الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

المرأة والإشكالية المجتمعية

  • 1/2
  • 2/2

ترددت كثيراً في كتابة هذا المقال كما نصحتني الكاتبة (هيفاء صفوق) بألا أكتب عنه أيضاً وذلك حسب وجهة نظرها بأنه إشكالية لن تزول من مجتمعنا إلى أمد الدهر على حد قولها.
وسبق أن طرحته للنقاش مع صديق لي فقال إن هنالك قضايا أهم ولكنك إذا طرحته فقد تتهم بالانحلال وسوء الأخلاق.
واليوم سأتوكل على الله وأقول إننا تربينا على التخويف الشديد والمبالغ عن حده من الأنثى وأنها كارثة وأنها الفتنة الكبرى وأصبح الإنسان إذا رأى أنثى في آخر الشارع تكهرب ولم يكن طبيعياً بل أتذكر في طفولتنا إذا كلمتنا أنثى نرتبك ونحن حينها لم نبلغ الحلم!!
ومما أتذكره في المراهقة أننا إذا كنا في الشارع وجاءت أنثى وغالباً تكون سيدة متوسطة العمر وسألت عن عائلة في الحارة أو عن إيجار شقة أو ما شابه ذلك كنا نرتبك وربما ننظر في صديقنا المراهق بنظرة شك وكأنها راودته عن نفسه!
كبرنا على تلك الأفكار التي تنبع من نيات حسنة ولكن لها نتائج سلبية حيث أصبحت الأنثى مصدر خطر وخوف وأصبحنا في صراع كبير وقلق دائم من أي أنثى فتجد الشخص قد يسقط منه الجوال إذا هاتفته أنثى، وأذكر أن أحد أصدقائي قبل سنوات قال لي سبحان الله تتحدث مع الأنثى بشكل طبيعي؟ أنت غريب حقاً فقلت له لو هاتفتك أنثى الآن ماذا تفعل؟ قال لي ربما يحصل لنا حادث سير فنظرتُ إليه بتعجب وواصلت حديثي مع الدكتورة التي كانت تهاتفني حيث كان الموضوع يدور حول بحث علمي تريديني أن أساعدها فيه.
كما رافقت صديقي ذات يوم في الممشى لنمارس بعض الرياضة وكان في الممشى نساء، ولما رأى إحداهن ارتبك صاحبنا، ولم يعرف أين المسير كما لاحظت أن المرأة التي كانت في الممشي ارتبكت أيضاً وكادا أن يرتطما ببعضهما بسبب الإرباك الذي أصابهما.
ومن المواقف الغريبة التي مررت بها أيضاً حينما كنت أعمل في إحدى الشركات ضمن قسم خدمة العملاء، وهذا ما يجعلني أتعامل مع الجنسين، كان معي موظف كل يوم يكيل لي التهم ويصطنع لي المشكلات بحجة أنني حينما تحدثني أنثى عليَّ أن أطأطئ رأسي، هو لا يدري أنني طويل بمعنى أنني حتى لو طأطأت رأسي سأراها لأن غالب النساء أقصر مني وهو يطالبني بالمستحيل ولا يمكن أن أكون طوال الوقت مطأطأ الرأس وقت الدوام والتحدث مع العملاء. كما أنني أعرف عديداً من الصديقات وهن في منتهى الرقي جمعني بهن العمل والكتابة والخدمات المشتركة ولم أر منهن سوى الخلق الرفيع والأدب الجم. لعل ما سبق ذكره من مشاهد كان السبب فيها التربية المجتمعية التي تعتمد على «التسديد والمقاربة» في علاقة الرجل بالمرأة، فلا إفراط ولا تفريط وكما قالوا قديماً الطيور على أشكالها تقع والطيبون للطيبات. بعد كتابة هذه السطور، سيأتي هناك من يقول إنك تنادي بالعلاقة بين الرجل والمرأة وأنا عكس ذلك، لكننى أردت أن أثبت من خلال تجربتي أن هنالك كثيراً من النساء في مجتمعنا محترمات وتجمعنا بهن الحياة ولا نجد منهن سوى الخير بل إن كثيراً من النساء اللاتي أعرفهن أقمن علاقة حميمة مع والدتي وكنت سبباً رئيساً في تلك المعرفة الأسرية.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى