الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

ينبغي ان يرتقي مستوى المرأة في عالمنا العربي !

  • 1/2
  • 2/2

عندما نتأمل الشعوب العربية التي تخلصت من الاستعمار, نجد انها كانت تنزع في نهضتها دائما الى تحقيق اهداف بناءة عدة منها تحرير المرأة.
وعبارة تحرير المراة، لفظة محببة الى قلب كل عربي مستنير. فهي تعني تحريرها من الجهل بالتعليم و من التقاليد والعادات البالية بثقافة التنوير, ثم محاولة مساواتها بالرجل في الحقوق المدنية. وقد نظن من النظرة الاولى في هذا الموضوع ان الاستعمار هو ابعد ما يكون عن التدخل في شؤون المراة العربية, لكن هذا الانطباع خطأ, فأننا نعرف من تاريخ مصر مثلا, ان الحكومة الانكليزية قامت في اعقاب احتلالها لمصرعام 1882 بأقفال جميع مدارس البنات في البلاد, ماعدا المدرسة السنية في القاهرة. التي جعلوها تحت اشراف ناظرة انجليزية.
في الوقت الذي كانت في مصر حركات اجتماعية بين الاوساط الشعبية تنبعث من صميمه وتدعوا الى الغاء الحجاب، الستر الاسود، اي تدعوالى الغاء الفصل بين الجنسين، وعدم ابقاء المراة في البيت، لاتنشط لآي عمل لخير المجتمع غير العمل المنزلي, كما كانت تدعو الى نزع البرقع عن وجهها اذا خرجت من المنزل. كانت في مصر العربية حركة فكرية تدعوالى تعليم المرأة وتحريرها من التخلف, كما كانت هناك محاولات موفقة من قبل المراة نفسها في تحقيق هذا الهدف. لكن الناظرة الآنجليزية هذه كانت تصر على ان تتقنع التلميذات بالبرقع وهن لم يكدن يبلغن الحادية عشرة من العمر وكان حجتها في ذلك ان المراة العربية يجب ان لا تقلد اخواتها في الغرب.
فقد كان الاستعمار يخشى ان يؤدي تقليدنا لحضارة الغرب الى السير نحو التقدم ثم الآخذ بالنظم الاوربية. فيكون من ذلك صناعة وتعليم وحرية، ولا يمكن للآستعمار ان يوافقه كل ذلك انما يريد ان تبقى الشعوب المحتلة متخلفة اقتصاديا وعلميا وثقافيا، عن طريق محالفتها مع القوى الرجعية المحلية التي تعمل لركود شعوبها بدعوى المحافظة على التقاليد القديمة التي تسبب لمجتمعاتها ضروبا من الشرور والمفاسد.
والان وقد اكتسبت المراة الحديثة كثيرا من كرامتها، فالّفت الجمعيات النسوية للمطالبة بحقوق دستورية ومدنية يمنحها حقها في الانتخاب والترشيح. وقد عاونت بعض الحكومات الناهضة بان فتحت ابواب وظائفها للمرأة, ولكننا مع ذلك ما زلنا بعيدين عن المساواة بين الجنسين , كأطلاق حرية الزوج في الطلاق، وايضا في تعدد الزوجات, وايضا في بيت الطاعة. كل هذا مما تشكو منه المرأة العربية, حيث ان اثارها لا زالت شاهدة للعيان .
لكن قافلة الارتقاء تسير. وهي تسير بقوة المراة الجديدة التي تقرأ وتستنير , والوعي النسوي يكاد يكون عاما بين نساء المدن ولا يتخلف عن ذلك سوى المراة الريفية التي لم يصل اليها التعليم بمقدار كاف, وانها لازالت شبه محجبة, الا حين تعمل مع زوجها في الحقل. والتعليم وحده هو الكفيل بتغييرها وتطويرها نحو الأحسن. وهنا يمكن القول ان اهم الاسباب التي دفعت بالمراة العربية الى التقدم، هي التواصل بالحضارة الاوربية على كل الاصعدة, وتعميم تعليم المراة في طول البلاد وعرضها, مما يكسبها حرية العمل خارج نطاق البيت. وهذا الأنجاز ساعد كثيرا على استقلال المراة.
ومما يلاحظ، ان الاقطار التي عذبها الاستعمار الاجنبي، ظهرت فيها نبضات وحركات نسوية رائعة. بينما الدول التي لم تخضع الى السيطرة الأجنبية، غابت فيها مثل هذه الحركات او تقاعست، بسبب ثقل التقاليد الموروثة وبسبب ضغط رجال الدين المتشددين وحرص الحكومات الرجعية في الحفاظ على نزعتها المتخلفة.
اما في العصور الحديثة فقد عرفنا في القاهرة الاديب العصري قاسم امين الذي الف كتابيه, ( حرية المرأة ) و ( المرأة الجديدة ) عام 1895 . احدثا رجة عنيفة، كان لها صداها الواسع, وعلى اثر ذلك تنبهت المرأة العربية الى قيمة ارتقاءها والتأثيرات الايجابية للعلاقات الثقافية للحضارة الاوربية.
في القرن الماضي اوصت لجنة خاصة في الامم المتحدة بضرورة سن قوانين تمنع ختان البنات في الدول المعنية وذلك بعد وثوق هذه اللجنة بان هذا الختان ليس سوى تعذيب وتمزيق البنت. علما ان ضرر هذا التجاوز على حقوق المرأة يظهر بعد ان تتزوج البنت وتعلم انها اصبحت لا تستطيع ان تتجاوب مع زوجها اثناء التعارف الجنسي بالآضافة الى ما يعرض مبيضها الى الامراض.
وبالفعل فقد منعت حكومة السودان هذا الختان السخيف في القرن الماضي الذي كان مالوفا عندهم. وهوعبارة عن عملية ينزع فيها جزء كبير من عضو التناسل في الفتاة. انهم كانوا يصفون هذه العملية بانها – فرعونية -

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى