الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

مشاعر أنثوية متضاربة في قصص "انعكاسات إمرأة" لإيناس البدران

  • 1/2
  • 2/2

كثيرا ما تعاني المرأة في هذه الحياة مثلها مثل الرجل، وحين يرتبط الأمر بالكتابة  يجد الكثيرون في هذا فرصة للتحديق والتلصص على عوالمها السرية رابطين غالبا بين الكاتبة وما تكتبه ، ناسبين اليها تفاصيل الحياة السرية لبطلاتها وأبطالها أو ما يحمله النص من جرأة في طرح قضايا مازالت تبحث عن حل وأخرى مسكوت عنها خوفا من ردود فعل مجتمع لا يرحم.
إيناس البدران قاصة متميزة ترفض مصطلح "الأدب النسوي" كغيرها من الأسماء الأدبية و التي لا تزال تهتم بتقديم وقائع اجتماعية لما تعانيه المرأة من خلال تقديم نماذج نسوية تقف بشدة في مواجهة الإضطهاد و التقاليد الإجتماعية البالية و هذا ما نلمسه من خلال عنوان مجموعتها القصصية "انعكاسات إمرأة" الذي قد يوحي للقارئ منذ الوهلة الأولى ما تنطوي عليه هذه القصص في تناولها لقضايا و مشاكل المرأة عموما.
من يتابع بإهتمام مسار إيناس البدران سيكتشف نماذج مختلفة و عديدة، و كل ذلك يعكس عينة من عينات المجتمع الراضخة لنظامه و أساليبه القمعية. في "إشارات ضوئية" نجذ نموذجا متميزا من النماذج التي توردها القاصة، نموذج المرأة التي تعاني مشاكل نفسية لتقع في شباك حياة روتينية و كأنها مجرد آلة مبرمجة لا حق لها في الحرية، و كأن المجتمع يتحكم في اختياراتها من غير أن يحق لها التصدي أو الرفض فهي في النهاية تشعر أنها مجرد ضحية من ضحاياه، و يجدر الإشارة بأن البدران قد أبدعت في هذه القصة في نقل الفكرة بإطار لغوي متلائم مع المعنى الذي أرادته القاصة
حيث جعلتنا نتعاطف مع الحالة تعاطفا كبيرا.
و تتكرر المعاناة في أكثر من قصة و كمثال على ذلك قصة "على كرسي الإعتراف" أين نقف أمام حالة من البوح الذاتي من إمرأة لصديقتها و كأنها تكتب رسالة تحاول فيها تفسير العلاقة المعروفة في حياة الإنسان بإسم "الصداقة"، فهي كانت ترسم لصديقتها لوحة تعكس حياتها المستقبلية من غير أن تشعرها بذلك حتى سهلت زواجها من رجل أحبها هي أول الأمر وراحت تعيش قصة حب في خيالها كما يعيش مخرج سينمائي أحداث فيلم يشرع في إخراجه.
نموذج آخر تقدمه لنا القاصة تحت عنوان "الجدار" أين نقف أمام صورة شخصية تحيا حياة العزلة و الوحدة تسمح لها بالتأمل و العودة الى الأصول، فتتكشف لها آنذاك حقيقة الإنسان الذي لا يدرك ما يحوم حوله إلا بعد سقوطه في الهاوية.
هنا يظهر تأثير المجتمع على القاصة من خلال قصص المجموعة فنجد بشكل عام صور الظلم و السيطرة على المرأة، تتخبط في يومياتها بين المشاكل و السلبيات أين تدفعنا القاصة الى التسائل التالي: هل المرأة تستحق كل هذه المعاناة يا ترى؟
ما نستخلصه إجمالا هو أن الأنثى في هذه المجموعة القصصية تسعى جاهدة لإثبات هويتها و تصارع لأجل إنسانيتها تارة عن طريق الحلم و تارة أخرى عن طريق التمرد و هذا ما نجده واضحا على سبيل المثال في قصة "الإكتواء بثلوج كلمنجارو" التي هي عبارة عن إعلان واضح عن شيء إسمه الحب بأحد متسلقي الجبال أين تنخرط البطلة مع فريق المتسلقين لخوض مغامرة بحثا عن إجابة في تلك النظرات الخفية لذلك الشاب المتسلق لكن القدر حال دون تحقيق ذلك الحلم بموت مفاجئ للبطل فور وصوله إلى قمة الجبل.
تبدو القاصة إيناس البدران في نصوصها هذه معنية بالدرجة الأولى بمضامينها التي تعكس مشاعر أنثوية متضاربة حيث يمكن تصنيفها ضمن ما يسمى بالبوح الذاتي بلغة سردية عادية ترسم ملامح شخصياتها بالتفاصيل الصغيرة و البسيطة أين تمزج بين الواقع و الحلم .

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى