير، مع تاكيد حقيقة ان للمرأة وجود عبر تاريـخ الأدب لا يمـــكن تجاهله ؟ ومالذي ستضيفه الأنثى للأدب بصفتها أنثـــى؟ أوبداية هل هي قادرة على الابداع والاصالة ؟ وبالموقف القديم نتباهى بالخنساء وولادة بنت المستكفي --- وشاع ذكر ( الخنساء ) في الشعر العربي وظلت خالدة على مستوى شعر الرثاء فالحزن بحد ذاته صبغة أنثوية ..!!وولادة المستكفي اول امرأة وشاعرة تشهر عشقها لابن زيدون وتكتب فيه اجمل ابيات الحب والغزل!! وهنا نؤكد ان الأنثى حاضرة في تاريخ الكتابة العربية أو الثقافة العربية على مستوياتها المختلفة وقد ناضلت من أجل حقها ولكن كل على طريقته ..ويرى النّاقد والمؤرخ “بونييه سميث” أنّ البداياتِ الحقيقيّةَ لظهورِ الخطابِ النّسويّ كانتْ في مصر، في السّتينيّاتِ والسّبعينيّات مِنَ القرن التّاسع عشر، في ظِلِّ تصاعُدِ الحركاتِ القوميّة، واتّخذَ زخمًا قويًّا في التّسعينيّات مِن القرن ذاتِهِ، متزامنًا مع نشوءِ الصّحافةِ النّسائيّةِ والمناظراتِ الأدبيّةِ.وتؤكد إيمان القاضي: الكاتباتُ اللّبنانيّاتُ المهاجراتُ إلى مصر والمُقيماتُ في لبنان، كُنَّ رائداتِ الرّوايةِ النّسويّة.أمّا الباحث جوزيف زيدان فيعتبرُ أن الشّاعرةَ وردة اليازجي أوّلَ شاعرةٍ عربيّةٍ ظهرتْ في أواخرِ القرنِ التّاسع عشر، وقد صدَرَ ديوانها الأوّل “حديقة الورد” عام 1867.ونزيه أبو نضال يحتج ويعتبر أن أوّل روايةٍ عربيّةٍ كانتْ لـ “عائشة التّيموريّة”، وهي “نتاج الأحوال في الأقوالِ والأفعال” عام 1885، وليسَ رواية “زينب محمّد حسين هيكل”، ثمّ تلتها “أليس البستاني” عام 1893، ثمّ رواية “عفيفة آظن فابيولا” عام 1895، و”زينب فوّاز” اللّبنانيّة المقيمة في مصر في روايتَها الأولى عام 1895، بعنوان “حسن العواقب” أو “غادة الزّاهرة”، ليصبحَ عددُ الرّواياتِ النّسائيّة خمس روايات حتى عام 1899.برزتْ أسماءٌ نسويّةٌ أخرى كمَلَك حفني ناصف، ومي زيادة، اللّواتي طالبْنَ بحُرّيّةِ المرأة وخروجِها إلى العمل، ومشاركتِها في الحياة السّياسيّةِ، وفي هذه المرحلةِ كانتِ الكتابةُ النّسائيّةُ مُقلِّدَةً لكتابةِ الرّجال، دون مطالبَ أنثويّة خاصّة، وفي العقد الأخير من القرن التاسع عشر كانت البداية التأسيسيّة للرّوايةِ النّسائيّةِ والعربيّة عمومًا، فترى الباحثة “بثينة شعبان” أنّ الرّوايةَ الأولى في الأدب العربيِّ صاحِبتُها امرأة، وهي “حسن العواقب” 1899 للأديبة اللبنانية “زينب فوّاز”.وتقول سوسن ناجي: إنّ ظهورَ تاريخ القصّة النّسائيّة عام 1934، تواكبَ مع تاريخ ازدهارِ القصّةِ لدى الكُتّابِ الرّجال.وتُشيرُ الباحثةُ “نازك الأعرجي” في دراستها “صوت الأنثى”، أنّ الأدبَ النّسويَّ تبلورَ في النِّصفِ الأوّلِ مِنَ القرنِ التّاسع عشر.أمّا النّاقدة حنان عوّاد فترى أنّ رواية “أنا أحيا” لليلى البعلبكي عام 1958، نقطة الانطلاقِ الحقيقيّةِ للثّورةِ الأدبيّةِ النّسائيّةِ في وجهِ المجتمع الذّكوريّ، لِما تحمِلُهُ هذهِ الرّوايةُ مِن جرأةٍ نقديّةٍ لاذعة وأفكار وهموم، وترفض البطلةُ أن تُعامَلَ حسب مقاييس الجَمال الأنثويّة، وهذا النّمطَ مِن الرّواياتِ يتميّزُ بالرّفضِ والاحتجاج، وهو ما يُميِّزُ عِقدَي الخمسينيّات والسّتّينيّات، بالإضافةِ إلى “غادة السّمّان”، و”كوليت خوري”، و”نوال السّعداوي”.وظهرَ بعدَها جيلٌ جديدٌ مِنَ الكاتباتِ اللّواتي جمَعْنَ بينَ الهمومِ الذّاتيّةِ والوطنيّة: “هدى بركات” و”أملي نصر الله” من لبنان، “أحلام مستغانمي” من الجزائر، و”فاطمة المرنيسي” من المغرب، و”سلوى بكر” من مصر، و”بثينة النّاصري” من العراق، و”سحر خليفة” من فلسطين وغيرهنّ.
*في الخمسينيّات والسّتّينيّات من القرن العشرين، ومع الانفتاح الثّقافيِّ ودخولِ المرأة الجامعات، ومعرفة ما لها وما عليها، ثارتْ على عاداتِ المجتمعِ الذّكوريِّ والمفاهيمِ الذّكوريّة، واسترعت انتباهَ النّقّادِ، فأخذَ هذا المصطلحُ في الانتشار، وبرزت لدينا عاتكة الخزرجي ولميعة عباس عمارة وغيرهن كثيرات في الوطن العربي غادة السمان ونوال السعداوي واخريات، وتساءل البعض هل هناكَ فروقٌ بينَ الإنتاجِ بينَ الجنسيْنِ مع وجودِ الحرّيّة؟ وهل المرأةُ تميلُ إلى منطقِ الواقعِ بلغةٍ واضحةٍ، والرّجلُ يبدعُ أكثرَ في مجالِ الخيالِ والأساطير؟وهل للمرأةِ لغةٌ أنثويّةٌ ثائرة، ولغة جسدٍ وجنسٍ ورومانسيّة؟ ويقول علماء الفسلجة والبيولوجياهناكَ فرقٌ تكوينيٌّ بينَ الجنسيْنِ مِن حيث تكوين المخ، ينعكسُ في إبداعاتِهما، فالمخُّ ينقسمُ لقسميْنِ، القسمُ الأيسر منه يشملُ مراكزَ اللّغةِ، وعندَ المرأةِ أكبرُ حجمًا وأقوى فاعليّةً مِن الرّجل، وظائفُهُ الأساسيّةُ لفظيّةٌ ومنطقيّةٌ وملتصِقةٌ بالحقائقِ والوقائعِ، أمّا القسم الأيمن فيتعلّقُ بالمجالِ البصريِّ والخيالِ والأحلام، وأكبرُ حجمًا عندَ الذّكور، مسؤولٌ عنِ الخيالِ والأساطيرِ والتّفكير الاستعاريِّ والرّمزيِّ.. وللاسف الشديد اصبحت الاديبة العربية اكثر تمردا وقساوة وبـتن يظهرن الرّجل قاسيًا، مهشّمًا، ضعيفًا، مستغِلّاً، شبقًا، مغتصِبًا وعاجزًا جنسيًّا، والمرأةُ قيدُهُ، ونظرتُهُ إلى المرأةِ نظرة متعة جسديّة؟ وبالمقابل تحافظ على ُ صورةِ المرأة الكاتبة المتمرّدة المناضلة والمُناهِضة للمرأة، تعتني بذاتها الأنثويّة وبجسدِها ووضعِها في المركز، وترفْض التّبعيّة أو كونها جسدًا للمتعة؟ واظهارالزّواج كمقبرةٍ للمرأة، ترفضُهُ كونَها في مركز العمل الجنسيّ ولا حاجة للرّجل؟ وبدأ خطابها يخترق الثّالوث المُحرّم: الجنس والدّين والسّياسة؟! ونـنوه اخيرا انـنا عرب ومسلمون ( بسم الله الرحمن الرحيم ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وبث منهما رجالا كثيرا ونساء، اتقوا الله الذي تسأءلون به والارحام ) وقال تعالى( أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى)وجاء في الحديث الشريف ((ما أكرم النساءَ إلا كريمٌ، وما أهانهنَّ إلا لئيمٌ) ثم هناك ما ورد في الأثر: (المرأة التي تهزُّ المهدَ بيمينها تهزُّ العالم بشمالها) ثم هناك ما هو أكثر من ذلك في الكتاب والسنَّة والتاريخ، خلاصة الكلام--إنَّ الأدب الذي تُنتِجه المرأة ثلاثة أنواع ، ادب انساني—ادب تحارب به الرجل الذي يهمشها——ادب تخدم فيه جنسها وتحاول عزل نفسها!! وارائكم محترمة