الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

الجامعات .. أين العالم؟

  • 1/2
  • 2/2

جميعنا نشاهد ونقرأ يومياً أخباراً تبدأ تنقلها لنا وكالات الأنباء العالمية عن توصل دراسات وبحوث أجرتها جامعات في أوروبا وأمريكا وعادة تبدأ هذه الأخبار باكتشاف علماء من جامعة .. ثم اسم الجامعة الذي عادة ما يكون أمريكية أو أوروبية، أو نرى خبراً يبدأ بـ«وجدت دراسة علمية أجرتها جامعة كذا وكذا»، أو «وخلصت دراسة بحثية قام بها فريق من قسم كذا وكذا بجامعة كذا» .. وفي المجمل جميعها جامعات غربية كما ذكرت، ولا ذكر أبداً لأي جهد علمي معرفي للجامعات العربية، وإن كان موجوداً فهو شحيح جداً.
وهذا الذي يجعلني أسأل هل هناك إنتاج عملي نوعي ويتجاهله الإعلام العربي والصحافة على وجه الخصوص؟ ثم يقوم هذا الإعلام فقط بتسليط الضوء على الأنباء التي تصلنا من الغرب؟ والتبرير أننا نعاني من عقدة النقص؟
أحسب أن مثل هذه الكلمات كان يمكن تمريرها قبل نحو عشرة أعوام، لكن في عالم اليوم أعتقد أن الوضع متغير تماماً، ولم يعد الإعلام وتجاهله شماعة يمكن أن يعلق عليها تقصير هذه الجهة أو تلك الجهة في إبراز أخبارهم وأنشطتهم ومنجزاتهم.. دون شك إن الأقسام العلمية في جامعاتنا غائبة عن التفاعل المجتمعي، غائبة عن الدور الذي يجب أن تقوم به في الحراك المجتمعي العلمي والأدبي والفكري.
فأين أقسام العلوم النفسية والاجتماعية عن عدة ظواهر تتعلق بأمراض العصر الحالي وإصابة الكثير بالاكتئاب والقلق والوسواس والرهاب وغيرها، وأين رواد العلوم الاجتماعية عن قضايا الطلاق والتفكك الأسري وتفكك العلاقات الاجتماعية ووهن الروابط بين الناس وضعف الأخلاق والقيم. بل أين حتى رواد وأساتذة الأقسام العلمية من الأطباء والفيزياء والكيمياء عن زيارة المدارس وإلقاء محاضرات والتنوير وزيادة معرفة الناس بقضايا معاصرة عن الفلك والرياضيات وغيرها كثير؟
في المدارس الغربية وخصوصاً في الولايات المتحدة الأمريكية، تجد غاية أساتذة الجامعات عندما يتم تشريفهم وتوجيه الدعوة لهم لإلقاء محاضرة علمية بين طلاب مراحل دراسية متدنية، يعتبر هؤلاء الأطباء والأساتذة أنهم بهذه الطريقة قاموا بدورهم في خدمة المجتمع.
دون شك إن لدينا وفي عالمنا العربي هوة كبيرة بين الأقسام العلمية وسياق المجتمع على مختلف مساقاته وتنوعاته إلا أن هناك بعداً تاماً وواضحاً بين المؤسسة العلمية الأعلى في البلد وبين الناس، وهذا بحق يعد خللاً جديراً بالملاحظة والمعالجة. كلما اقترب الجهد العلمي من نبض الناس وحاجتهم كانت نتائجه أكبر وأكثر أثراً وأيضاً العكس صحيح، فلنصحح المعادلة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى