الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

معاناة المطلقات بين سندان القانون ومطرقة العادات والتقاليد الإجتماعية

  • 1/2
  • 2/2

تعيش المطلقات حالة من العذاب بعد قرار الانفصال , ليس فقط بسبب قسوة الظروف وإنما تلعب نظرة المجتمع للمطلقة الدور الأكبر فى زيادة المعاناة والآلام التي تشعر بها, فضلا عن أساليب التعذيب المتنوعة التى تتعرض لها المرأة بسبب هذا القرار.
وقالت أسماء حسين "موظفة":" إن السبب الرئيسى فى إنهاء حياتها الزوجية كان بسبب سوء المعاملة وعدم تقدير الزوج لمسئولية الحياة الزوجية وما تفرضه الحياة من احترام بين الطرفين"، وأضافت: أنها تعانى بعد الانفصال من قسوة أسرتها وحبسها فى المنزل دون ممارسة حياتها الطبيعية خوفا من كلام الناس الأمر الذى أصابها بالاكتئاب وزاد من آلامها وبكائها باستمرار فى غرفتها المظلمة.
وأضافت أميرة محمود "35 عاما":  أنها غير نادمة على الطلاق فغالبا ما يكون الحل الوحيد بدلا من الاستمرار فى حياة بالية, ورغم ذلك فهى لا تتوقف عن البكاء بسبب زوجها الذى يحرمها من رؤية أطفالها الصغار.
انتقام الزوج
وأكدت ماجدة حسين "45 عاما - سيدة أعمال" أن أسوأ ما يفرضه الطلاق هو انتقام الزوج فى أغلب الأحيان، فالغضب دائما يفضح طينة البشر , وتتساءل لماذا لا يتخذ الناس من كتاب الله هاديا من خلال الإمساك بالمعروف أو التسريح بإحسان؟
وأشارت دعاء سليمان إلى أن نيران العذاب تشوه جسدها وعقلها بسبب نظرة المجتمع للمطلقة وطمع القريب والغريب فى جسدها واعتبار المرأة المطلقة فريسة سهلة رخيصة لا حاكم لها ولا جدوى من اغتيال مشاعرها أو حياتها الخاصة.
أما ياسمين فؤاد "معلمة فى مدرسة ثانوى" فتعانى من قسوة الظروف المادية بسبب انصراف طليقها عن الوفاء بالالتزامات المالية للأولاد الصغار واعتبار ذلك نوع من العقاب للمرأة التى ترغب فى الانفصال، إلا أنها أخيرا وجدت عملا مناسبا تستطيع من خلاله الآن توفير حياة آمنة لصغارها.
حرية المرأة خط أحمر
وحول أسباب المشكلة وحلولها يتحدث الدكتور وليد غريب الأستاذ فى علم الاجتماع أن أسباب الانفصال كثيرة وغالبا ما تدور حول عدم التفاهم بين الأزواج أو بسبب قسوة الظروف المادية أو فى بعض الأحيان تشكل العوائق الجنسية سببا فى طلب الطلاق إلا أن عذاب المرأة بسبب هذا القرار هى الأمر الأصعب حتى الآن فى مواجهة نظرة المجتمع أو فى الوفاء بالالتزامات الشخصية أو فى متطلبات الأطفال فى حالة تخلى الزوج عن الوفاء بدوره المنوط بعد الطلاق تجاه أولاده.
وأضاف الدكتور وليد: أنه لا بد وأن يراعى المجتمع حرية المرأة وأن يضع يده على عاتقه ومساعدتها ومشاركتها المسئولية وأن يعرف أن حرية المرأة خط أحمر وحياتها وأمنها فريضة يجب الحفاظ عليها.
وتتفق جميلة حسن أخصائية نفسية مع الدكتور وليد أنه لا بد من تفهم المجتمع لطبيعة حياة المرأة المطلقة التى تستوجب تحملها المسئولية فى توفير احتياجاتها المالية بالنسبة لها ولأطفالها مما يتطلب انخراطها فى العمل , وأن احترام المرأة فرض وقيمة للمجتمع والرجل تحديدا.
ودعت جميلة حسن الجمعيات النسائية الى تدعيم الأفكار البناءة للنهوض بالمرأة والحفاظ على حقوقها المادية والاجتماعية والنفسية والوقوف بجوارها ضد نظرة المجتمع الضعيفة والتقاليد العقيمة وأن تتخذ مؤسسات المجتمع المدنى دورها فى مواجهة العنف ضد المرأة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى