أعربت كوريا الجنوبية عن أسفها اليوم الخميس لاستمرار اليابان في إنكار قيامها بإكراه نساء كوريات على الإسترقاق الجنسي خلال الحرب العالمية الثانية، محذرة إياها من محاولات التعتيم على تاريخها أيام الحرب.
وجاء تحرك سيئول الأخير ردا على مطالبة اليابان كاتبة تقرير للأمم المتحدة يدين الإسترقاق الجنسي الياباني، بسحب جزء من محتوى التقرير، حسبما جاء في مقال لصحيفة أساهي شيمبون اليابانية حول هذه القضية.
ونشرت "راديكا كوماراسوامي"، التي كانت مبعوثا خاصا للأمم المتحدة معنية بشؤون العنف ضد المرأة، تقريرا في عام 1996 خلصت فيه إلى أن الاسترقاق الجنسي في زمن الحرب اليابانية كان انتهاكا للقانون الدولي، ودعت طوكيو إلى تقديم اعتذار رسمي ودفع تعويضات.
ورفضت كوماراسوامي طلب طوكيو، وفقا لوزير شؤون مجلس الوزراء الياباني "يوشيهايد سوجا" .
وقالت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية إن سيئول أعربت عن أسفهت الشديد إزاء الرفض المتكرر لليابان تحمل مسؤولياتها لما ارتكبته من فظائع خلال الحرب فيما يتعلق بقضية رقيق الجنس، ما يعد المصدر الرئيسي للتوتر الدبلوماسي بين الجارتين.
وقال "نوه كوانغ إيل" المتحدث باسم وزارة الخارجية في سيئول إن "الحقيقة التاريخية لا يمكن إخفاؤها حتى لو حاولت اليابان التعتيم عليها. ولن ينتج عن الأمر سوى انتقاد خطير من المجتمع الدولي "، مضيفا أن سيئول " لن تتسامح مع محاولة اليابان طمس الحقيقة التاريخية ".
وكانت اليابان قد أعلنت في شهر يونيو الماضي عن نتيجة مراجعتها لبيان كونو 1993 الذي اعترفت فيه اليابان بالإستعباد الجنسي في زمن الحرب لصالح قواتها، ما أثار انتقادات عنيفة من سيئول وبكين بعد ان أشارت اليابان إلى أن التعديل جاء نتيجة توافق دبلوماسي بين سيئول وطوكيو، وهو الطرح الذي ترفضه سيئول جملة وتفصيلا.
وتطالب كوريا الجنوبية اليابان بإظهار حسن نواياها في طريقة تسوية هذه القضية " بشكل فعال ومقبول من الضحايا الذين لازالو على قيد الحياة " من خلال الإعتذار والتعويض.
ورفضت اليابان مرارا مطالب سيئول، مشيرة إلى أن جميع الشكاوى المتعلقة بفترة حكمها الإستعماري (1910-1945) لشبه الجزيرة الكورية قد تم تسويتها من خلال معاهدة 1965 لتطبيع العلاقات الثنائية.
ويقدر المؤرخون بأن نحو 200 ألف امرأة، معظمهن من كوريا والصين، أكرهن على العبودية الجنسية خلال الحرب العالمية الثانية. ولم يبق على قيد الحياة من بين الضحايا سوى 54 في كوريا الجنوبية، يبلغ متوسط أعمارهن 88 عاما.