تكاد تتحد وتتشابه معاناة المرأة في بقاع العالم وخاصة في وطننا العربي، لأن محورها الأساسي هو الرجل، فلم يعد مستغرب أن تسمع نفس القصة ولكن بأسلوب مختلف، والنتيجة في النهاية هي نفسها. وصل الأمر لنسمع إحدى السيدات تقول: "أن الرجال شر لابد منه" وأخرى تؤكد أن التعامل مع الرجل كالطفل، ولكن الفرق انه طفل كبير. وغيرها من الآراء القاسية، والتي أؤكد أنها لم تصدر من فراغ أو دون سبب. فلو لم تكن المرأة تعاني من سطوة وتجبر – بعض – الرجال فإننا لم نكن بحاجة لهذا الكم الهائل من المؤسسات والهيئات الحقوقية في العالم التي تسعى وتعمل لإعطاء المرأة حقوقها وإنصافها ومنحها حق المساواة التامة والكاملة، ولو لم تمكن المرأة ترزح فعلا تحت وابل من قسوة شريك الحياة أو الأب أو الأخ أو حتى الابن، لما كنا بحاجة لآلاف من الصفحات لكتابة قوانين وأنظمة لمعالجة وضع إنساني مزري بكل ما تعني الكلمة. تشارك عادات وتقاليد قديمة في محاولة تسطيح دور المرأة، ومن هذا الإرث المشوه يستمد الظلمة من الرجال مبرراتهم في إلغاء إنسانية الزوجة أو الابنة، وتسطيح فكرها وآمالها وأحلامها. لكل امرأة أو فتاة تعاني أقول أن الفرج قد أقترب، فهناك أنباء على انقراض الرجال وإمكانية ظهور جنس جديد، وبالتالي إمكانية أن تهمين النساء على الكرة الأرضية، فقد نشرت قبل فترة من الزمن صحيفة 20 مينوت الفرنسية، حوارا مع باحثة هي الدكتورة جيني غريفز، المتخصصة في علم الوراثة بالجامعة الوطنية الاسترالية في كانبرا، قالت: إن الكروموسوم “واي” الخاص بالذكور يتكون في واقع الأمر من بضعة مئات من الجينات الوراثية السليمة فقط، فيما يحتوي كل كروموسوم “اكس” الخاص بالإناث على ألف جين وراثي وكما هو معروف، فان الخلايا في جسم الرجل تحتوي على الكروموسومين “اكس” و”واي”، بينما تحتوي خلايا المرأة على الكروموسوم “اكس” الأمر الذي يدل على أن النساء أكثر حظا من الرجال، فإذا ما أصيب الكروموسوم “واي” أو تعرض لضرر عند الرجال فيمكن أن يزول. وإضافة أن الأخبار السيئة للرجال لا تتوقف عند هذا الحد، حيث اعتبرت الباحثة أن الجينات التي تكوّن الكروموسوم “واي” ستفسد كلها خلال عملية تطور الإنسان. لذا لا تتوقع الباحثة الاسترالية أن يكون للرجال وجود في المستقبل، بل رجحت أن العالم سيشهد ظهور جنس جديد سينجم عن استبدال الكروموسوم “واي” بآخر، كما حدث فعلا بفئران محافظة أوكيناوا اليابانية والتي فقدت الكروموسوم “واي”، إلا أن الفئران لم تنقرض بفضل صبغيات أخرى (أي غير المرتبطة بالجنس). الصحيفة الفرنسية اختتمت الحوار، انه ما زال هناك أمل بالنسبة للرجال في النجاة من الانقراض. تبقى آراء الباحثة الاسترالية نظرية، وقد رفضها أو حاول التقليل من نتيجتها بعض العلماء، وقالوا أن أمام الرجال خمسة ملايين سنة أخرى لمعالجة هذا الخلل، لذا الأمل قائم بطبيعة الحال بأن ينجوا الرجال من الانقراض، لكن المهم أن يحسنوا التصرف والتعامل مع شركائهم في هذا الكوكب، فمن يعلم قد يكون أكسير النجاة اختراع أو اكتشاف بيد امرأة ؟!!