الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

الحياة بعد خمسين عاماً !

  • 1/2
  • 2/2

نعيش في زمن ثورة علمية وتكنولوجية حقيقية بكل المقاييس، هذا التطور البالغ الذي مس كل إنسان على وجه هذه الأرض له ملامح إيجابية وفي نفس الوقت سلبية، بل إن البعض يعتبر المساوئ التي اكتسبها الإنسان الحديث أكثر من تلك الفوائد، وفي الوقت الذي يتخلى فيه إنسان العصر الحديث عن وسائل الحياة المعتادة واستبدالها من دون أن يعلم بطرق جديدة، حتى في الطعام, حيث الأغذية الجاهزة المصنعة في كل مكان، وبات الطعام العضوي أغلى ثمناً، غني عن القول إن المنتجات الغذائية على وجه الخصوص التي يتم إنتاجها بطرق اعتيادية طبيعية تصبح أغلى ثمناً ولا يستطيع دفع فاتورتها إلا نخب من الناس.
 على سبيل المثال في الخضروات والفواكه نشاهد في مراكز التسوق أن المنتجات العضوية توضع على أرفف خاصة وأسعارها تصل الى الضعف مرة ومرتين عن مثيلاتها، وتم إنتاجها بطرق حديثة واستخدمت معالجات خاصة لسرعة إنضاجها وطرحها بالأسواق، بالمثل يمكن أن نشاهد المطاعم التي تقدم الطعام السريع التحضير وقائمته معروفة لدينا وأسعاره أيضاً في متناول الجميع، ونسمع عن نصائح للأطباء بإبعاد الأطفال والتقليل من الوجبات السريعة لتواتر أضرارها الصحية، في المقابل فإن الطعام العضوي الذي يقدم لك مرتفع الثمن.
وهناك مجال آخر، حيث يمكن ملاحظة سطوة التكنولوجيا والتطور على حياة الإنسان وهو المجال الاجتماعي، فقد بدأت وسائل الاتصالات الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي في أخذ مساحة كبيرة من وقت هذا الإنسان، وبات يقضي جل نهاره وليله في دردشات وأحاديث إلكترونية لا تمت للواقع بأي صلة، وهذا الجانب أضعف العلاقات الإنسانية حتى بين أفراد الأسرة الواحدة، وكثير من الدراسات تحدثت عن الأثر البالغ لها، وعلى رغم أننا جميعاً نستخدم هذه الوسائل الحديثة من المخترعات والمبتكرات فإننا بين وقت وآخر نتذكر الماضي القريب ونشعر بالاشتياق إليه، هذا الشعور بالفقد كأنه قاد التفكير للخوف من المخترعات حتى تلك التي تقدم مساعدة وخدمة للإنسان، وهذا الخوف في جميع المجتمعات الإنسانية تقريباً، حتى تلك التي خرجت منها ثورة المعلومات والمبتكرات.
 على سبيل المثال كشفت دراسة حديثة أن أغلبية الأميركيين غير متحمسين لدخول الابتكارات التقنية المستقبلية في حياتهم اليومية, ووفق موقع "سي نت" الإلكتروني الأميركي المعني بشؤون التقنية فإن الدراسة التي حملت عنوان:"العلم خلال السنوات الخمسين المقبلة"، أظهرت أن 53% ممن شملهم الاستطلاع يعتقدون أن الأجهزة الإلكترونية التي يمكن استعمالها لاستعراض المعلومات والبيانات ستؤدي إلى تغيير للأسوأ في حياة الإنسان، كما اعتبر 65% من المشاركين في الاستطلاع أن الاستعانة بخادم آلي بالمنزل سيكون تغييراً للأسوأ.
 وعلى صعيد الابتكارات التقنية في مجال العلوم الحيوية، قالت نسبة كاسحة تبلغ 78% إنها لا تريد تناول لحوم مصنَّعة بالمختبرات العلمية، وذكر72% من المشاركين أنهم يرفضون تثبيت شريحة داخل عقولهم حتى لو كانت ستؤدي إلى تحسين ذاكرتهم أو قدراتهم الذهنية، وذكر66% أن إتاحة إمكانية تغيير التركيب الوراثي للجنين أو تحديد نوعه سيكون بمثابة تغيير للأسوأ.
 جميعنا نتفق على أن العلم والمخترعات لهما أثر إيجابي وعظيم في البشرية بأسرها، ولكن يظل الإنسان بحاجة إلى وسائل طبيعية من الغذاء والرياضة والجلوس تحت أشعة شمس حقيقية.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى