الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

نساء تونس : الحلم الضائع أم الغضب المتواصل ؟

  • 1/2
  • 2/2

نتساءل بكل عفوية و بكل بساطة هل هذه المرحلة تتطلب منا تكثيف الجهود لدعم مشاركة النساء المشاركة النوعية والفعلية أم آن النساء يسجلن قوة انتخابية للمترشحين من الرجال السياسيين الذين بمجرد إعلانهم الدفاع عن حقوق النساء حتى تنضم لهن النساء بدون أي تحفظ ؟ ما هي الشروط و المعايير المعتمدة لتشريك النساء ؟ ما هي البرامج المدروسة و الانخراط الفعلي لنظرة جديدة للعلاقات الاجتماعية و للفعل السياسي ؟ هل نكتفي بتسجيل أسماء نسائية و تواجد صوري حتى نصرح بانخراطنا في مقاربة تشاركيه عامة و شاملة ؟ هل انخرطت الأحزاب السياسية التقدمية في المحاصصة الحزبية ؟ ان التناصف في القوائم الانتخابية مكسب لا جدال فيه فهل الأحزاب مقتنعة بهذا الإجراء ؟
ثم هل بالفعل تسعى الأحزاب لتشريك النساء في صفوفها و اعتماد مواقفها و الإنصات لمقترحاتها و التعامل معها بشكل صحيح و بالندية ؟ لهذا نسائلهم كم عدد القائمات التي ترأسها نساء ؟
لهاته الأسباب والمعطيات من الضروري النظر الى واقع مشاركة النساء في هذا المسار حيث يظل الفعل السياسي في تواصل منسجم مع أساليب معلومة و معروفة , سياسة لطالما نقدناها و لطالما طالبنا ببدائل و ببرامج نوعية تعتمد مقاربة تشاركية في نسق جديد و تقاليد ترسم بوادر التغيير في مشهد اجتماعي و سياسي و اقتصادي مرتبك غير قار إذ تعيش البلاد وضعا انتقاليا ضبابيا انعدمت الرؤية الواضحة و عمت الفوضى و كثرت التناقضات والمفارقات في مرحلة انتخابية تكالبت فيها القوى السياسية من أحزاب و غيرها.
الكل يتقاسم خطوطا عامة ونظرة سطحية للشأن العام والكل ينادي بالديمقراطية و التعددية نستمع إلى خطابات في ظاهرها تنويرا وفي باطنها تذبذب عميق ينم عن تهافت بدائي للظهور و للوصول للحكم بأي طريقة كانت في حين لم يعد الوضع يحتمل أكثر تهاونا. تتطلب المرحلة أكثر مما سبق إلى الرصانة و العمق و التفكير
اذا الواقع يجعلنا نطرح عديد التساؤلات مما يستوجب الوقوف على مدى قوة اقتناعنا و إدراكنا للمشروع المجتمعي الحداثي الديمقراطي ذاته
ولكن في خضم هذا نرى ان الإشكالية المركزية و السؤال الأهم من بين طيف الأسئلة والهواجس المطروحة في هذا المقام والتي من المفترض إيجاد جسور للجدل والحوار فيها هل هذا قدرنا و هذا مصيرنا يا معشر النساء ؟ أين الحركة النسوية في تونس و أي التضامن النسوي بتونس ؟ أين حلم نساء في المساواة و في النّدية ؟ الم تكنّ بالأمس في الصفوف الأمامية للتنديد بالنظام الاستبدادي الم تكنّ تنادين بالمساواة الفعلية في المجالين الخاص والعام.
لقد كنتن شرسات قويات مندفعات ولئن كنتن قليلات إلا إننا كنا كلنا حاملات لمشروع حداثي ديمقراطي نسوي ورغم هذا ما نلاحظه ان المسالة لم تحسم بعد و أن مشاركة النساء ما زالت تعوقها العديد من الصعوبات و ان النساء لم يدركن بعد البعد التضامني النسوي لتشكيل قوة سياسية فاعلة لماذا تبقى النساء محل تجاذبات سياسية انتخابية مؤقتة و زائلة بزوال المرحلة . ولماذا تبقى النساء كعادتهن ورقة سياسية تستعمل عند الحاجة و تقصى كلما اختلفنا معها في الرأي هل تكتفي النساء بالتعبئة و بالتواجد كلما دعت الحاجة لذلك بصفة موسمية لا ترتقي إلى ديمومة العمل السياسي ؟
فهل ندرك في لحظة تأمل صادقة ان المسالة زادت تعقيدا و أن حقوق النساء داخل الأسرة زادت اضطهادا وأن وضع النساء تأزم و أن النفاق الاجتماعي و السياسي انتشر و أن الفكر التمييزي تغلغل في كافة الأوساط اليمينية واليسارية على حد السواء و أن النظرة الدونية تعمقت وأن المرأة تعاني الاضطهاد و لعنف المعنوي و المادي في المجال الخاص داخل الأسرة وفي المجال العام ؟
لحظة تأمل تفرض علينا تدارس الوضع بكل جدية وموضوعية لحظة تأمل بعيدة عن «العيساوية الثورجية» التي اختلط فيها الشعبوية والتوظيف السياسي السياسوي
لندرك معا أن محاربة الإرهاب أولوية وطنية نادت بها نساء تونس و مازالت متحمسة و سالكة الخط الوطني والسيادي للدولة و لمكوناتها و هي لا تستثني في هذا التوجه الحرب ضد التفكير الرجعي التقليدي التمييزي المتغلغل في السلطة الذكورية التي ما زالت قائمة الذات . ذلك الخط الذي لا بد أن يشكل نقلة نوعية في معالجة المنظومة السياسية والارتقاء بالوعي لدي الجميع نساء و رجالا و تقوية القدرات في شتى المجالات
هل بإمكاننا وفي قراءة للواقع الحالي للنساء في تونس أن نستنتج مدى عمق الهوة بين ما يقال و ما يمارس ؟ عند ما تنتهك ابسط حقوق النساء في الأسرة و تتحمل النساء أعباء ومشاق الحياة اليومية لوحدها بين العمل و شؤون المنزل و الأبناء و يستقيل «سي السيد» من مسؤولياته العائلية بتعلة انشغاله بمسائل وطنية ; غيرها ما عدى انشغاله بتنشئة الأجيال القادمة أبنائنا و كأن الوطن شغل الرجال دون غيرهم فالمسالة في غاية الأهمية .من هنا تبدأ المعالجة الجدية ,في هذه الخلية المصغرة للمجتمع . هذه المرآة التي تعكس الصورة الحقيقية لمجتمع سكيزوفراني يقول ما لا يفعل . كيف لنا أن نكون ديمقراطيين عندما نمارس الفكر الواحد داخل الأسرة و عندما تعنف النساء وتهان في مجال سمي خاصا في صمت جماعي دفين لأنه خارج الأنظار. فكيف للمرأة أن تكون فاعلة و تمارس مواطنتها الكاملة وبكل حرية ؟

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى