الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

امرأة.. نساء.. معرض يسلط الضوء على جانب من التشكيل النسوي المعاصر

  • 1/2
  • 2/2

يقدم معرض «امرأة.. نساء» المتواصل حاليا في نادي الاوركسترا في اللاذقية جانبا من الفن التشكيلي النسوي في سورية حيث تشارك في المعرض الذي يضم أعمالا متنوعة عشر فنانات من اللاذقية و دمشق وحلب في مبادرة يتبناها النادي لتسليط الضوء على الحضور الثقافي للمرأة السورية في مرحلة يجري فيها تشويه الصورة التاريخية المشرقة لنساء سورية عبر موجة فكرية متطرفة تهدف إلى تقويض العمق الحضاري للوطن.
وأوضح مدير النادي ياسر دريباتي «أن هذه المبادرة ترمي إلى إظهار المنجز النسائي في الفن التشكيلي السوري و التأكيد على أن حضور المرأة السورية لم يكن يوما حضورا كماليا بل هو كينونة فكرية و ثقافية تمتد جذورها إلى آلاف من السنين من عمر التاريخ البشري».
وأضاف أن المعرض يقدم نماذج فنية نسائية من اجيال مختلفة بدءا من ليلى نصير التي تعتبر رائدة الفن التشكيلي السوري مرورا بعدة فنانات من مراحل فنية و عمرية مختلفة، لافتا إلى أنه يجري التنسيق لاقامة معرض في مرحلة لاحقة يضم شريحة أوسع من الفنانات السوريات من مختلف المحافظات السورية و هو ما يعتبر أحد أشكال مقاومة الفكر الظلامي الذي يجتاح الوطن اليوم و يهدف إلى إلغاء صورته الحضارية الناصعة.
من ناحيتها ذكرت الفنانة رانيا كرباج أن المعرض يوفر فرصة للمشاركات للاطلاع على تجارب فنية متنوعة و تبادل الخبرات والآراء بين فنانات عدة تحمل كل منهن هوية خاصة بها بعيدا عن التصنيف النسوي او الذكوري لأن المرأة ليست حالة خاصة في أي من ميادين الحياة والثقافة بل هي احدى مكونات هذا المجتمع العريق.
وأضافت «أشارك بعمل هو عبارة عن بورتريه له طابع تعبيري واقعي يتماشى مع اسلوبي الفني في العمل و الذي الجأ من خلاله إلى استلهام تفاصيل الواقع و من ثم تحويرها على المساحة البيضاء بما يخدم الحالة التعبيرية التي اشتغل عليها وهو بورتريه لوجه انثوي يعبر عن حالة فكرية و انفعالية معينة حيث التأمل والاصغاء و التفاعل مع العالم».
وأشارت الفنانة وفاء جديد إلى أن عملها المشارك هو «رسم على الحرير حيث تستخدم هذه الخامة التي تتطلب تعاملا خاصا نظرا لقدرتها على اظهار حس فني مغاير لما هو مألوف بالنسبة للخلفيات الأخرى إذ يتطلب العمل على الحرير نوعية معينة من الشغل والألوان الأقرب إلى المائية كما يحتاج إلى سرعة في التنفيذ ودفق كبير من الاحساس فهي خامة لا تنتظر الفنان طويلا و لذلك لابد من التركيز العالي أثناء العمل».
ولفتت إلى «أن لوحتها تحمل طابعا واقعيا شخصيا او ما يمكن تسميته بالتجريد في قلب العنصر و تحاول من خلاله تصوير روح المكان من خلال شجرة اسطورية ذات حجم لا متناه في النمو ينقل سمات هذه الروح و افاقها حيث نفذت العمل وفق تكنيك سريع و بألوان تعتمد تقنية التضاد لاظهار التفاصيل و العناصر التي تحمل الفكرة برمتها».
أما الفنانة هيام سلمان فقالت انها تشارك بعملين نفذتهما من قصاصات قماشية جمعتها من الخياطين و هو الاتجاه الذي تعمل عليه في مشروعها الفني حيث تقوم بداية بتنفيذ التشكيل المطلوب على قطعة من القماش السادة الذي تخفيه لاحقا جزئيا او كليا حسب ضرورات الفكرة و ينقل الاول في مضمونه صورة اعياد الربيع التي يحتفل بها العالم في وقت محدد من السنة و بالتالي علاقة الإنسان بالآخر الموجود في محيطه من خلال هذه المناسبة التاريخية في أصولها.
أما العمل الثاني حسب سلمان والذي تم الاشتغال عليه بنفس التقنية فيصور في عمقه الفكري علاقة الانسان بالطبيعة من حوله من خلال عودة الإله أدونيس و التي تبشر دوما ببدايات جديدة.
و قالت: «عادة ما أشكل العمل أولا ثم أبدأ بمرحلة التدبيس و هي مرحلة صعبة يجري فيها تجريب أساليب و توزيعات مختلفة قبل الوصول إلى الشكل المطلوب على عكس ما يظنه البعض من أن صعوبة العمل على القماش تكمن في الخياطة إذ أن الجهد الأساسي يتركز في مرحلة الاعداد لحياكة القماش».
وأضافت «أن المعرض يمثل تجمعا نسائيا جميلا يجري من خلاله اضاءة النتاج الابداعي للمرأة و دورها في الحراك التشكيلي السوري بعيدا عن أي فرز أو تصنيف كما أنه احتفاء بالمنجز النسائي الذي يعتبر أقل كما من نتاج الفنانين الرجال نظرا للجهد المضاعف المطلوب من المرأة عموما في مختلف ميادين الحياة».

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى