الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

بدرية البشر: قضية المرأة أعمق من قيادة السيارة

  • 1/2
  • 2/2

  تختلف الكاتبة والزميلة الصحافية السعودية بدرية البشر عن غيرها، فهي ديناميكية، واضحة العبارة، صريحة جداً في دفاعها عن مصالح المرأة وحقوقها، وفي نقد التطرف السياسي والديني في كل كتاباتها التي جلبت عليها موجات من التحريض والتهجم السافر وصولاً إلى التهديدات الشخصية. وتحظى البشر التي ولدت في عائلة فقيرة من أبوين أميين بشهرة دولية بعد أن اختارتها مجلة «فوربس» عام 2013 من ضمن أقوى 100 امرأة في العالم، وحلّت في المرتبة الـ 17 داخل هذا التصنيف.
وإضافة إلى كتابة القصص والروايات تكتب البشر أيضاً مقالات دورية في صحف بينها «الحياة» تركز فيها غالباً على مواضيع المرأة وحقوقها وعلى المسائل الاجتماعية عموماً. وهي تدرِّس في جامعة الملك عبد العزيز وتدعى إلى دول مختلفة في العالم لإلقاء محاضرات والمشاركة في ندوات. واشتهرت بروايتها «هند والعسكر» التي كتبتها عام 2005 وتُرجمت إلى الألمانية عام 2012 تحت عنوان «رائحة القهوة والهال».
في أمسية خاصة مع البشر قدّم الكاتب الألماني كريستوف بوخ الكاتبة السعودية وحاورها حول روايتها التي أثارت حفيظة الكثيرين ضدها. عقّب على عنوان النسخة الألمانية فروى عن رحالة أجنبي استوقفته في نجد متعة جلسة شرب القهوة فكتب: «أن الناس في نجد تشرب القهوة معاً». وأضاف بوخ أن المرأة هي صانعة الحكايات، وشرب القهوة هو طقس سرد الحكايات التي تكوِّن الذاكرة الشعبية في الوقت نفسه. وقال إن الكتاب يتحدث عن حكايات تعكس صوراً حسية عن بطلة الرواية هند وأمها التي تعذبها وشقيقها المتديّن الذي يحاول فرض إرادته عليها ويصبح لاحقاً إرهابياً، «الأمر الذي يشغلنا اليوم بالذات» كما ذكر. ردت البشر بأنها كانت تهدف إلى «إلقاء الضوء على بعض التقاليد التي تستحق المراجعة، وهي تقاليد بدوية تعكس القلق من خروج البنات والنساء إلى الحياة للمشاركة، وتنشر الاعتقاد بأن القبوع في البيت هو مبدأ ديني». وأضافت: «أنا وغيري نريد هزّ المسلمات وتحريكها وإشاعة الحوار، هذا هو هدفي، لكن ثمة شريحة في المجتمع اعتبرت أن ما أقوله جريمة وعداء للتقاليد وللشرع، وهذا غير صحيح، علماً أنني تلقيت العديد من ردود الفعل المرحبة والمؤيدة».
قال لها المحاور الألماني إن الحديث عن الجنس قد يصدم كثيرين في البلدان العربية، وتساءل إن كانت الكاتبة أرادت أن تصدم فقط أو أن تساهم في حل الأمور والأزمات. أجابت البشر: «لا أعرف إن كان هزّ القارئ عملية جيدة أم لا، لكنني أردت أن أحرك أموراً ساكنة مثل عادة التخلي عن رعاية والد الفتاة المتزوجة عندما يقرر زوجها الانتقال إلى مكان آخر بعيد. وفي إحدى القصص سأل زوج زوجته بعد الانتقال عن ولدهما فقالت له إنها تركته مع والدها، ففهم الزوج القصد وعاد وجلب الاثنين معه». ولفتت إلى أن هذه الحكاية أثرت كثيراً في الأمهات فانتشر على الأثر اسم هند، مشيرة إلى أنها تحاول «وضع مختلف المفاهيم الاجتماعية موضع جدل وتساؤل، ومن ذلك أيضاً أوضاع المرأة المتأخرة عن الركب علماً أن النساء عندنا مهتمات كذلك بصنع المستقبل».
وقالت إنها كانت من أشد المتحمسات لأن تقود المرأة السيارة في السعودية، لكنها استدركت: «اليوم أدرك أن هذا هو سطح المشكلات لا عمقها. نريد استراتيجية، والحكومة لم تقدم لنا حلولاً سهلة وهي تنتظر أن يفعل المجتمع ذلك. والواقع أن لدينا حزمة من الحقوق يجب أن نعرف كيفية الحصول عليها، وعلى سبيل المثل فإن وجود 30 في المئة من النساء في مجلس الشورى هو إحدى الاستراتيجيات للوصول إلى حقوق أكثر. نريد حق تنقل المرأة، ولبّ المشكلة يكمن في تصحيح القوانين والعمل على إقرار قوانين تمنح المرأة حقوقها الشخصية والمساواة في فرص العمل على مختلف الصعد، وعندما نصل إلى هنا يصبح مطلب قيادة السيارة تحصيلاً حاصلاً».
وأشارت البشر إلى أن رواية «هند والعسكر» كُتبت بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر)، «والصدمة التي نتجت منها أحدثت منعطفاً كبيراً. وقفنا بمسؤولية أمام الحادث، وجلالة الملك عبدالله كان أحد من ساهم في نبش قضايا عدة ودعا لأن تكون المرأة شريكاً للرجل في المجتمع. فتحنا ملفات عدة بينها ملف ابتعاث الشباب إلى الخارج لا للدرس فحسب، وإنما للاختلاط كذلك ولفهم الآخر بدلاً من خطاب كره الآخر». وأوضحت أن المجتمع السعودي «بدأ يصحو على أفكار لم تعد مقبولة، والواقع أن سقف التعبير في الإعلام السعودي ارتفع وأصبح المرء يسمع الرأي والرأي الآخر».

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى