انتشر في الاسبوع الماضي بين وسائل التواصل الاجتماعي العديد من الفيديوهات القصيرة التي يصور الاشخاص فيها أنفسهم وهم يلقون بدلو مليء بالماء المثلج على رؤوسهم ، وبعدها تبين أن الأمر ليس مجرد فيديو يتحدى فيه الشخص زميلا اخر يسميه فحسب , انما لزيادة التوعية عن اضطراب عصبي ليس قديما ولكنه نادر الحدوث يسمى بالتصلب الجانبي الضموري الذي يصيب الذكور أكثر من الاناث .
وبين ليلة وضحاها أصبح "تحدّي رطل الثّلج" ظاهرة عالمية ، إذ بدأ مشاهير عالم الفن وشخصيات بارزة يخوضون التحدّي ويدعون أصدقائهم وزملائهم إليه، ولم يتوانٓ العديد من المشاهير العالم العربي عن المشاركة وإبداء الدعم أيضاً، منهم المغنية نجوى كرم، وهيفاء وهبي.
احصائيات فيسبيوكية اكدت أن عدد فيديوهات "تحدّي رطل الثّلج" التي ظهرت على الموقع بلغت 2.4 مليون فيديو. علماً أن هناك مواقع الكترونية اخرى مثل ، إنستغرام و تويتر Twitter شاركت هي الاخرى بذات التحدي .
الحملة أظهرت قوة تأثير وسائل الإعلام الاجتماعية و تسخيرها وتوجيهها واستخدامها من أجل الصالح الاجتماعي وهو ما حسب للاعلام الجديد ، وجعل العالم باسره يتفاعل مع قضية انسانية لا بل والاستجابة لها ، وتمثلت الحملة في أن يسكب المتحدي وعاء من الماء المثلج فوق رأسه ويتبرع بـ10 دولارات لصالح حملة تهدف إلى نشر الوعي حول مرض التصلب العضلي الجانبي وجمع التبرعات لمكافحته، وتهدف المبادرة ايضاً إلى التوعية حول المرض الذي يصيب الجهاز العصبي بالضمور، ويسبب نسبة وفيات عالية بين مصابيه.
مشاهير ونشطاء العرب ساهموا بالحملة ولكن على الطريقة العربية وبما يعكس مأسينا التي لا تعد ولا تحصى فاستبدلوا دلو الماء البارد بدلو الركام، تعبيراً عن تضامنهم مع اهالي غزة الذين سقطت منزلهم على رؤوسهم بفعل القصف الإسرائيلي منذ 51 يوماً المنصرمة وقبل ان يتفق الجانبان على وقف لاطلاق النار نهائي .
ونشر عشرات الفلسطينيين والعرب مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهرون فيها وهم يسكبون "التراب" و"قطع الحجارة الصغيرة" على أجسادهم تضامنًا مع ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة الذين هدمت بيوتهم فوق رؤوسهم بسبب الغارات الجوية والمدفعية التي يشنها الجيش الإسرائيلي.
ويقول النشطاء الفلسطينيون الذين شاركوا فيما أسموه "تحدي دلو الرمل" أو "تحدي دلو الركام" إنهم يحاولون أن يشعروا بتلك المأساة اليومية التي يعيشها سكان قطاع غزة يوميًا بسبب الحرب الإسرائيلية.
واذا كان الاعلام الاجتماعي نجح في تسليط الضوء وتوحيد الراي العام العالمي حول مخاطر مرض التصلب اللويحي ، فكم من حملات التحدي نحتاج للتوعية بالمخاطر التي يتعرض لها 4 ملون نازح عراقي فروا من منازلهم بعد ان استباحت دمائهم واعراضهم ؟ ! وكم حملة نحتاج لمساندة الالاف من السوريين ممن شردوا وهجروا جراء القصف المستمر لمناطقهم وتصفية من فيها ؟!! .
قائمة الهم العربي تطول ولا تنتهي وتلقي بالمسؤولية على الاعلام الاجتماعي العربي للقيام بحملات تحدي تضاهي حملة دلو الثلج التي شمر فنانونا العرب ومبدعونا عن سواعدهم للمساندة والمشاركة منقطعة النظير ... ترى هل ينجح الاعلام في مهمته ام نبقى نردد المقولة القديمة الجديدة (مغنية الحي لا تطرب )) القضايا العربية لها الله ، وقضايا الغرب لها العرب قبل الغرب في التصدي لها والمطالبة بحقوقها.