الخادمة، والعاملة، والفلاحة، والموظفة والمربية والإطار والمديرة وصاحبة الأعمال... المرأة الكادحة هي اليد الاخرى للجسم الذي يصنع ثروة الاوطان والمحرك الاساسي لكل دورة اقتصادية وهي قوة لا يستهين بها عاقل وعقل لا يهمله قوي...
فالأرقام التي تشير الى ان المرأة نسبا وأرقاما في جل القطاعات تتباهى بها بعض الاطراف في مناسبات سنوية لتنسى فيما بعد وتطوى في انتظار مناسبة اخرى تكون المراة محور حديث ممل يجرد المراة من إمكانياتها ويقلص من قيمتها كمواطنة تسير الند للند مع الرجل، فهذه البيانات التي توردها جهات رسمية من الحين والأخر لا يمكن ان تحصر ما للمراة من قيمة في دفع اقتصاد منهك ففي الضيعات تشتغل النساء ولو باجر منخفض وتعامل على أنها اقل أداء من الرجل فهي تؤمن مانسبته 68 ٪ من انتاج الخضر والغلال، ويستثنيها المشغل من زيادة الأجور. ولا تكتفي بذلك فهي مربية الأبقار والأغنام والدواجن وهي المشرفة على بيع كل ما تنتجه. وهي التي تتصرف في كل ما تجنيه فلا تتعلل بالحر ولا القر ولا بالاحداث المستجدة، حديثها دائما ان تعمل.
وتساهم المرأة بنسبة 90 ٪ في قطاع النسيج والملابس الذي يمثل 40 % من الصادرات التونسية الا ان الوضعيات المعيشية للعاملات في القطاع مازالت دون المأمول فالمصانع التونسية كما الأجنبية مازالت تعتمد على مبدإ ان تونس تتميز بيد عاملة رخيصة هذا الذي روج له منذ البداية ومازالت تعاني منه الى اليوم. وجل الفتيات العاملات تتحملن مسؤوليات عائلات بأكملها من مأكل ومشرب ولباس وتنقل وغيرها من الاحتياجات وعادة لاتطالبن باكثر مما يجود به صاحب العمل.
بالضيعة وبالمصنع نسبة النساء أكثر حضورا وفي الادرات كذلك ففي البنوك ومكاتب البريد وادارات الحالة المدنية والإدارات العمومية تشغل المرأة أكثر المكاتب. فقوة الساعد كانت أقوى من صدى الأصوات المنادية بتهميش دورها ودعوات وضعها في البيت. فلم تكترث لاي منها، واصلت سباقها لإيمانها بان دهشتها وصدمتها من ارتفاع تكاليف المعيشة لن يجديها نفعا والعمل هو الوحيد الكفيل بمواجهة هذه المعطيات المتجددة. وهي الداعم الأساسي لاسترجاع الاقتصاد الذي يمر بمرحلة صعبة نسقه العادي وهي من سيصنع ثروة تونس المفقودة على أن تصمت الحناجر التي لا ترى في المرأة إلا مفاهيم الأنثى والناقصة عقل ودين وفتواهم في عزلها عن العالم. فالوطن اليوم بحاجة إلى كل يد قادرة على الحركة.