من مدرسة رسمية إلى أهم الجامعات العلمية في الولايات المتحدة الأميركية، مسيرة فتية لابنة الستة عشر عاما مايا رضوان نصر، لكنها حافلة بنجاحات مفتوحة على آفاق واسعة، خصوصاً إذا علمنا أن طموحها التخصص في علم الصواريخ والمركبات الفضائية. فالحلم مشروع ما دام نصر تم اختيارها من جانب «جامعة ماساتشوستس» الأميركية، كطالبة متفوقة وخصتها بمنحة لدراسة هندسة علم الفضاء.
بدأت مايا، المتحدرة من بلدة كفرفاقود ـ قضاء الشوف، دراستها في «مدرسة دميت الرسمية» (مرحلة الروضة)، ثم انتقلت إلى مدرسة «الشوف ناشونال كولدج» في بعقلين، إلى أن تخرجت منها العام الدراسي الماضي.
وتقول لـ«السفير» إنها «بدأت منذ أيام الدراسة في جامعة ماساتشوستس الاميركية للتكنولوجيا (MIT)»، مشيرة إلى أن «الجامعة لا تكشف سبب اختيار الطالب للالتحاق بها، لكن القيمين عليها قد يكونون استندوا إلى علاماتي العالية، ولا سيما في مادة الرياضيات».
تضيف: «من الأسباب التي أدت إلى اختياري، تفوقي الدائم في المدرسة ونشاطاتي في كل المجالات، بالإضافة إلى أنني نجحت بمسابقات عدة. علماً بأنه من المرات النادرة التي يستقبل فيها هذا القسم طلاباً من المنطقة العربية، إلا إذا كانوا يحملون الجنسية الاميركية، بينما أنا لا أحمل إلا الجنسية اللبنانية».
وتوضح مايا أن مدة الدراسة أربع سنوات، ثم تبدأ الدراسات العليا (الماستر والدكتوراه)، وفي الدراسة الجامعية «نتعلم كل ما هو على صلة بعلوم هندسة الفضاء وليس موضوعاً محدداً».
وعما إذا كان طموحها أن تصل إلى وكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، تجيب بحماسة: «أكيد ناسا أو CERN (أوروبا) أو «SpaceX» (مؤسسة أميركية لتكنولوجيا الفضاء)، لكن ناسا هي حلمي».
وأكثر ما يجذب مايا هو عالم الصواريخ والمركبات الفضائية: «سأسعى لتحقيق طموحاتي في هذا المجال، لأثبت أن المرأة اللبنانية بشكل خاص، والمرأة بشكل عام، قادرة بإرادتها أن تصل إلى أعلى المراتب وفي مجالات علمية متطورة ومتقدمة».
وتتمنى أن تتمكن من «تحقيق حلمي وجعل الناس أقرب من معرفة الفضاء ودراسته، وإثبات أن اللبنانيين قادرون على الوصول إلى أعلى المراتب إذا كان لديهم الطموح».
وبينما تشكر مايا «عائلتي التي وقفت الى جانبي، ومدرستي وأساتذتي في لبنان، وAMIDEAST (مؤسسة تدعم الطلاب اللبنانيين المتفوقين للتقدم إلى الجامعات الأميركية)»، يعتبر والدها أن «ما حققته ابنتي هو فخر لجميع اللبنانيين».