الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

زيادة عدد الشركات العائلية القطرية بقيادة نسائية

  • 1/2
  • 2/2

توقع عدد من الخبراء الاقتصاديين بزيادة الشركات العائلية التي تترأسها النساء خلال العام الجاري، وذلك بعد الزيادة المضطردة في عدد الشركات المسجلة بأسماء سيدات أعمال قطريات وخليجيات، وقد كشفت "فوربس" سابقاً عن قائمة ضمت سيدات أعمال عربيات اعتبرتهن الأكثر تأثيراً في الشركات العائلية؛ لأن هذا النوع من الشركات يمثل وزنا مهما في الاقتصادات العربية، شاركت في هذه القائمة 33 سيدة أعمال، وقد شكّل معيار قوة المنصب أهمية واضحة مقارنة مع المعايير الأخرى، لأنه مؤشر أساسي على مدى أهمية السيدة وقوتها ونفوذها في الشركة العائلية، ومن السيدات القطريات التي ضمتهن القائمة: السيدة ابتهاج الأحمداني المدير التنفيذي لمجموعة الأحمداني للتجارة والمقاولات، والسيدة دينا أبوعيسى مساعد رئيس مجلس إدارة شركة "IAS International Holding Co "، هذا وقد أكد عدد من سيدات الأعمال القطريات لـ "الشرق" أن هنالك توجها قويا من قبل سيدات الأعمال لتأسيس شركات عائلية بالدوحة، والاستثمار فيها، وذلك بالمشاركة مع أفراد العائلة، وأن هذا التوجه جاء لعدة أسباب منها: صعوبة افتتاح مشاريع فردية مع ضعف التمويل المالي، والخوف من فشلها ووقوع خسائر مادية، إلى جانب عدم التفرغ الكامل لإدارة المشروعات بشكل عام وغيرها من الأسباب الأخرى، متوقعين أن تزداد الشركات العائلية النسائية في الدولة بنسبة لا تقل عن 20% خلال العام المقبل، "الشرق" رصدت بعض الآراء حول هذا الموضوع، فكانت كالآتي:
بداية، قال السيد نعيم حذيفة باحث ومختص في إدارة وتنظيم الشركات العائلية، إن الملاحظ حالياً هو التوسع الكبير في الشركات العائلية التي تترأسها نساء في قطر ودول الخليج، متوقعاً زيادة في أعداد الشركات النسائية الخليجية بدءاً من العام الجاري، حيث إن هذا الدعم المادي وكذلك الدعم المعنوي والإرشادي الذي تقدمه دول مجلس التعاون الخليجي لسيدات الاعمال، من المؤكد أن ينتج عنه زيادة في عدد الشركات، كون هذا الدعم مشجع ومحفز لسيدات الأعمال ورائدات الأعمال لتأسيس مشاريع جديدة أو تطوير وتوسعة مشاريعهن السابقة، وأضاف: يتراوح عدد سيدات الأعمال القياديات في الشركات العائلية وغير العائلية مابين 22% و 34% بحسب كل دولة خليجية، كما وهنالك تفاوت في عدد الشركات العائلية في دول مجلس التعاون الخليجي من دولة إلى أخرى وتتراوح النسبة في الغالب لإجمالي عدد الشركات العائلية من 68% إلى 92% من عدد الشركات العاملة في تلك الدول، ويوجد العديد من سيدات الأعمال اللاتي يشاركن في إدارة هذه الشركات مع أفراد عائلاتهن كل فرد من العائلة بحسب خبرته وعلمه، ولكن للأسف الغالبية من السيدات لديهن ما يسمى بالخجل الإعلامي، حيث إن الكثير منهن لا يفضلن الحديث عن ثرواتهن أو حتى الظهور أو معرفة مناصبهن القيادية في هذه الشركات ويفضلن ظهور أحد الرجال نيابة عنهن.
ويتفق مع الرأي السابق المستثمر مبارك الهاجري، مشيراً إلى أن أداء سيدات الأعمال القطريات ملفت للغاية، خاصة بعد أن حققن نجاحات تحسب لهن في قطاعات استثمارية مختلفة، بفضل رغبتهن في الولوج إلى المشاريع الجديدة والمبتكرة، وأضاف: نحن نتابع كرجال أعمال نشاط سيدات الأعمال القطريات من خلال مشاريعهن المتنوعة، ومبادراتهن اللواتي يقدمنها من خلال رابطة سيدات الأعمال القطريات، ولاحظنا أن هنالك نشاطا كبيرا في حركة المشاريع النسائية القطرية في الآونة الأخيرة، والإقبال المتزايد على الشركات العائلية برئاسة سيدة أعمال، وهذا برأيي جاء بعد الخبرة الكبيرة في مجالات الأعمال، بالإضافة إلى الثقة التي أولتها لها أسرتها في أن تكون في منصب قيادي كهذا، ونتوقع أن تزداد هذه الشركات بنسبة لا تقل عن 10% - 20%، خلال العام الجاري والمقبل، فنشاط السوق القطري مبشر ويدعو للتفاؤل، وسط التنافس القوي بين المستثمرين الجدد، إلى جانب استقطاب أفضل الممارسات والآليات من الخارج والعمل بها بأيدي وأفكار محلية، وهذا ما يثلج الصدر حقيقة، فالمشاريع المحلية عموماً تشهد نجاحات كبيرة، شجعت المستثمرين من الخارج في طرح أفكارهم ومشاريعهم لدينا، للمشاركة في هذا الكرنفال الاقتصادي المبهر، الذي رسمته السواعد القطرية الرجالية والنسائية على حد سواء.
الخبرة والثقة
هذا وترى سيدة الأعمال د. نورة المعضادي المدير العام لشركة "المكنون" للتجارة والمقاولات، أن مهمة المرأة كرئيسة على شركة أو مؤسسة، ليس بالأمر السهل الذي يتخيله البعض، فالموضوع بحاجة إلى الخبرة المتعمقة في إدارة الشركة العائلية، وأن تكون السيدة على قدر كبير من الثقة بنفسها وأدائها، وذلك لينعكس إيجاباً على أداء الشركة، مشيرة إلى أن شركتها عائلية بالشراكة مع زوجها، وقد نجحت في إدارتها بعد جهود كبيرة في فهم آليات العمل، والنزول إلى مواقع البناء باعتبارها أنها تعمل في مجال المقاولات، وعدم الاعتماد الكلي على الموظفين، وتابعت: إن نجاح أي شركة عائلية مرتبط بقدرة قائد الإدارة على الإمساك بزمام أمورها، والتصرف الجيد مع باقي أفراد العائلة حيال أية مشاكل وعراقيل تعترض طريقها، فلو نظرنا جيداً إلى خارطة الشركات العائلية العالمية، لوجدنا أن بعضها نما نمواً كبيراً لتصبح شركات عالمية لها وزن في عالم الاقتصاد، أما البعض الآخر فكان طريقها للإفلاس والتصفية النهائية، والسبب راجع إلى الخلافات التي تقع بين أفراد العائلة في إدارة شركاتهم أو مؤسساتهم، وعدم وجود الخبرة الكافية في وضع الحلول والمقترحات لتطوير الأعمال، فالبعض يركز على الأرباح المالية، دون النظر في الثغرات الأخرى التي ربما تكون كارثية على مسار مشروعهم، وهذا ما يجب أن نفهمه كسيدات أعمال عندما نترأس شركاتنا العائلية، فالأمر كما ذكرت سلفاً يحتاج إلى جهود وخبرة وثقة بالنفس وقدرة عالية على مواجهة الصعاب، والحقيقة أنني أتنبأ بمستقبل واعد للشركات العائلية النسائية بالدوحة، فحجمها بدأ في الاتساع والانتشار بشكل واضح، وما نحتاجه هو تكثيف الفعاليات المحلية لتوعية المستثمرين والمستثمرات الجدد بطرق إدارة وتنظيم الشركات العائلية لتعم الفائدة.
التزود بالمعرفة
هذا وقالت سيدة الأعمال د. نوال العالم صاحبة مشروع مجمع تداوي الطبي ومجموعة الصحة والجمال، إن قيادة المرأة لمشروع كشركة عائلية، يحتاج إلى اطلاع مستمر ومواكبة تطور وضع الشركات العائلية في دول المنطقة والعالم، والمحاولة الدائمة لتطويرها، وذلك لضمان استمرارية المشروع ونجاحه، وقالت: إن مشروعي جاء بعد جهود كبيرة وعمل شاق، حتى استطعت أن أفتتحه عام 2011، إلى جانب تطوير مجموعة الصحة والجمال التي تضم الغذاء المثالي، وهي شركة معروفة ولها باع طويل في المجال الصحي، وتوفر العديد من المنتجات الصحية التي تشمل الأغذية العضوية والصحية والمنتجات التجميلية الطبية، وما أريد أن أصل إليه هو أن أي مشروع كان يحتاج إلى دعمه وتطويره وليس مجرد الاكتفاء بمنصب القائد، وهذا يشمل الرجال والنساء بشكل عام، إلا أنه يجدر بي الإشارة إلى أن سيدات الأعمال القطريات نجحن في إدارة شركاتهن العائلية محققين نتائج فاقت التوقعات، وهذا بفضل خبراتهن والدعم المادي إلى جانب الدراسة والاطلاع والسفر، للمشاركة في المؤتمرات وورش العمل، التي ساعدتهن على رفع الثقة بالنفس في اتخاذ القرارات الصائبة التي تصب في مصلحة شركاتهن، وهذا بالتعاون مع العائلة، ولدينا في الدوحة العديد من النماذج العائلية الناجحة كشركات عائلية، تستحق كل الثناء على أدائها الملفت في السوق، ونتوقع أن تستمر نجاحات سيدات الأعمال القطريات حالما وفر لها الدعم المادي والمساندة المعنوية، ونتمنى أن يناقش هذا الموضوع المهم في إحدى جلسات الملتقى الثاني لصاحبات الأعمال الخليجيات الذي يعقد في مملكة البحرين يومي 15-16 أكتوبر المقبل بتنظيم من اتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي، وبالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة البحرين، وعمل إحصائية بعدد الشركات العائلية التي تقودها نساء في الخليج، فهذا الأمر بالغ الأهمية بالنسبة لنا كمستثمرات وسيدات أعمال.
صعوبات وحلول
وأكدت سيدة الأعمال نترا سعيد صاحبة شركة "أرتان" القابضة، أن عالم الشركات والمشاريع عموماً يحتاج إلى دعم كبير سواء ماديا أو معنويا لضمان استمرارها في سوق العمل، مشيرة إلى أن هنالك العديد من الصعوبات التي تعترض مسارات المرأة حالما تترأس مشروعها الخاص أو شركة عائلية، منها: ضعف الخبرة في إدارة هذا النوع من الشركات، وكذلك ضعف الدعم المقدم من العائلة، وصعوبة محاولة التطوير في حال عدم توافر المعرفة الكافية، وهذه كلها عراقيل تؤدي في نهاية المطاف إلى خسارة الشركة، وقالت: نحن لا ننكر نشاط سيدات الأعمال ونجاحهن في العديد من المشروعات، ولكن ربما بطء حركة المرأة في القبول على الشركة العائلية، راجع إلى الخوف من الخوض في تجربة يكون مصيرها الفشل، فهذا النوع من الشركات له خصوصية بالغة في الإدارة والتنظيم، خاصة أن هنالك ثروات وأموال لا تخص السيدة نفسها بل عائلتها، وهذا يحتاج إلى خبرة عميقة في طريقة إدارة الثروات، وهذا عائق يجعل المسؤول دائماً في وجه المساءلة، عموماً يمكنني القول إذا ما تحدثنا عن نشاط الشركات العائلية بقيادة نسائية في الدوحة، إن سيدات الأعمال القطريات نجحن في دعم مشاريعهن المختلفة، مع التوجه نحو تأسيس أو قيادة الشركات العائلية، خاصة أن المرأة القطرية ساعدت نفسها في قطاع المشاريع من خلال التزود بالعلم والمعرفة واكتساب الخبرة، التي تعد رأس المال الحقيقي في إدارة المشروعات المختلفة، وبالنسبة للشركات العائلية، فهي تعتبر المحرك الرئيسي لاقتصاد الخليج، وتشكل نسبة 80٪ من الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي في منطقة الشرق الأوسط، وتشمل المؤسسات المملوكة من القطاع الخاص أنشطة متعددة ومتكاملة، كما وأنها تملك محافظ عقارية كبيرة ولا تزال إدارتها تخضع لسيطرة الفرد المؤسس من العائلة أو الجيل الثاني بحسب جريدة البيان.
نشاط نسائي
هذا وقالت سيدة الأعمال الكويتية نبيلة العنجري أن هنالك ارتفاعا في عدد سيدات الأعمال وصاحبات المشاريع في دول المنطقة إلى أكثر من 20 ألف سيدة خليجية، واللائي سجل حجم استثماراتهن باكثر من 400 مليار دولار، وإن إجمالي حجم المشروعات التي تديرها سيدات الأعمال الخليجيات لا يتجاوز 20 % من القدرات الاستثمارية للمرأة الخليجية التي تصل لاكثر من 400 مليار دولار، وأشارت قائلة: إن سيدة الأعمال الخليجيات قادرات على العمل وسط بيئة أعمال استثمارية واسعة ورحبة، فلدينا الخبرات المتنوعة في المجال الاقتصادي، وهنالك الكفاءات النسائية اللواتي حققن نجاحات مذهلة في قطاع الاستثمار، وبحكم مشاركتي في عدد من المؤتمرات المختصة بسيدات الأعمال بالدوحة، لاحظت أن هنالك نشاطا نسائيا كبيرا بين المشاريع القطرية، وحماسا أكبر بين القطريات في الإقبال والولوج بسوق المشاريع المحلي أو حتى الخارجي، وهذا مدعاة للفخر لنا جميعاً سيدات خليجيات، أما بخصوص نشاط الشركات العائلية النسائية في المنطقة، فهذا واضح للجميع، كما أن قائمة فوربس اختارت 33 سيدة خليجية ممن يترأسن شركات عائلية، ونحن نؤمن بمدى قدرة المرأة في إدارة الأعمال المختلفة، وربما أكثر ما ينقصها هو الدعم من قبل جهات التمويل وكذلك تشجيع العائلة لها.
الاستمرارية
وأخيراً يقدم د. سامي سلمان أحد المتخصصين في الشركات العائلية، مجموعة مقترحات لضمان استمرارية الشركات العائلية في السوق، وهي: صياغة وبناء الإطار القانوني المتكامل المناسب لبيئة العائلة، وتكوين نظام عائلي مؤسسي متكامل يدير علاقات أفراد العائلة فيما بينهم فيما يتعلق بشئون العائلة الداخلية والاستثمارية، والالتزام برؤية واستراتيجية لمسار استثمار أموال العائلة، وتراعي الرؤية و الاستراتيجية طموحات وتوقعات أفراد العائلة، وقبول مبدأ التضحية من بعض أفراد العائلة لتحقيق الهدف الأسمى من الاستراتيجية، إلى جانب تحويل الاستراتيجية إلى خطط تنفيذية متوسطة وقصيرة الأجل، والاتفاق على آلية التدقيق والمتابعة لما سبق من خلال إيجاد مجالس إدارية قوية ومتجانسة، ومواصلة العملية التطويرية والرقابية لتحديث وتوجيه الأعمال بشكل دوري، وتوفير البيئة المشجعة لاستقطاب المتخصص والكفاءات من خارج العائلة في وظائف قيادية وتفويض السلطة لهم.

الشرق

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى