الفن لا يفرق بين امرأة أو رجل سواء في الأسلوب أو التقنيات أو النواحي الجمالية، فالأنثى تملك حساً تعبيريا وفنياً أكثر في معالجتها للمواضيع الفنية التي تقدمها لأنها تكون مرتبطة بكينونتها الأنثوية، فهي تقدم إبداعها ورؤيتها الفنية من منطلق رؤيتها الفلسفية الخاصة تجاه الحياة والفن برؤية أنثوية خالصة.
المعرض الأول
على هامش المعرض الأول الفني للفنانة التشكيلية منال جرموكلي المقام حالياً في فندق سنترو البرشا، الذي يضم لوحات تعبيرية تناولت معاناة وقضايا المرأة العربية بشكل عام والسورية بشكل خاص وحملت بين ثناياها البحث عن الذات الأنثوي، وثقافة فنية للفنانة تسير بخطى ثابتة، نحو تطوير تجربتها الفنية للوصول إلى مستويات أكثر من الإبداع خلال المعارض المقبلة.
الأمل والتفاؤل
طغيان صورة المرأة بشكل فردي على لوحات الفنانة في معرضها الذي يحمل عنوان «ظلال امرأة» ويستمر حتى 16 اكتوبر القادم، عبرت فيه عن مجموع الأحاسيس التي تشعر بها المرأة، وأضافت الأمل والتفاؤل إلى أعمالها، من خلال استخدامها لألوان مختلفة تتلاءم مع عمق الموضوع، فأرادت أن تبرز قضايا المرأة المعاصرة وتناولتها من عدة جوانب،.
ومن خلال القراءة السريعة للمعرض نلاحظ تعلق الفنانة برموز بيئتها وتراثها المحلي، والبحث فيما يدور حولها، فالبيئة هي القرين الدائم المعاش للفنان، فرسمت الطيور وأجنحتها المفتوحة للفضاء والطيران لتعبر عن الأمل والحرية.
أوجاع المرأة السورية
في ظل ما تعيشه سوريا من فوضي ودمار، وما تعانيه المرأة السورية من أوجاع نتيجة انتهاكات لحقوقها وتهميشها، تحاول الفنانة السورية جرموكلي والتي تعمل حالياً كمسؤولة تسويق وعلاقات عامة في فندق سنترو البرشاء، إبراز هذه المعاناة من خلال لوحات تعبر عن الانتهاكات التي تتعرض لها المرأة، فنجد الكثير من اللوحات التي طغى عليها الحزن في العيون.
ولكن أعمالها تتطلع إلى الأمل والإبداع من خلال الريشة والكلمات التي تكتبها في معظم لوحاتها ومن أهم هذه الكلمات «للحياة أقول على مهلك انتظريني» و«يحاصرني واقع لا أجيد قراءته» فهي تصر على البحث عن هويتها وذاتها بجانب التزامها بالقضايا القومية، فظهرت أعمالها كإسقاطات لما تعانيه المرأة من أوجاع وأحزان تحدث في الشارع السوري.
وجوه النساء
وجوه النساء في معرض منال جرموكلي المكون من 14 لوحة، وجوه تحمل البراءة وعمق التعبير وتعكس حالة الشرود والوجوم، كما عكسته ألوانها القوية والعميق، كما نشاهد تنوع الايقاع في كل عمل فني، فهي ترسم بلا قيود وبحرية والمدقق في لوحاتها يلاحظ أن مجملها معبر عن المرأة من الناحية السيكولوجية، وعلاقتها بنفسها وقضاياها وكل شيء حولها، فالمرأة في نظر الفنانة هي التي تصنع التوازن في الحياة.