الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

عندما تضرب التكنولوجيا أعز ما يملك الإنسان !!

  • 1/2
  • 2/2

لم يعد من المستغرب أو المثير أن تكون أكثر المبتكرات والمخترعات حساسية ودقة بيد أي إنسان، بغض النظر عن طبيعة العمل أو الوظيفة التي يمارسها، فالجميع يملك هواتف ذكية، بل إن الهواتف التقليدية أزيحت تماماً وباتت أنظمتها بالية أو غير قابلة للتشغيل والاستخدام. هذه التقنيات وبنفس المستوى الذي قدمت للبشرية فائدة كبيرة فإن آثارها ومساوئها متعددة وكبيرة، والبعض من المختصين والدارسين لآثار برامج التطبيقات الذكية يبين أن لها عواقب صحية على الإنسان، ولكن المؤكد أن لها أضراراً على الصحة النفسية، فهي تضرب واحداً من أكثر قيم الإنسانية وما تعارف عليه العالم بأسره، وهو أن الإنسان كائن اجتماعي.
 هذه التطبيقات الذكية وما يرافقها من أجهزة متنوعة ذات إمكانيات كبيرة، جعلتنا في ذاتية وخصوصية مبالغ فيها، فلم تعد تثير انتباهنا مشاهدة البعض وهم غارقون تماماً وسط أجهزتهم في المناسبات العامة، ينتقلون من خلالها من موقع لآخر ومن تطبيق للثاني، دون مراعاة أو تقدير لمن يشاركهم المكان والمجلس، خاصة في المناسبات الأسرية والجمعات العائلية. وأكثر من يعاني أو من قد يرصد ويلاحظ هذه الذاتية والانعزالية هم كبار السن الذين يشعرون بأنهم باتوا خارج الحياة وهم أحياء يتنفسون، فهم عاجزون تماماً عن اللحاق بهذا الركب التقني الاتصالي الحديث، وبالتالي كأنهم باتوا خارج نطاق الزمن والتفاعل معه، مما قد يؤثر على سلامتهم النفسية والذهنية والجسدية، هذا واقع وليس ضرباً من الخيال، فقد نشر قبل فترة من الزمن خبر يتحدث عن معلمة بريطانية أنهت حياتها لأنها لم تعد قادرة على مواكبة الحياة العصرية والتقدم الهائل في التكنولوجيا الذي برأيها غيرت المجتمع إلى الأسوأ، ودمرت العلاقات الإنسانية، وحولت البشر إلى روبوتات بلا روح أو مشاعر، ملتصقين طوال الوقت بأجهزتهم الإلكترونية. ويقول الخبر إنه لهذا السبب قررت المعلمة آن (89 عاماً) الانتحار والتخلص من حياتها الميؤوس منها وحالتها التي لا شفاء لها، فلم تطق العيش أبداً في ظل هذه الظروف، على حد ظنها. ويواصل الخبر أن هذه المسألة أثارت جدلاً واسعاً في بريطانيا حول قضية المسنين والمعوقين والخطر المحيط بهم في ظل هذا العصر الرقمي الجامد الخالي من الحياة والروح التي اعتادوا عليها، وفي مقابلة لها مع صحيفة "صنداي تايمز" قبل وفاتها قالت آن: إن أجهزة الكمبيوتر وشبكات التواصل الاجتماعي وخدمات الرسائل الفورية جعلت البشر بعيدين عن التفاعل الاجتماعي، وأشارت إلى أن كل شيء صار ملوثاً، متسائلةً لماذا يقضي الناس أغلب أوقاتهم أمام شاشات الكمبيوتر أو التلفزيون؟ ونوهت أنها لم تمتلك أبداً جهاز تلفزيون، بل تفضل دائماً الاستماع إلى جهاز الراديو، لافتةً إلى أن الناس أصبحوا "بني آدميين" آليين خالين من الروح يتم تحريكهم بالريموت كنترول.
 أعتقد أننا بحاجة للهدوء والعزلة عن مثل هذه الأجهزة بين وقت وآخر، بحاجة إلى أن نجلس مع بعض ولا يقطعنا رنين رسالة أو تنبيه تطبيق، بحاجة إلى أن نكون تقليديين، وان نبتعد عن الآلية في علاقاتنا وتواصلنا مع بعض، لأن المشاعر ودفئها لا يمكن أن يعوضها نص أو صورة جامدة.
 
 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى