تتعرض المرأة في المجتمعات العربية والأفريقية لأنواع مختلفة من العنف الجسدي و النفسي، و هذه الأنواع لا تنحصرعلى ممارسات شاذة من الصنف الأخر "الرجل" ، إنما تمتد من المجتمع الى المرأة و يؤسفني أن أضيف من المرأة للمرأة.
تتبعاً لمعظم نشاطات الجمعيات والمنظمات العالمية والعربية/الأفريقية الداعمة للمرأة نرى أنً معظم الجهود تركزت على التوعية ضد ما يسمى الإرهاب الذكوري " العنف الذكوري". و لم تعرهذه المنظمات و المؤسسات الإجتماعية أهمية كافية للدور الذي تلعبه ممارسات المرأة و المجتمع في مسيرة المرأة الناجحة .
في رسالتي هذه أدعو المؤسسات الإجتماعية العربية و الأفريقية إلى نشر التوعية بضرورة محاربة و معالجة "العنف من المرأة الى المرأة ".
في معظم شرائح هذه المجتمعات التي تعتبرأقل تحضراً من الغرب، لا تحظى المرأة بفرص متكافئة مع الرجل في مجال التعليم و العمل، مما يتم حصرمشاركتها في المجتمع في أدوار محدودة كالتعليم و التجميل و ما شابه مما يقصيها من إمتطاء الأدوار القيادية. و تبقى الحالات الإستثنائية لبعض النساء المبدعات اللواتي يتجرأن و يتعدين الخط الأحمر بالجهد و العلم و الكفاح. هذه الفئة من النساء هن من يتعرضن الى العنف من المرأة. وأخص بالذكر منهن صاحبات المناصب السياسية و التنفيذية.
كل امرأة منا تحمل مسؤؤلية إجتماعية تتمثل في دعم و تمكين المرأة الحالمة، الطموحة الناجحة، والعاملة. و تشجيعها و دعمها معنويا و نفسيا. و أحث جميع نساء العالم العربي والأفريقي على البعد عن الرغبة في تثبيط الهمم لإشباع داء الغيرة التي هي جزء في تكوين المرأة. لا يجوزمنا كمجتمع أن نطعن في أخلاق المرأة الناجحة أو نشكك في أفكارها لنهدمها.
أما بالنسبة للمرأة الناجحة فإني أدعوها أن تبتعد عن الأنانية و الرغبة الجامحة بأن تكون السيدة الوحيدة الناجحة، فالتتذكر مسؤؤلياتها الإجتماعية ومنها التي تفرض عليها دعم ذويها من النساء ومشاركتهن خبراتها العملية و الحياتية. ولتتتذكر مقولة أول امرأة تتسلم منصب وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية السيدة مادلين أولبرايت التي تقول " كل إمراة لا تدعم إمرأة وهي قادرة فلها مكان في النار" ....و بهذا، أدعوكي سيدتي المرأة أن تقفي وقفة صدق مع نفسك وتتطلعي الى قدراتك وتتفكري بكيفية توظفيها لدعم وتمكين المرأة .
ولا ننسى أن نحن السيدات تجمعنا نفس الهموم وربما الأحلام، فالمرأة تحلم كثيرا.... تحلم لزوجها وأولادها أولا، ثم لنفسها و لكن للأسف، نادرا لا يتحقق الحلم بسبب المعوقات والظروف التي تواجهها. لذلك أرجو منكي سيدتي أن لا تكوني جزء من هذه المعوقات التي تقف حاجزا في سبيل نجاح المراة ولتكوني كتلة إيجابية تساهم في سعادة المرأة و المجتمع.