الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

«داعش» وبيع النساء

  • 1/2
  • 2/2

في آخر مآثر «الدولة الداعشية»، ما نشرته وكالات الأنباء من تقارير عن وقائع بيع مئات من النساء «الايزيديات» اللاتي أسرهن مقاتلوها... بمبلغ ألف دولار.
الخبر نشره المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض، والذي قال أن النساء الايزيديات اللاتي أسرهن مقاتلو «داعش» أرغمن على اعتناق الإسلام قبل أن يتم «بيعهن» لتزويجهن قسراً بعناصر التنظيم، فكيف يتم إكراههن على الإسلام أولاً؟ ثمّ كيف يتم بيعهن مادمن أصبحن مسلمات؟ وإذا لم يتحوّلن مسلمات... فكيف يتزوجهن عناصره مادمن قد بقين كافرات؟
هذا التنظيم يمثل انبعاثةً من انبعاثات الجاهلية الأولى، وخروجاً تاماً عن مباديء الإسلام ومسلماته، حتى أن المفتي العام في السعودية وصفه بـ «الخوارج»، ويتعرّض اليوم إلى حملةٍ شرسةٍ يومياً في الصحف السعودية، لتأكيد ضلاله وانحرافه عن الإسلام.
المرصد أوضح أن تنظيم «داعش» وزّع على عناصره في سورية، وتحديداً في ريف الرقة وحلب والحسكة، خلال الأيام الماضية، نحو 300 فتاة وسيدة من أتباع الديانة الأيزيدية، ممن خطفهن قبل أسابيع، على أساس أنهن «سبايا» من غنائم الحرب! ففي القرن الحادي والعشرين، تعود هذه العناصر الشاذّة المتطرفة إلى هذه الممارسات الحاطّة بكرامة البشر، والتي يقصد منها القهر والإذلال. وأشار المرصد إلى قيام بعض وجهاء العرب والأكراد إلى دفع أموالٍ بحجة شرائهن للزواج، من أجل تحريرهن من أيدي هؤلاء وإعادتهن إلى أهلهن.
قبل أيام انتهيت من قراءة كتاب «تجارة الرقيق في الشرق الأوسط»، للكاتب الايرلندي سين أوكلاغان (طبع 1962)، وقد عثرت عليه بالصدفة في مكتبة مركز جدحفص الثقافي في أعقاب محاضرة عن «قنوات الريّ القديمة في البحرين»، وقضيت ليلتين مذهولاً وأنا أقرأ في هذا الموضوع البشع، حيث يرصد حركة الرقيق في الخمسينيات، من منابعه في السودان والصومال والحبشة والكونغو البلجيكي ودول غرب أفريقيا. ومن هناك يتم تهريب قوافل العبيد من خلال موانيء بورسودان وسواكن في السودان، ومن خلال موانيء الصومال البريطاني والإيطالي والفرنسي (جيبوتي)، إلى اليمن والجزيرة العربية، حيث يُباع العبد أو الأمة بمبلغ 250 دولار.
الكتاب يتكلّم عن استخدام النساء المسترقات غالباً في الدعارة وعلب الليل في بعض البلدان، بما فيها السودان والحبشة وعدن، وصولاً إلى مصر والهند. تفاصيل يتتبعها الكاتب أوكلاغان بدقة من خلال زيارات ميدانية لهذه البلدان تعرّض خلالها للكثير من التهديدات والأخطار، حتى خرج بهذا الكتاب الذي يفضح تجارة الرقيق في الشرق الأوسط في سنواتها الأخيرة.
اليوم، يقوم تنظيم «داعش» الإرهابي، الذي تصرّ إحدى الفضائيات العربية الكبرى على تسميته بـ «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، يقوم بإعادة إحياء هذه التجارة القذرة، التي تتداخل فيها عوامل المال والشهوة والجنس والإجرام، وكلّ ذلك يرتكب باسم الإسلام.
في القرن العشرين، من بدايته حتى شارف على الانتهاء، بذل كبار المفكرين والكتّاب في مختلف بقاع العالم الإسلامي، جهوداً جبارة لصد الشبهات والتهم التي كان يلقيها المستشرقون على الإسلام، أما في هذا القرن فانبعثت هذه الفئة الطائشة لتقوم عبر جرائمها وانتهاكاتها ودمويتها، بأكبر عملية تشويه لهذا الدين الحنيف.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى