يطلق اسم العيد عند العرب على السرور العائد وكل مناسبة سعيدة ،وعلى كل يوم مجْمَع ، واشتقاقه كما ذكر الخليل في معجم العين من ( عاد يعود عَوْداً ، كأنهم عادوا اليه ، أو لأنه يعود كل عام ورجّح الأخير ابن فارس في مقاييس اللغة ، وقيل لأن الناس اعتادوه ، قال عنترة يصف ظليماً (1):
صَعْل يعود بذي العُشيرة بيضَـه === كالعـبـد ذي الفرو الطويل الأصـلَـم
والياء في ( ع ي د ) أصلها واو ، فالاصل الجذوري ( ع و د )وقُلِبت الواو ياء لمناسبة كسرة العين ،قال العجاج :
يعـتـادُ أرباضا لها آريُّ=== كما يعودُ العيدَ نصرانـيُّ
والجمع للعيد أعياد والتصغير عُيَيْد ، والعيدية هي ابل نجيبة ، أي أصيلة منسوبة الى عاد ، وقيل منسوبة الى (عيد) بطن من مهـرة مشهورة ابلهم بالنجابة ، وأقول :
لربما سُمّيت هذه الابل بالعيدية كونهم كانوا يخرجون عليها في الأعيا مزيّنة ، يباهون بها بعضهم . والله تعالى أعلم ...
ووردت الإبل العيدية في أشعار العرب:
ظلَّت تجوب بها البلدان ناجيــةٌ === عيديّــــة أُرْهِنتْ فيهـا الدنانيــرُ
قال ابن السكيت(186 -224 هـ) :أي أسلفت فيها الأموال الذهبية ، ويروى صدر البيت على نحْـوٍ آخـر:
يطوي ابنُ سلمى بها من راكب بعداً (2)
ومن الحكمة النافعة أن نورد هنا ماقاله سيد التابعين رحمه الله تعالى الحسن البصري عن العيد :
كل يوم لا يُعصى الله فيه فهو عيد ، وكلُّ يوم يقطعه المؤمن في طاعة الله وذكره وشـكـره فهو عيد ..
وصلى الله على سيدنا محمد وآله و صحبه والتابعين ، والحمد لله رب العالمين .
------------------------------
حاشية :
(1)قلت لربما كان القلب للتفريق بين (العيد) وبين ( العود) ، وهو الجمل المُسِـنّ ، والجمع فيه (عِـوَدَة )
وفي بيت عنترة : الصعل هو صغير الرأس ، والأصلم المقطوع عموماً ، وتطلق بشكل مخصوص على مقطوع الأذن .
(2)ابن السكيت هو النحوي الشيعي الراوية الاديب البليغ ابو يوسف يعقوب بن اسحق السكيت رحمه الله ...له كتاب الالفاظ أقدم معجم في المعاني ، واصلاح المنطق وشرح ديوان عروة بن الورد وشرح ديوان الحطيئة .