الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

مذيعات سوريات ... وداعاً للواسطة؟

  • 1/2
  • 2/2

ثمة تغيير ينتظره متابعو المحطات السورية، سواء كانوا من المعتقدين بأن التغيير ممكن على هكذا نوع من الشاشات، أو هؤلاء الذين لا يتوقعون أنه ممكن في ظل وضع عام يسوده فساد وواسطات وتدخلات عليا في التعيينات.
اليوم يريدون التغيير الذي اصابهم «بدائه» هم ايضاً، حسناً. لكن هذا بحسب ما نشرته «شام برس» و«سيريا ديلي نيوز» وصحيفة «السفير»، يتعلق بالمذيعات. لم المذيعات فقط؟ هذا سؤال يوجه لهم. ولكن...
لو عاودتنا ذكريات الامس مع الشاشة السورية وأتبعناها بقراءة مقالة نشرت في «القدس العربي» لمحمد منصور عن «انهيار دولة المذيعات في التلفزيون السوري» الذي يصور فيها الدور الضخم والمفروض لبعض المذيعات وتأثيرهن البائس على حسن أداء اي برنامج، ولو شاهد حالياً، من لا يعرف البلد ومسالك العمل الإعلامي فيها، وجوه أو أداء معظمهن على الشاشات السورية فلا بد أن يتساءل غير مصدق ما يرى: «ولكن من اين جلبوا هؤلاء؟».
لو تابعنا «شاشات الوطن» لأدركنا ضرورة ما هم بصدد فعله، أي «محاولة» التغيير. نقول «محاولة» لأنه يبدو وفق مقالة «شام برس» وزميلتها أن» مذيعات استُبعدن» لكنهن ما لبثن ان عدن في اليوم التالي! لا شيء في هذا يثير الدهشة.
قرأنا أن ثمة لجنة لتقويم عمل المذيعات، أمر بتشكيلها وزير الإعلام السوري. مع العلم أن أبسط مشاهد يمكنه فوراً ازاحة أكثرهن، كل ما يمكن أن تضيفه اللجنة هو دراسة خلفيات تعيين كل منهن قبل أن تقرر تنزيلها من الفضائية الى الأرضية وهو، على ما قيل، أقسى عقاب، ليس لهن فحسب على ما نعتقد ولكن أيضاً للمشاهد السوري، بخاصة اللاجئ في وطنه والذي لا يستطيع متابعة محطات أخرى.
ايجاد الوجه الجميل ليس بمشكلة فجميلات سورية كثيرات، كذلك التمتع بحضور قوي، وقد يكون ذلك ما يشدّ المشاهد للبقاء أمام أي محطة إنما لوهلة. يعني حتى لو كانت المذيعة من أجمل فتيات الأرض وكانت تكتفي بهزة من رأسها أو التلفظ بمجاملة ما أمام كل ما يقوله ضيفها من أكاذيب وحماقات، أو كانت أسئلتها لأطفال لا تتجاوز «شو فرحانين بالعيد؟ أو بتحبوا الماما والبابا؟ وشو بتقولوا صباح العيد، و... تفاهات من هذا القبيل، فلن يكون أمام أي مشاهد سوى الهرب بعيداً من هكذا محطات.
إنما السؤال هو هل «التغيير» سيتوقف عند تقويم المذيعات؟ المشكلة، كما يعرف الجميع، ليست فقط في جمال وأداء أولئك بل في العقلية السائدة والمهيمنة على الإعلام السوري، فهل ثمة تغيير ما سيطاول الأمانة المهنية مثلاً أو احترام ذكاء ومشاعر المشاهدين؟
ماذا بوسع أي مذيعة (ومذيع أيضاً) جميلة وذات حضور وموهوبة أن تفعل في التلفزيون السوري؟

الحياة

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى