الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

حق الرد

  • 1/2
  • 2/2

يحكى انه في احدى القرى كان يعيش مزارع يملك حقلا كبيرا مزروعا بشتى انواع الخضار والفواكه ، وكان لديه ثوران قويان ، كان يربط احدهما الى جذع شجره ويترك الثاني حرا طليقا .
في احد الايام دخل المزارع الى حقله وبصحبته بعض اهل القريه ، فوجد ان ثوره الطليق قد عاث خرابا في الحقل ودمر المزروعات بحوافره وهو يروح ويغدو غير آبه بالدمار الذي خلفه ، وهنا استشاط المزارع غضبا وامسك بعصا طويله واتجه حيث الثور الآخر المربوط الى جذع الشجرة ، وانهال عليه ضربا بالعصا .
استنكر اهل القرية فعلته ، وعاتبوه على انتقامه من الثور المربوط قائلين انه لم يفعل أي ذنب يستحق عليه الضرب بالعصا ، وان عليه معاقبة الثور الطليق الذي افسد الحقل ، واغلظوا له في القول حتى شعر بالحرج الشديد ، فرد عليهم : ( يا جماعة انتو مش فاهمين القصه ، هذا اللعين المربوط لو فكيته راح يعمل ويخرب اكثر من الثور الثاني عشان هيك ضربته ، اما الثور اللي خرب البستان فحسابه عندي بعدين ) .
اركان هذه الحكاية يمكن اسقاطها على ما يجري في دولة عربية تحكمها منظومة يترأسها حاكم لا يملك من امره شيئا ، ويتربص بها جار عدو ، كلما قام بتدنيس سماء او ارض تلك الدوله واعتدى على منشآتها ، قام الحاكم بصب جام غضبه على رؤوس شعبه قتلا وقصفا بالطائرات وبالبراميل المتفجرة، زاعما ان الخطر الحقيقي ينبع من الداخل ، اما العدو الخارجي ( العدو الحقيقي ) فانه يحتفظ بحق الرد عليه في المكان والزمان المناسبين .

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى