الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

مابين السطور.. المرأة تحت نير الفقد

  • 1/2
  • 2/2

مريع ذلك الفقد الذي تبتلى به الكثير من النساء في ظل المملكة الزوجية المباركة.
مريع أن تعرف أن الحياة ليست دائمة، إما بالهجر أوالطلاق، وإما بالفقد والترمل.
حين تفقد المرأة زوجها وشريكها في مملكتها السعيدة، تفقد أجمل مباهج عمرها ودنياها.
المطلقة تبقى ظالمة في رأي الكثير من المجتمعات الحاضرة، حتى وإن كانت بريئة حتى النخاع.
تحارب مجتمعات كثيرة المرأة حين تنفصل عن زوجها بالنبذ، والتجريح، وقلة الاحترام.
في عقود سابقة من الزمان، كانت الزوجة تحرق حية مع جثة زوجها الميت.
فقد كانت تلك المجتمعات تحرم بقاء المرأة حية بعد زوجها الميت.
لذلك تفضل الزوجة المنكوبة ذلك الموت الوحشي، على أن تبقى عارا على المجتمع.
هكذا كانت تكرم المرأة حين يموت الزوج.
لا حياة لها بعد رجلها مهما بلغت مكانتها الاجتماعية، أو عمرها الزمني.
حين ألغت الحكومات ذلك النهج، ومنعت إجراء تلك التقاليد التعسفية بحق النساء، تم نفيهن خارج مجتمعاتهن.
لا يمكن لها في هذه الأحوال مشاركة الحياة كامرأة حية تتنفس وتأكل وتضحك وتحزن بنفسها.
هناك قرى ومدن تتجمع فيها هؤلاء الأرامل على شبه أجساد مكومة على الأرصفة وفي الأماكن المهجورة .
حيث لا يمكن للرائي هناك إلا رؤية أكوام سوداء تقبع على الأرض الجرداء، دون رغبة في ممارسة الحياة.
إنها تحمل عارها أينما ذهبت، وأينما حلت، فلا مكان لها في مجتمعها، وبين الأحياء.
تحمل جريرة موت ذلك الزوج، وإثمه، وجريرة بقائها حية بعده.
المجتمع هناك، والموروثات البغيضة، تحملها عقدة الذنب، وتصمها بالعار الذي يلحق بها بفقدها ذلك الزوج.
ربما كان موتها حينذاك أفضل لها بكثير من ذلك النفي المتجرد من كل أنواع الإنسانية والبشرية.
الحيوانات التي لا تعي ولا تفهم، ترعى بعضها بعضا، وتدافع عن بعضها البعض، ولا تترك الضعفاء في العراء دون رحمة أو شفقة.
لكننا هنا وتحت مظلة إسلامنا وديننا الحنيف، نعرف حقوق الإنسان ونصونها كاملة، بغض النظر عن الأجناس والألوان والأعراق.
الأرملة في مجتمعاتنا سيدة تحمل الكثير من الاحترام والسيادة في بيتها، وفي مجال عملها أيضا.
مجتمعاتنا ترعى تلك النساء بعد فقد شركاء حياتهن، بكل ما تحمله من مواساة، ومشاعر إنسانية راقية.
المرأة لا تحمل جريرة موت زوجها، ولا تعاقب على بقائها حية بعده، فتلك المصائر والأعمار بيد الخالق العظيم، وليست بيد تلك المرأة الضعيفة.
من أبسط حقوق المرأة المنكوبة بالفقد أيا كان نوعه، أن تعيش، أن تحيا حرة بكرامة وعزة دون ذل، ودون حاجة إلى الآخرين.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى