الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

"وكم من مبدعين يستحقون الرثاء"..

  • 1/2
  • 2/2

الشاعر العراقي الكبير " سعدي يوسف " في قصيدته " عيشة بنت الباشا" التي يتطاول فيها على النبي صلى الله عليه وسلم، والسيدة الكريمة "عائشة " من منظور طفل يخلط بين العبث، وإثارة الفتن، أو من منظور عجوز خارت فيه الحياة ، فراح يستجدي شهرة تافهة تقوم على الرخيص في الوصف الذي لم يستطع أن يرقى به حتى إلى وصف شاعر يحاول أن يتحدث عن العلاقات الحميمية تحت شكل من الانفلات من القيود المتعارف عليها.. وما يرى متأججا عند عجوز غارق في اليأس متحسر على ما فاته في بياض العمر من تخيره لرمز ديني كبير ليس غير محاولة لشد الأنظار، ودعوة الناس إلى ساحات من الواضح أنها في طريقها إلى الجفاف..
من المؤسف أن يخط شاعر - صنف يوما بين المقتدرين - أبياتا تسف به، وتحرمه ممن كانوا يقدرون قلمه.. اصطياد شديد الفشل والإسفاف في زمن تشتد فيه الأزمات، ويختلط فيه الهرج والمرج.. وقارئ كلماته - التي لا أراه فيها يرتقي إلى الشاعرية - يدرك مباشرة الغرض الواضح من الإساءة إلى الإسلام وخصوصية نبيه الكريم في هذا الوقت بالذات، ويرى أنها تشفّ عن تخيل مريض، واضطراب روحي يدفع بصاحبه أن يحط بنفسه إلى ذلك المستوى بمعان ومتخيلات تعكس وهنا. وتجوفا في شخصية شيدت مفاهيمها على التسطح، والاستعلاء تجاه نبي إنسان غزا العالم بعفويته، وبفكره السديد، وبإنسانية تعجز الأمم الراقية حتى اليوم عن مجرد التفكير أمامها..
عندما تريد يا شاعر أن تلفت إليك الأنظار، فلتختر موضوعا مهما سيما، وأن الأرض بالمآسي، وبالكوارث البشرية تغص مما يوجب على مبدع كبير وشفافية حُبيَ بها أن يقدم ما ينتظره غرقى الآلام والأحزان في رحاب هذا
الكون .. ليست مهمتك أن تدغدغ الإعاقات لتكب مزابلها، لكن دورك الريادي يفترض له الحكمة، والتعقل، والبحث الدؤوب، واحترام نبي عظيم تدين بدينه الأمم والأقوام، بعد أن وثقوا باصطفاء الخالق
له ..غير أنك بما تفعل تخط بيدك مسحك من دواوين الأتقياء!

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى