اثارت الاعلامية المعروفة شيماء عماد وعلى قناة البغدادية موضوعا حساسا تحت عنوان (هل المرأة ناقصة عقل ودين؟!) ، والغريب جدا ان صدى الشارع لم يعرف معنى هذه التسمية! وهل هو حديث شريف ام حكمة! الا ان التفسير جاء عن طريق ضيوف البرنامج مع التحليل النفسي والاجتماعي لهذا العنوان واثره على المرأة . سئل الشيخ الإمام عبد العزيز ابن باز رحمه الله عن معنى حديث (( النساء ناقصات عقل ودين )) ؟ فأجاب قائلا:توضيح حديث رسول الله ، من إكمال بقيته حيث قال : ((ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب للب الرجل الحازم من إحداكن، فقيل يا رسول الله ما نقصان عقلها؟ قال: أليست شهادة المرأتين بشهادة رجل ؟ قيل يا رسول الله ما نقصان دينها ؟ قال : أليست إذا حاضت لم تصل ولم تصم ؟!)) فقد بين "عليه الصلاة والسلام " "أن نقصان عقلها من جهة ضعف حفظها وأن شهادتها تجبر بشهادة امرأة أخرى وذلك لضبط الشهادة بسبب أنها قد تنسى أو قد تزيد في الشهادة وأما نقصان دينها فلأنها في حال الحيض والنفاس تدع الصلاة وتدع الصوم ولا تقضي الصلاة فهذا من نقصان الدين ولكن هذا النقص ليست مؤاخذة عليه وإنما هو نقص حاصل بشرع الله "عزوجل " هو الذي شرعه " سبحانه وتعالى " رفقاً بها وتيسيراً عليها لأنها إذا صامت مع وجود الحيض والنفاس يضرها ذلك فمن رحمة الله أن شرع لها ترك الصيام ثم تقضيه وأما الصلاة فلأنها حال الحيض قد وجد منها ما يمنع الطهارة فمن رحمة الله " عز وعلا" أن شرع لها ترك الصلاة وهكذا في النفاس ثم شرع لها ألا تقضي الصلاة لأن في القضاء مشقة كبيرة لأن الصلاة تتكرر في اليوم والليلة خمس مرات والحيض قد تكثر أيامه تبلغ سبعة أيام أو ثمانية أيام وأكثر النفاس قد يبلغ أربعين يوماً . فكان من رحمة الله عليها وإحسانه إليها أن أسقط عنها الصلاة أداءً وقضاءً ولا يلزم من هذا كل شيء وأن الرجل أفضل منها في كل شيء نعم جنس الرجال أفضل من جنس النساء في الجملة لأسباب كثيرة كما قال الله " سبحانه وتعالى"(الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم)سورة النساء ، لكن قد تفوقه في بعض الأحيان في أشياء كثيرة، فكم من امرأة فاقت كثيراً من الرجال في عقلها ودينها وضبطها. وقد تكثر منها الأعمال الصالحات فتربو على كثير من الرجال في عملها الصالح وفي تقواها لله "عز وجل " وفي منزلتها في الآخرة وقد تكون لها عناية في بعض الأمور فتضبط ضبطاً أكثر من ضبط بعض الرجال في كثير من المسائل التي تعنى بها وتجتهد في حفظها وضبطها ، فتكون مرجعاً في التاريخ الإسلامي وفي أمور كثيرة ، وهذا وأضح لمن تأمل أحوال النساء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وبعد ذلك، وبهذا يعلم أن هذا النقص لا يمنع من الاعتماد عليها في الرواية وهكذا في الشهادة إذا انجبرت بامرأة أخرى، ولا يمنع أيضاً تقواها لله وكونها من خيرة إماء الله ، إذا استقامت في دينها ، فلا ينبغي للمؤمن أن يرميها بالنقص في كل شيء ، وضعف الدين في كل شيء ، وإنما هو ضعف خاص في دينها ، وضعف في عقلها فيما يتعلق بضبط الشهادة ونحو ذلك . فينبغي إنصافها وحمل كلام النبي" صلى الله عليه وسلم" على خير المحامل وأحسنه والله تعالى أعلم في ان يكون نقص بعقلها في كل شيء ونقص دينها في كل شيء ، وإنما بين الرسول" صلى الله عليه وسلم " أن نقصان عقلها من جهة ما يحصل لها من ترك الصلاة والصوم في حال الحيض والنفاس ولا يلزم من هذا أن تكون أيضاً دون الرجال في يمنع أيضاً تقواها لله وكونها من خيرة إماء الله ، إذا استقامت في دينها ، فلا ينبغي للمؤمن أن يرميها بالنقص في كل شيء ، وضعف الدين في كل شيء ، وإنما هو ضعف خاص في دينها ، وضعف في عقلها فيما يتعلق بضبط الشهادة ونحو ذلك والله تعالى أعلم بكل شيء .