مع ازدياد عدد النساء في «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، برزت أسئلة عدّة تتعلّق بالأرقام الحقيقية والجنسيات والأسباب الكامنة وراء إقدامهن على هذه الخطوة، إضافة إلى كيفية التجنيد.
«المركز الدولي لدراسة التطرّف» خرج بدراسة تقدّر الأوروبيات في العراق وسوريا مثلاً بثلاثين، موضحاً أنّهن إما التحقن بأزواجهن «الجهاديين» هناك أو ذهبن لـ«الزواج من عناصر في التنظيمات المسلحة».
وقال المركز الذي يتخذ من لندن مقرّاً له إنه رغم أنّ العدد يعتبر «أقل بـ10 في المئة من عدد الرجال الأجانب، غير أنّ هناك مخاوف من ارتفاع أعداد النساء بسرعة»، وفق التقرير الذي نشرته صحيفة الـ«تايم» الأميركية السبت الماضي. وسجّل الخط الساخن الفرنسي المخصص لرصد علامات التطرف الجهادي أنّ 45 في المئة من الحالات هي من النساء. وزارة الداخلية الفرنسية لفتت أيضاً إلى أنّ عدداً من الاعتقالات التي حصلت في المطارات الفرنسية شملت صغيرات في السن يحاولن السفر للانضمام إلى «مجموعات إسلامية في سوريا». وذكرت صحيفة «ديلي مايل» البريطانية أنّ فتاتين من النمسا (15 سنة و16 سنة) ذهبتا إلى سوريا في نيسان (أبريل)، فيما لحقت أختان توأم (16 سنة) في أيّار (مايو) الماضي بشقيقهما الأكبر الذي يقاتل في صفوف «داعش».
بدايةً، لم يشجع «داعش» النساء على التواجد على الأرض، بل دعت على مواقع التواصل الاجتماعي إلى «الجهاد من خلال جمع التبرّعات وما شابه»، لأنّه «لا مكان للنساء في الحرب». لكن هذا الواقع أخذ بالتغيّر عندما اقترب التنظيم من تحقيق هدفه بتأسيس «دولة الخلافة». هكذا، راحت الاستثناءات تكثر شيئاً فشيئاً لأنّ النساء عنصر رئيس لـ «الدولة الفاعلة» وفق ما أكدت شيراز ماهر من «المركز الدولي لدراسة التطرّف». وبالتالي برزت الدعوات للطبيبات والممرضات والمهندسات للنزول إلى ساحة القتال. وأضافت ماهر أنّه عندما بدأت «داعش» تفرض سيطرتها على مدينة الرقة السورية في 2013 بات الأمر «يتطلّب قوى أمن نسائية للتأكد بأنّ المواطنات يطبقن القوانين الإسلامية في ما يخص الزي والسلوك»، إضافة إلى أنّ «وجود الشرطيات ضروري على نقاط التفتيش، كما أنّ الأهم هو تكاثر العائلات». ويؤكد المركز أنّ الحملة التي تقودها «الدولة الإسلامية» على السوشال ميديا لاستمالة النساء ليست بحجم تلك المخصصة لتجنيد الرجال، إلا أنّها ليست بحاجة لتكون كذلك، خصوصاً أنّ «الجهاديين في سوريا والعراق يملكون الكثير من المتابعات الافتراضيات اللواتي يتأثرن بأفكارهم». هنا، تصبح سهلة ولادة حسابات نسائية داعمة لهذا النهج على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها «تويتر» و«تمبلر». علماً بأنّ هذين الموقعين يضجان بصفحات لنساء نجحن في الوصول إلى سوريا والعراق مثل «الخنساء» (al-Khanssa) التي تغص مدوّنتها على Tumblr بمحتوى يتوجّه إلى «الجهاديات أو الراغبات في أن يكن كذلك». ولكي لا تظن أي من هؤلاء أنّ الانضمام إلى «داعش» يعني فرصاً جديدة ومساواة في الحقوق، تشدد «الخنساء» على أنّ دور المرأة الأساسي هو «مساندة زوجها والمشاركة في زيادة هذه الأمّة».