تتسبب الغيرة بين النساء في نبش خلافات كثيرة تؤدي إلى نزاعات شخصية تلحق الاذى بالعلاقات الأسرية بين الأقارب أحيانا وتشوه العلاقات الإجتماعية بين أفراد المجتمع ، منها الخلاف بين الحماة والكنة والمرأة مع "السلفة"زوجة أخ الزوج ،وأحيانا زميلات العمل والتنافسية التي تولد الكراهية ،من هذه الخلافات الجمال والتفوق المهني والإنجاز المتواصل لإمرأة دون أخرى ،أو التنافس على قلب رجل واحد ،أو الشعور بالنقص نتيجة منصب وصلت إليه إمرأة دون أخرى ،قد تسهم في إزاحة الستار عن كراهية وحقد كامنين في نفس الأخرى على أختها أو زميلتها بالعمل ،وهذا قد يؤدي أحيانا إلى إلحاق الضرر في هيكل تنظيم العمل أو كيان الأسرة الواحدة نتيجة الصراع الداخلي والتوتر والقلق الذي تعاني منها المرأة الغيورة من قرينتها تلك ،وقد يؤدي نقاش عائلي عابر إلى ولادة خلاف أسري داخلي أو نقاش بين زميلتين على مسألة واحدة تؤدي إلى قطيعة بينهما ووقف للعلاقات الثنائية .
الغيرة مطلوبة أحيانا للتحسين والتطوير للذات وللتعلم ،والغيرة قاتلة أحيانا في حال تولد كراهية مقيتة تؤدي إلى نتئج لا يحمد عقباها ،بالإمس القريب كنت في إحدى المجالس الأسرية ونقاش بين قريبتين أدى إلى غضب الثانية وإنسحابها واخرى تفجرت بالبكاء لإنها ظنت أن الحديث المتبادل بينهما يقصد به الإساءة إليها ،قلة من النساء التي تعي خطورة هذه الأمور وتتجنبها ،وقلة من يتملكهن الغرور والتباهي بشيء ليس لها قد يكون لأصل قديم ومهنة جد غاب عن وجه الزمن والطامة الكبرى حين تتعرض إحداهن للأخرى بالضرب والسب والشتم مع وقوف الرجال متفرجين على المشهد ليستهزءوا بغباء النساء وقة عقولهن وحين يتملك إحداهن الصمت يصفونها بالغباء مع أنها تستخف بما تسمع وما يجري أمامها ،هذا كله يحتاج إلى حكمة ووعي من المرأة كي تكون متوازنة في حديثها وفي حكمها حتى لا تتفاقم الخلافات وتؤدي لنزاعات أسرية غير محمودة ،وعلى المرأة أن تكون حافظة لخط الرجعة كي لا تصل إلى ما قد تصل إليه مع قرينتها ثم تندم عليه لاحقا لإنها من المؤكد أنها ستخسر صداقتها وهي غير مقتنعة بأن الإختلاف بالرأي لا يفسد للود قضية ،تحتاج النساء إلى تروي وحلم وصبر كي لا تتسرع في أحكامها ولا تطلق العنان للسانها لتلفظ كلمات لن تعود لجوفها تكون أحيانا قاتلة مثل الرصاص تفقد فيها هيبتها ورزانتها وإعجاب النساء بها ،فتصبح لقمة صائغة بين الناس لنشر ما جرى معها كحكاية للتسلية والسخرية بين أقران آخرين يجعلون وضعها مهزوزا وتكون غير أهلا للثقة بها للتقرب منها والتواصل معها مستقبلا حذرا من طيشها وسطحية تفكيرها التي تسبب في خسارتها لأقرب الناس منها ،هذا الأمر غالبا ما يحدث بين النساء مبررات بذلك بأن في حرب النساء كل شيء مباح .