في رحلة متابعتي للأخبار اليومية التي تنشرها الوكالات العالمية والمواقع الدولية، لأقدمها للقاريء الكريم المتبع لموقع washwasha.orgالذي أعمل به، وقع في طريقي خبر نشره موقع نيويورك دايلي نيوز، جعلني اتوقف عنده قليلاً وأفكر في طرحه عليك ربما نفكر فيه سوياً ..
الخبر يقول:
أن السلطات المحلية في مدينة بورين التابعة للعاصمة الأمريكية واشنطن، قد أصدرت حزمة من القرارات خلال الشهر الماضي لتعزيز الأخلاق العامة في المدينة، فقد حظرت استخدام اللغة البذيئة، وارتداء الملابس غير محتشمة في الحدائق والمكتبات وجميع المرافق العامة في المدينة. أضافت إلى تلك القرارات، قرار آخر منذ أيام وهو تجريم رائحة العرق، أو بمعنى آخر اعتبار رائحة العرق الكريهة جريمة يعاقب عليها القانون.
وأوضح الخبر أن العقوبة المفروضة على من يخالف تلك القوانين، تصل إلى حرمانه من ارتياد هذه الأماكن لمدة سنة كاملة. وأكد وفقاً لتصريح المتحدث باسم المجلس المحلي للمدينة أن تلك الحزمة من القرارت، هدفها الحفاظ على الأخلاق العامة في المدينة، وأنها لا تضيق على الناس، بالعكس فهي تستهدف الذين يؤذون الآخرين بمظهرهم ورائحتهم وألفاظهم.
وعلى الرغم من أن اتحاد الحريات المدنية الأمريكي قد وصف تلك القرارت بأنها غير دستورية، وعنصرية، لأنها تستهدف المشردين. إلا أن المجلس المحلي قد أكد أنها ليست عنصرية وتهدف إلى الارتقاء بالذوق العام وتشجيع السكان على النظافة.
إلى هنا انتهى الخبر الذي يستحق بكل تأكيد أن أتوقف عنده ولو قليلاً، لأطرح سؤال ..
لماذا لا نطبق مثل هذه القوانين في مصر ومجتماعتنا العربية؟
وخصوصا بعد أن أصبحنا في أمس الحاجة إليها، بعد إنفلات زمام ألسنة الجميع، في الشارع، والمواصلات العامة، والمقاهي، والمكاتب، والبيوت، والقنوات الفضائية.. وكأن البذائة قد اصبحت موضة العصر التي انبهر بها الجميع وقرر أن يواكبها ويسير في ركابها. ليس في مصر فقط بالمناسبة، ولكن في مختلف الدول العربية على حد سواء.
وهذا ما جعلني اطرح تساؤل، اتمنى أن يتحول لحملة عامة، تصل إلى المسئولين عن سن القوانين بشكل او بآخر.. سؤالي هو:
لماذا لا نفرض عقوية على من يسيء لأسماعنا؟ سواء عن قصد او بدون؟ فما ذنبي أنا أن تصفع أذني بلفظ بذيء قاله أحدهم لرفيقه في الطريق على سبيل الهزار وكأنه أمر عادي!
لماذا لا تفرض عقوبة على صاحب الرائحة الكريهة؟ الذي يصدمنا برائحته اينما وجد. فكم مرة عزيزي القاريء تأذيت من رائحة عرق جارك الكريهة في الأتوبيس، او في المكتب، او في المدرج؟
كم مرة تعجبت من الأمر وتسائلت بينك وبين نفسك او أعلنتها في غضب على الجميع "النظافة من الايمان يا قوم.. ما بنقولش حطوا برفانات عالمية بس بنقول استحموا يرحمكم الله".
لماذا لا تفرض الدولة قوانين تنص على احترام حواسنا الخمس؟
أليس من حقي أن أحمي سمعى وبصري وأنفي ولساني ويدي.. من البذائة والتحرش والقذارة والعفن.
الموضوع في رأيي لا يقل أهمية عن قوانين نطالب بها منذ سنوات لمحاربة التحرش الذي تفشى في مجتماعتنا، لذلك أطالب بتطبيق قوانين رادعة تنظم الأخلاق وتحفظ الحقوق العامة وتشجع على النظافة والأدب.
ربما يكون طلبي في نظر البعض رفاهية و"دلع" خصوصا في مجتمعات نعاني فيها من أزمات لا حصر لها تبدأ بتقييد الحريات، ولا تنتهي عند رغيف العيش.
لكني وعن نفسي أراه مطلب حتمي لذلك اعيد نشر الفكرة هنا في وكالة المرأة العربية حتى تصل لأكبر عدد ممكن من القراء.. فربما نستيقظ ذات يوم على قوانين تحمينا وتهذب مجتماعتنا حتي لا يعاني ابنائنا مما عانينا منه نحن ولا زلنا.