هذا ليس عنوان رواية لـ أليكسندر دوماس، وليس عنواناً لفيلم هوليودي.. إنه العصر الذي تعيشه اليمن، وتعوِّل على بناتها وحرائرها في إخراجها من النفق الذي حشرها فيه الذكور، ومن كلِّ هذه الأزمات.. فالحروب والكوارث والقتل والاغتيالات ونهب المال العام وقطع الطريق والفساد، كل هذه الأشياء هي أفعال ذكورية بامتياز. العام الماضي كان أوائل الجمهورية 17 فتاة، وكان الثامن عشر ولد.. وهذا العام معظم أوائل الجمهورية بنات.. نعلم جميعاً أن البنات هن المتفوقات دائماً، وبالذات في ما يخص الجانب العلمي، وهذا هو الأهم، لأن الشعوب لا تنهض إلَّا بالعلم والمعرفة.. وبما أن البنات يأتين بالمعدَّلات العالية، فعلى الذين يروِّجون أنهنَّ ناقصات عقل ودين أن يراجعوا موقفهم من هذه النظرة القاصرة للمرأة، ويتوقَّفوا عن الترويج بأنه ما أفلح قومٌ ولّوا أمورهم امرأة.. لأن الرجل يخشى أن تتفوَّق عليه المرأة.. والجميع يعلم أن الأندية الفائزة، مؤخراً، بكأس العالم هي أندية لدول تحكمها النساء. لم يعد هناك مكانٌ لمقولة "المرأة مالها إلا الزوج أو القبر"، ولم يعد هناك متَّسعٌ للأمثال السخيفة التي تنقص من شأن المرأة في مقابل الإعلاء من شأن الرجل حتى ولو كان أميَّا ًوعاطلاً ومليئاً بعُقد النقص.. وفوق هذا يقولون لك "الرجل ما يعيبه إلا جيبه"!! هل سنصل إلى مستوى الوعي الذي نقول فيه "الرجل ما يعيبه إلا جهله"، ما يعيبه إلا ثقافته، أم أن الجيب فقط سيظل هو المعيار الذي يفاخر به الفارغون من العلم والثقافة والإنسانية!! وما دامت النساءُ هنَّ المتفوِّقات، فسننتظر أن يتحقَّق المستقبل المشرق على أيديهن، لأن الرجل عاجز عن إدارة بيت، فكيف بإدراة بلد!!