طال الغياب عن وكالة أخبار المرأة العربية التي إحتضنت أصبوحتي منذ عام 2012 فجمعتني بقرائي الأعزاء؛ الذين جمعتنا بهم سطورمقالاتي، فأحببتهم كأنني أراهم. واشتقت إلى قلمي أسطر به مشاعري وتأملاتي وتساؤلاتي، فما أجمل أن تمتد صداقاتك وعلاقاتك لتشمل الأشياء الأماكن! قلمك، أوراقك، طاولتك؛ التي اعتادت أن تحتضن لحظة الكتابة، المكان الذي يشهد لحظة ميلاد المقال .... وتساءلت بعد هذا الغياب والاشتياق ماذا اكتب؟ فوجدتني أرغب في أن استغل الكتابة-التي هي في رأيي أهم اختراع في البشرية - في أن أمد نفسي بطاقة إيجابية، فأكتب عن أناس في حياتي لامسوا أعماق قلمي ونفسي بطيب نفوسهم، وسمو أخلاقهم، ورقي تعاملهم.... وعادت التساؤلات تقفز إلى ذهني... بمن أبدأ؟ وماذا أكتب عنه أو عنهاوماذا سيستفيد القراء من الكتابة عن هؤلاء الأشخاص؟
ووجدتني أرغب أن أبدأ كتابة مقالتي الأولى بالوكالة بسحر حمزة الإعلامية الكاتبة ، الأديبة والشاعرة، الصديقة الغالية
الوفية الحنونة. نعم سأبدأ بسحر صاحبة الاقتراح في أن أكتب في وكالة
أخبار المرأة العربية، فقد جمعتني بسحر صدفة ولقاء عابر في ختام معرض عجمان للكتاب في عام 2011، حيث حفل تكريم ولي عهد إمارة عجمان
للمشاركين في الأمسيات الثقافية المصاحبة للمعرض، والذي شرفت في أن
أكون من ضمن هؤلاء المشاركين الذين تم تكريمهم، وتعرفت على سحر حمزة... وكانت البداية؛ بداية صداقة وعلاقة إنسانية لم تؤثر فيها بعد المسافا�AA في الآونة الأخيرة، وكان اللقاء التالي في إحدي الكافيهات المطلة على
كورنيش الشارقة-الإمارة الباسمة الحبيبة- التي عشت فيها أجمل أيام في
حياتي، جاء جمال هذه الأيام من جمال الشخصيات التي ربطتني بها علاقات
أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها اتسمت بالرقي والمحبة والإيثار.
أعود إلى لقائي بسحر حمزة التي عرضت علي الكتابة في وكالة أخبار المرأة العربية، واقترحت أن يكون لقائي بالقراء من خلال باب أطلقت عليه
"أصبوحة" فلاقى الأسم قبولا في نفسي، ومن يومها أطلقت أنا عليه أسم أصبوحة سحر حمزة .... وامتدت علاقتي بسحر حمزة التي تمتلك نفسا طيبة وقلبا
حنونا لكل من إقترب منها سيعلم أن هذه المرأة القوية قد تمتلك حنان
العالم كله،ثم توالت لقاءاتنا في الأماكن المطلة على كورنيش عجمان
والشارقة وعلى الهاتف وفي كل مرة أجدني احترم وأحب سحر حمزة ما أجمل أن تلتقي شخصا وفي فترة قصيرة يستطيع بطيب خلقه وإخلاصه ووفائه أن ينقش
مكانه ومكانته في قلبك... كنت أقرأ رواية "أثقل من رD8�وى" للكاتبة
الدكتورة "رضوى عاشور"، وقد أشارت في سياق الحديث عن مرضها عن شعورها
بأنها محظوظة بحب وبدعم وبإخلاص أصدقائها، لحظتها تأملت تلك النعم التي لا تعد ولا تحصى تلك التي أنعم بها علينا الكريم الحنان المنان عز وجل فوجدتني أتوقف عند نعمة قد لا يشعر بها البعض وهي نعمة الصداقات الوفية
المخلصة المدعمة التي تجدها معك في السراء والضراء تلك التي ترتقي
وتسمى بالنفس وتخلق من الأحقاد والحسد والمصالح ...تحياتي وحبي
واحترامي لسحر حمزة المخلصة الوفية الرائعة دائما، التي تمدني صداقتها في القرب والبعد بطاقة إيجابية، وتشعرني بالتفاؤل والأمل، فالمشاعر
الإنسانية الصادقة تجدد خلايا النفس في زمن يشكو فيه الناس من غياب الإخلاص وإنعدام الوفاء وانتحار الصداقة.....
عبير الكلمات:
في حياة كل من لحظات يندم فيها أنه لم يعبر لمن أحبهم عن مدى حبه لهم....لا تفوتوا فرصة التعبير عن مشاعركم لمن سكنوا في قلوبكم....