ولهذا الحديث معاني ودلالات ايضا وعلى الوجه التالي *الوجه الأول:هو أنّ النساء المسلمات كنَّ يحرصن على سماع الموعظة من الرسول فقد ورد في حديث آخر عن أبي سعيد الخدري قال: "قالت النساء للنبيّ : غلبنا عليك الرجال فاجعل لنا يوماً من نفسك، فوعدهنّ يوماً لقيهنّ فيه فوعظهنّ وأمرهنّ..." الحديث أخرجه البخاري في كتاب العلم. الوجه الثاني: أنّ الرسول كان أكثر حرصاً منهنّ عليهنّ ولذلك لمّا جلّى الله له النار ليلة الإسراء والمعراج، وفي رواية أنّه في صلاة الكسوف نظر فيها فإذا أكثر أهلها من النساء وإذا به يسارع في موعظته لهنّ فيقول: " يا معشر النساء تصدّقن، فإنّي رايتكُنَّ أكثر أهل النار..." من أجل إنقاذهنّ من النار باستدراك الأخطاء وكشف الصفات السلبيّة التي جعلت النساء أكثر أهل النار. الوجه الثالث: أنّ المراد بالنساء اللاتي في النار عموم نساء العالمين من أوّل الخليقة إلى يومنا هذا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وأنّ سبب كثرتهنّ في النار هو: "كثرة اللعن وكفران العشير". فنبّه النساء المؤمنات الحاضرات مجلس وعظه لاجتناب هذه الأسباب حتّى لا يقعن في النار ويكنّ أكثر أهلها. أما توجهه إليهنّ بصيغة المخاطبات: "إنّكنّ تكثرن اللعن وتكفرن العشير" فهي صيغة التفات من الغيبة إلى المصور لغرض بلاغي وهو لفت النظر إلى" أنّ هذا موجود في جنس النساء فلا تكوننّ كذلك. ولذلك بيّن العلامة الزرقاوي في شرحه لمختصر الزبيدي بأنّ الحكم على الكلّ بشيء لا يستلزم الحكم على كلّ فرد من أفراده فإذا أضفنا ما هو معلوم أنّ أكثر أهل الأرض على الكفر وأنّ المؤمنين قلّة كما نطقت بذلك الآيات القرآنيّة فكيف بنصف المجتمع المؤمن القليل وهي المرأة المؤمنة وكيف لو أخرجنا من بينهنّ المجاهرات بالمعاصي والمكابرات والتاركات لأوامر الله ؟ كم يبقى من النساء المؤمنات وكم يبقى من الصالحات القائمات على حدود الله. فهؤلاء قطعاً لا يدخلن النار ولا يصلين حرّها على هذا نصّت آيات لا تكاد تحصى منطوقاً ومفهوماً، وهذا يعني قطعاً أنّهنّ لن يتّصفن بكثرة اللعن ولا بكفران العشير الموجب لكثرة النساء في النار. الوجه الرابع: أنّ قوله عليه الصلاة والسلام: "ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للبّ الرجل الحازم من إحداكنّ" ليس معناه حصر نقص العقل والدين في النساء فقط وهذا يتذوّقه من كان ذوّاقاً للّغة العربيّة لأنّ معناه المقدّر: ما رأيت من ناقصات عقل ودين أشدّ إذهاباً لعقل الرجل القويّ من إحداكنّ. وما الفرق من الناحية اللغويّة بين هذا وبين من يخاطب الفلسطينيّات فيقول: ما رأيت من قويّات قلب أشدّ نكايةً للعدوّ من إحداكنّ ومعنى هذا أنني رأيت قويات قلب ولكن لم أر أشدّ منكنّ نكاية للعدوّ. ومن هنا يتبيّن أنّ كلام الرسول يفيد تخصيص إذهاب عقول الرجال الأشداء بالنساءوالغرض هو التنبيه والتنبّه. ولذلك لمّا قال عليه الصلاة والسلام ذلك لم تبادر النساء إلى الاعتراض ولكن سكتن عنه وبادرن إلى السؤال عن ماهيّة نقص العقل والدين فيهنّ. والحقيقة أنّ نقص العقل والدين شيء نسبيّ فقد تجد امرأة أكمل عقلاً من الرجل وأعظم ديناً أضف إلى ذلك التفاوت بين الكامل والأكمل والناقص والأنقص. ثمّ أضف إلى ذلك أنّ العموم في النساء (كونهنّ ناقصات عقل ودين) يعارضه حديث "كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلاّ مريم ابنة عمران وآسيا بنت مزاحم" وهو حديث أخرجه البخاري في كتاب الأنبياء باب قوله تعالى : (وإذ قالت الملائكة يا مريم...) " من هنا يتبيّن أنّ الرسول ما أراد التنبيه إلى نقصان العقل والدين وإنّما أراد التنبيه إلى إذهاب عقول الرجال بالافتتان بهنّ. وفي نصّ الإمام الحافظ ابن حجر في الفتح على ذلك يقول: "وليس المقصود بذكر النقص في النساء لومهنّ على ذلك لأنّه من أصل الخلقة لكنّ التنبيه على ذلك تحذيراً من الافتتان بهنّ ولهذا رتّب العذاب على ما ذكر من الكفران وغيره لا على النقص أي على ما ذكر من إكثار اللعن وكفران العشير وإذهاب عقول الرجال. وهنا نقول بأنّه قد توجّه إلى النساء في مجلس وعظه في البداية إلى أنّّ أكثر أهل النار من النساء وفي النهاية وعظهنّ حتّى يتخلّين عن الصفات الموجبة للنار ممّا ذكر إن وجدت فيهنّ ونبّه إلى قوّة تأثير النساء مع ضعفهنّ على العقول الكبيرة في الرجال الأقوياء الحازمين لأمورهم فكيف بالضعفاء منهم والطائشين فكأنّه يقول للنساء: يا معشر النساء تصدّقن ولا تكثرن اللعن ولا تكفرن العشير ولا تفتنّ الرجال فإنّ أكثر أهل النار من النساء
صدق النبي صلى الله عليه وسلم عندما قَالَ : " ما تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ . " رواه البخاري
وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِن َّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ فَإِنَّ أَوَّل َ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ . " رواه مسلم