كنت قد تحدثت في مقالي السابق عن تلك المرأة التي حاول زوجها قتلها مرتين، مرة بإطلاق رصاصة على فخذها مما تسبب لها في عاهة دائمة، والثانية حين طعنها بسكين في بطنها، وفي كلتا الحالتين "طلع منها زي الشعرة من العجينة " لتسترها عليه، خوفا من أن ينفذ تهديداته ويحرمها من أطفالها.
في تلك القاعة التدريبية التي وقفت فيها هذه المرأة لتسرد أمامنا قصتها السوداوية كان الجميع بلا استثناء يبكي تأثرا، وقد اختصرت لكم قرائي الأعزاء فصولا كثيرة من قصتها بما فيها محاولات انتحار فاشلة وصلت فيها لمرحلة يأس كاملة، وصراعها مع مرض السرطان إلى أن شفيت منه تماما بفضل الله تعالى.
تراكم الضغوط النفسية عليها بين زوج ظالم لا يعرف غير لغة الضرب والعنف، وبين أب انتزعت الرحمة من قلبه حين أغلق أبواب أبوته في وجهها قبل أن يغلق أبواب بيته عنها وعن أبنائها المساكين، فأصيبت نتيجة لكل لذلك "بجلطة" دخلت على أثرها في غيبوبة أفاقت منها وقد عاهدت ربها قبل نفسها ألا تحني رأسها لأي مخلوق مهما كان، فالرزق والروح بيد الخالق، فلن تظل ترزح هي وفلذات كبدها تحت أكوام من الظلم والعنف والقسوة؟
قررت أن تواجه خوفا كان يعوق تفكيرها عن اتخاذ أي قرار إيجابي، وبدأت في بناء نفسها من جديد، وقد لا أكون مبالغة إن قلت إن هذه المرأة نهضت فعلا من تحت الحطام، حيث كانت تختلط أجزاء روحها ونفسها وجسدها معه، العبرة في قصة كفاحها أن حياتها فعلا تغيّرت بشكل إيجابي رائع وملهم حين قررت هي أن تغيّر حياتها، فقد حصلت على الطلاق وحضانة أبنائها، وبحثت عن مكامن القوة في داخلها وانطلقت منها نحو الكد وطلب الرزق دون أن تمد يدها للآخرين، والآن هي تخطو خطوات الواثقين في مشروعها الجميل الذي لاقى إقبالا كبيرا، وأنا واثقة أنها ستكون سيدة أعمال متميزة في القريب العاجل - بإذن الله تعالى.
إن كانت هذه المرأة المكافحة نهضت من تحت الحطام وأعادت بناء نفسها من جديد بفضل الله تعالى ثم قوة إرادتها، فإن أي شخص يشعر بأن روحه تختلط بالحطام الآن يستطيع أن ينهض إن هو حاول!
وخزة
يقول برناردشو
احذر من الشخص الذي لا ينتقم منك، فهو لم يسامحك ولم يسمح لك أن تسامح نفسك.