مادام الذكور يتقاتلون من اجل المناصب الحكومية وهم الأقلية في هذا البلد , يصبح من الأخلاق والدين إن ينتفض الجنس الأخر , الإناث من اجل حقوقهن . لم تنصف المرأة الحكومات العراقية منذ تأسيس أول حكومة عراقية إلى الوقت الحاضر . القرار السياسي والاقتصادي للبلد بقى بيد الرجال دون النساء , الرجال استحوذوا على كافة المناصب الحكومية , وكذلك الإعمال تجارية . وهكذا حرمت المرأة من فرصة التعليم ولاسيما التعليم الجامعي . ومع هذا , فقد أثبتت المرأة العراقية جدارتها في كل مرافق الحياة . المرأة العراقية زوجة مدبرة , مربية ناجحة , بنت مطيعة, وأخت عند الحاجة. المرأة هي التي إدارت شؤون البلاد عندما كان صدام حسين يرسل الشباب العراقي إلى جبهات القتال في كوردستان , وعلى الحدود الإيرانية , وفي حرب الكويت . والمرأة العراقية هي التي قاست الحرمان الاقتصادي أيام الحصار الدولي الجائر ضد العراق . المرأة اضطرت بيع مصوغاتها والتي تحمل كل قطعة منها ذكريات جميلة , وباعت أثاث دارها , وقبلت بشظف العيش لأجل تربية أولادها وتخفيف الشدة عن زوجها .
المرأة ظلمت في العراق أربعة مرات . المرأة ظلمت بسبب الخطاب الديني المتزمت , من الخطاب السياسي الذي دفع بكل قوته المرأة عن حقوقها , ومن الظروف الاجتماعية القاسية تجاه المرأة , والطقوس العشائرية التي أصبحت تنمو وتزدهر في الظروف السياسية الراهنة .
في العراق ولا سيما بعد التغير تراجعت حقوق الآلاف من النساء بسبب انتعاش الأفكار الدينية الغريبة وخاصة في المناطق الغربية من البلاد . أصبحت المرأة في بعض المناطق العراقية لا تستطيع حتى الخروج إلى الأسواق بدون ولي أمرها ! وهي حالة لم يعرفها العراق من قبل . لقد عملت المرأة العراقية في الحقل و في السوق و في قطاع البناء و في دوائر الدولة . المرأة العراقية مازالت ضحية الظروف الاجتماعية في العراق. بعض البنات يتزوجن بدون معرفة كاملة لزوجها , وإذا طالبت البنت بمعرفة خطيبها أكثر تصبح عند أهلها وأقاربها خارجة عن الذوق والأدب . عندما يقرر الأب أو الأخ الكبير يصبح على البنت الطاعة . قرارات تخص البيت وتربية الأطفال وزيارة الأهل مازالت لحد بعيد يبد الذكور. سياسيا , لا تسمع عن حقوق المرأة إلا في أوقات الانتخابات العامة وبعدها الكل ينسى وعوده . فقط امرأتين في كابينة السيد العبادي من مجموع 25 وزيرا , إما نسبة المرأة في الوظائف الحكومية العليا فليس أحسن . يكفي إن نقول انه لا توجد أمرآة واحدة بمنصب سفيرا . حالة المرأة تراجعت أكثر بعد إن صعد نجم العشائر بعد التغير. لقد رجعت عادة "كصه بكصه" إلى القرى والمدن وعادة " النهوة" و "الدية", منح عدد من النساء إلى عشيرة المجني عليه.
يجب إن لا تبقى المرأة العراقية فقط للنفخ والطبخ . يجب إن يتعلم الرجل إن الله خلق المرأة ليس لمهنتين هما المطبخ وإنجاب الأطفال . المرأة لها طموح لا يقل عن طموح الرجل . المرأة في العالم المتحضر أصبحت رئيسة بنوك مركزية وتجارية , وزيرات لوزارات "سيادية ", كما يحب العراق تسميتها, سفيرات لدولهن ,قيادة شركات عملاقة , ورئاسة الوزراء . بالحقيقة أدارة المرأة اقل فسادا من إدارة الرجل , ومن النادر إن تترك المرأة وظيفتها بسبب الفساد الإداري والمالي. لا يوجد أمل للمرأة إن تكون قائدة في العراق تحت تقاتل و هيمنة الرجال على جميع مرافق الحكومية في البلاد . على المرأة إن تعلم إن الحقوق لا تمنح وإنما تأخذ بالمطالب . المرأة الأمريكية لم تحصل على حقوقها إلا بعد جهود جبارة .
