تحتفظ المرأة بمكانتها وحقوقها، فتعاليم المسيحية وقوانين الإسلام واضحة وصريحة فى صيانة حقوق الأم والزوجة، وفى إعزاز مكانة المرأة بالحب والاحترام. قدسية الأمومة، شىء طبيعى يحس به فى قرارة نفسه من يتبع عن صدق دين المسيح بن مريم.. إنه يولد وفوق مهده صورة العذراء تحمل ابنها عيسى عليه السلام. وللزواج أيضا قداسته.. وفى الكتاب المقدس آيات تدل على أن المرأة تكمل الرجل، كما أن الرجل يكمل المرأة. ويقول البعض نحن لا نقر بضرب الزوجة من حيث المبدأ، ولا نقر أن تساء معاملتها أو تهان كرامتها الإنسانية.. على أنه إذا كانت الزوجة ناشزا ولم تكن مطيعة لزوجها، كما يطلب الكتاب المقدس الذى يجعل الرجل رأسا للمرأة، ولم ترع المرأة قدسية الحياة الزوجية، أو إذا أساءت التصرف بما يسىء إلى سمعة زوجها وسمعتها، ففى هذه الحالة يجوز للرجل تأديبها كما يؤدب الأب ابنه أو ابنته، خاصة أن الرجل عادة يكبر المرأة سنا، فضلا عن أنه سيد البيت، ورب الأسرة، ورأس المرأة. وجاء الإسلام إلى مصر.. جاء يحمل هذه الوصايا وهذه القوانين: (ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا، حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا، حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعنى أن أشكر نعمتك التى أنعمت على وعلى والدى وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لى فى ذريتى إنى تبت إليك وإنى من المسلمين). (ووصينا الإنسان بوالديه، حملته أمه وهنا على وهن وفصاله فى عامين أن أشكر لى ولوالديك إلى المصير) . (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا، إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما، فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا) . أما حقوق الزوجة فى الدين الإسلامى فلعله لم يعد هناك شك أو خلاف فى أنها أكبر، وأكرم، من حقوق الزوجة حتى فى أرقى المجتمعات فى العصر الحديث. وهناك ظاهرة اجتماعية عرفتها شتى الأمم، فى شتى مراحل تطورها، وهى أن حرية الرجل وحرية المرأة تتحركان (حركة إطرادية) .. أى تتقدمان إلى الأمام معا، وتتأخران إلى الوراء معا. ففى المجتمعات التى تتركز فيها السلطة فى أيدى مجموعة قليلة من الأفراد، أوفى أيدى طبقة واحدة متميزة بالثروة وبالقوة، تعيش المرأة مسلوبة الحقوق، ضعيفة المكانة، تجاه أبيها وزوجها وابنها.. تماما مثلما يعيش الأب والزوج والابن جميعا مسلوبى الحقوق، صغار المكانة، تجاه الحاكم المستبد وتجاه السادة الأقوياء. وعلى النقيض من هذه المجتمعات التى تتسع فيها دائرة الحرية السياسية والديمقراطية، والتى يستمتع فيها المواطن بحقوق سياسية ومدنية واسعة، فإن المرأة تستمتع هى الأخرى بقدر كبير من حقوق الزوجية، وحقوق الأمومة، وتكون لها مكانتها وكرامتها فى المجتمع. وهى إن كانت لا تزال تطالب بمزيد من الحقوق والضمانات، وخاصة فيما يتعلق بالطلاق وعواقبه عليها وعلى أولادها، إلا أننا نلاحظ أن التطور الثقافى والاجتماعى الذى سارت فيه الفتاة والسيدة فى مصر، فى المرحلة المعاصرة، قد وصل بها إلى مكانة لا تختلف كثيرا – وخاصة فى المركز الاجتماعى والاقتصادى عن مكانة الفتاة والسيدة فى المجتمعات الأخرى.