افادت الجمعية الألمانية للطب والعلاج النفسي ان إدمان التسوق غالباً ما يكون مؤشراً لأحد الأمراض النفسية، كالاكتئاب مثلاً، مُشددة على التوجه إلى الطبيب النفسي فور إدراك أن شغف التسوق يحركه سلوك قهري.
وأوضحت الجمعية أن التسوق عادةً ما يشعر صاحبه بالسعادة والنشوة لفترة قصيرة بعد التسوق، ثم ينتابه بعدها مباشرةً إِحساس بالندم وتأنيب الضمير، مع إهمال المشتريات فيما بعد.
وأضافت الجمعية أن الأمر يستغرق وقتاً طويلاً حتى يتم البدء في تلقي العلاج النفسي، وحينها يكون المرء قد تورط بالفعل في بعض المشاكل الاجتماعية والمالية والقانونية.
ويؤكد أطباء علم الاجتماع ان السيدات يملن اكثر الى الشراء لعدة اسباب اولها انه وسيلة للترفيه عن النفس على عكس الرجال الذين يملكون وسائل كثيرة للترفيه.
وتعاني المرأة ايضا من الضغوط اكثر من الرجل وخاصة في مرحلة ما بعد الزواج حيث تمر بفترة الحمل والولادة وتتحمل وحدها مسؤولية البيت ورعاية الابناء الى جانب المشاكل الزوجية وضغوط العمل والظروف الاقتصادية الصعبة.
بالاضافة الى وجود عامل آخر يشجع النساء على الشراء بشراهة وهو التخفيضات التي تعتبرها بعض السيدات فرصة للتوفير حيث يمارسن من خلالها هواية الشراء.
ويعد هوس الشراء من الامراض العصبية المتصلة بالجهاز العصبي الناتجة عن التوتر، وهو عملية هروب الشخص من واقعه ومشاكله الى اللذة والمتعة ولرفع روحه المعنوية من حالة غير سارة الى اصطناع حالة سارة يعيش بداخلها ولو مؤقتا.
ويقول اطباء ان هناك انواعا لهوس الشراء، منها الشراء الخفيف ويحدث بين السيدات اللاتي تتزايد عليهن الضغوط النفسية أو يعانين من الكبت الانفعالي الشديد فيكون الشراء لديهن محاولة وقتية لتفريغ شحنة من التوتر الداخلي ويكثر هذا النوع بين نساء المجتمعات الثرية.
وهناك نوع آخر من الهوس بالشراء يشبه الادمان وهو يقتاد المرأة إلي شراء ما تحتاجه ومالاتحتاجه ويصبح اسلوبا سائدا في حياتها وهو سلوك تعويضي ينتج عن فترات حرمان في حياة المرأة.
ومن اكثر الامور التي تقوم بها المراة المهووسة بالشراء والواقعة تحت ضغط وتوتر عصبي وحياتي هو التجائها لبطاقات الائتمان والتي تسهل كثيرا هذا الامر حيث تقوم فيها بصرف المال دون التفكير في ان عليها سداده بقيمة مضاعفة في كثير من الاحيان.
ومن الملفت أن الخبراء يعتقدون أن أكثر من نصف سكان العالم من النساء مصابن بهوس الشراء وهذا ما تستغله شركات البطاقات الائتمانية والبنوك بشكل ملفت، ومن الممكن ملاحظته في الإعلانات والعروض التي أصبحت موجهة إلى النساء وإلى النساء فقط، ولعل المرأة حين تتجه إلى التسوق فهي تلجأ في الحقيقة إلى ملء وقت الفراغ وتخفيف التوتر والقلق.
وفي كثير من الأحيان تكون الرغبة القهرية في التسوق مسبوقة بإحدى مراحل الاكتئاب أو الشعور بالتوتر أو الملل، إذ يساعد التسوق على التخلص من هذه المشاعر لوقت قصير.