أمام المرأة العراقية خيارات كثيرة لإبراز مواهبها أمام المجتمع تقودها إلى مراكز القيادة منها :
• الإصرار على التعليم . المرأة المتعلمة لها حظ أوفر في الزواج , الحصول على عمل مرموق , و ثقة عالية بنفسها . جميع الدراسات تأكد إن المرأة المتعلمة أكثر ثقة بنفسها من غير المتعلمة .
• المشاركة الفعالة في منظمات المجتمع المدني . ظهور المرأة المتكرر في الحوارات والاجتماعات السياسية والاجتماعية والاقتصادية ومن على الشاشات الفضائية ومن على المحطات الإذاعية يعطيها الفرصة لان تكون وجه معروف بين المجتمع والذي يعطيها الفرصة الذهبية في المنافسة والربح في الانتخابات العامة . الوجه المألوف له فرصة للاختيار أكثر بكثير من الوجه الغير معروف . السيدة حنان الفتلاوي حصدت أكثر الأصوات في الانتخابات العامة لأنها أصبحت وجه يعرفه جميع العراقيين , بينما الكثير من منافسيها لم يحصلوا على الأصوات الكافية لعدم معرفة الناخب لهم .
• العمل على تأسيس منظمات نسويه فاعلة. لان وجود منظمات نسويه قوية يحقق الكثير من المطالب النساء في العراق . المنظمة النسوية تستطيع فرض شروط على المرشحين لعضوية البرلمان تخدم النسوة ,أو دعم المرشح الذي يدعم تطلعات المرأة العراقية.
• انضمام المرأة إلى النقابات المهنية . تستطيع المرأة التأثير على نتائج الانتخابات العامة عن طريق توجيه الناخبين باختيار المرشحين الذين يدعمون حقوق المرأة . على سبيل المثال , حث أعضاء نقابة للمعلمين وأقربائهم ومعارفهم بانتخاب أسماء معينة ذات توجهات تتعاطف مع حقوق المرأة .
• الاهتمام بالإعلام النسوي . أصبحت فضائية وإذاعة لكل حزب في العراق ’ فلماذا لم تؤسس فضائية تهتم بشؤون النساء ؟ في الدول المتحضرة هناك عدة محطات خاصة بالنساء مثل عرض الأفلام العائلية , الحوارات السياسية والثقافية والصحية , الإخبار , وبرامج ترفيهية . ظروف المرأة المالية قد لا تساعد على تأسيس مثل هذه المحطات في العراق ولكن إنا متأكد من وجود مستثمرين أجانب مستعدون للاستثمار في مثل هذه المشاريع المربحة .لان من النادر ما تتعرض وسائل الإعلام إلى الإفلاس . وفي أسوء الأحوال يتم تأسيس محطة نسويه بالمشاركة مع إحدى المحطات العاملة في العراق . كما ذكرت إن وظيفة هذه المحطة هو توعية المرأة لتكون قادرة على مشاركة الرجل في القرارات الصعبة واختيار الشخص المناسب في المكان المناسب.
إن مشاركة المرأة الرجل في الحياة العامة ليس حراما ولا من غير تقاليدنا . لم يفتى رجل دين محترم بتحريم عمل المرأة إلا من قبل المتسمين بالإسلام من أمثال داعش . كما وان المرأة العراقية شاركت زوجها وأبيها وأخيها في جميع الإعمال . لقد رأيت نساء يعملن في البناء في محافظة البصرة. وإذا كانت شريحة من المجتمع العراقي ولدت وفي أفواههم ملعقة من فضة , فأن البقية الباقية من العراقيين ولدوا بدون هذه الملعقة . وإذا كان السواد الأعظم من النساء ولدن بدون توفر الملعقة الفضية , فأن التغير أعطى المرأة الفرصة الذهبية لعرض قابليتها وما على المرأة إلا قنصها .