لماذا تصر المرأة على ارتكاب جريمة بشعة في حق أنوثتها؟ لماذا تسعى أن تكون هي الحلقة الأضعف في حياتنا؟ هي بأعمالها وبتحررها من العادات والتقاليد التي تسميها جاهلية تبيع نفسها وتجعل من جسدها الأنثوي الفارع لقمة شهية في أفواه المعربدين وأصحاب الأموال والفنانين والمشهورين بالفساد الأخلاقي العالمي، فالعالم اليوم لا يسعى أبدا إلى الدفاع عن المرأة بقدر سعيه إلى استعبادها من جديد لأن أول ما يقدم للزائر والسائح تلك الفتاة الجميلة التي يستمتع بها طوال الرحلة وأول من يستقبلك هي تلك المرأة الأنيقة التي ترتدي ما يجعلها محلّ إغراء واشتهاء، ولا تفكر المرأة يوما أن يعاملها رجل باحترام دون أن تسري في نفسه شهوة التلذذ بجمالها.
ليست هناك منظمات ولا دول تدعي تحرير المرأة من كوابيس العادات كما تقول وإنما هناك محاولات لإذلال المرأة عبر تجريدها من ملابسها وإظهار مفاتنها، واستغلالها جنسيا وهذا ما يحصل في عالم اليوم الذي يدعي ويتبنى مقولة تحرير المرأة ويطالب بأن تكون بجانب الرجل في كل الميادين في حين أن المرأة العاقلة هي التي تزن الأمور بموازينها العقلانية التي لا حيف فيها على طرف أو آخر، فبينما لا تقبل المرأة التي تستر نفسها اجتماعيا وحتى دوليا بدعوى أنه متزمتة ومنغلقة وغير متطورة نرى جحافل الإعلانات تجعل المرأة في وضع مؤسف حقا ويندى له الجبين، نرى المرأة تصاحب الرجل في كل مكان ولا تمانع أحيانا من إقامة علاقات عابرة كما يسمونها للاستمتاع ولكن ويلات المجتمع وتبعات هذه الأعمال تظل هي المشاكل الحقيقية التي تعاني منها المجتمعات.
كانت المرأة العربية في أحسن حالها وأقصد في أحسن حالها أنها كانت محترمة في لباسها وكلامها لأن التربية الصحيحة هي التي جعلتها تستحي من فعل قد يعيبها، واليوم وبعد أن غرس الغرب في عقلها فكرة التحرر المجنونة من تبعات الرجل، جنّ عقلها وتركت لباسها واهتمت بمظهرها وحصلت على الأناقة المطلوبة والثناء المغري من شباب الأمة وهي تصدر ضحكات مفتعلة بين الحين والآخر حتى صارت أضحوكة فعلا وغنيمة سهلة لكل من يريد أن يلتهمها، فكثر الزنا والبغاء والتحرش بالنساء في كل مكان، هذه هي الحياة التي يريدونها، تصرخ فلا مجيب، اعتداءات بالجملة على أعراضهن، بغير حساب ولا عقاب، بل للرجل أن يختار منهن ما يشاء لإشباغ رغبته ونهمه، ولا يهمه الحياء إن كان شعبة من الإيمان أو لا.
لا بد للمرأة أن تراجع نفسها وتشعر بكرامتها التي أهينت وتلوثت بفعل فاعل، مرّغها الغرب في التراب وزاد عليها العربي بركابه فصارت مثل الأمة في عصر بني أمية وبني العباس للاستمتاع والإلهاء، وعندما أحكي على المرأة اليوم لأنها جربت كل شيء فساءتها التجربة وشعرت بمرارة التجربة ولم تستطع الهروب من الواقع الذي يؤلمها، واقع أقل ما يقال فيه إنه مأساوي، استغلال فاحش لأبعد حد فظهر ما يسمى بجهاد النكاح وزواج المتعة وغيرهما مما أباحه بعض من يسمون أنفسهم علماء، نعم علماء أنفسهم ولو سئل أحدهم عن غياب ابنته أو أخته عن المشهد غضب منك وربما سبك لأن ذاته لا تمس ومن غير المحرم أن تكون ابنة الغير.
العقدة لم تُفكّ واللغز ظل شائكا، والبحر هائج، والمرأة وجدت نفسها أمام واقع مليء بالمفاجآت، خُدعت فصمتت وإن نطقت أُسكتت، وإن بحثت عن مأوى آمن لم تجده لأنها تسببت في ألمها، خرجت من البيت الآمن وعندما أرادت الرجوع رأته من المستحيل فاستسلمت واهتز عرشها ولم تعد مقدسة .