بمشاركة محلية وعربية تواصلت أمس فعاليات مؤتمر فيلادلفيا الدولي التاسع عشر بعنوان "ﺍﻟمرﺃﺓ ﺍﻟﺘﺠﻠﻴﺎﺕ ﻭﺁﻓﺎﻕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ"، وذلك على مسرح جامعة فيلادلفيا، الذي تختتم فعالياته اليوم.
وتنوعت فعاليات اليوم الثاني من المؤتمر، الذي شارك فيه زهاء سبعة وثمانين أكاديميا، حيث تناولت عناوين المرأة والرواية المشرقية، والمرأة والفن، والمرأة والتنمية والإعلام والتعليم والرواية المغاربية.
وتحت عنوان "المرأة والرواية المشرقية" كانت الجلسة الأولى التي ترأسها د. يوسف بكار وشارك فيها كل من: د. حسن عليان، الباحث حنان محمد، د.أيمن عليان، د. دعاء سلامة، د. نداء مشعل، بورزان وناسة.
من جهته تحدث د. حسن عليان عن "صورة المرأة في الرواية العربية الحديثة- الرواية السعودية نموذجا"، وتناول فيها صورة الحب في المجتمع الخليجي وقضايا اجتماعية متنوعة، ورؤيته الفلسفية في اطار من التحولات الفكرية والسلوكية، وفي إطار التفاعلات الحضارية في المجتمع الخليجي- السعودي نموذجا، ونتائج هذه التحولات في ظل الرواسب الفكرية والاجتماعية والعقادية ودورها في بناء الرؤية والموقف والصورة.
في حين تطرقت الباحثة حنان محمد لـ "المرأة ما بين الالتزام الاجتماعي والديني في العمل الروائي لمحمد صيباري"، الذي يعد من أهم الكتاب المغاربة وقدم أعمالا كثيرة ومتنوعة في الشعر والرواية والقصة القصيرة وهي مكتوبة باللغة الاسبانية ميزتها انها تطرح مواضيع خاصة بالمجتمع العربي لكنها موجهة للقارئ باللغة الاسبانية، هي فكرة جيدة ولها تأثيرها في الثقافتين العربية والاسبانية مما ترسله من رسائل أدبية وإنسانية بالوقت نفسه.
وتناولت حنان روايتين لصيباري التي تعتبر أنهما من أهم أعماله الروائية، الأولى "وردة شفشاون" والثانية "ثلاثة ضفاف وبحران"، مبينة أن مؤلفاته تتميز بالطابع الاجتماعي حيث يعرض من خلال نصوصه الأدبية المشكلات الاجتماعية في بلادة وانعكاساتها على الأفراد والتي كانت المرأة واحدة من اهم عناصر المجتمع التي كانت تلعب دورا مهما ومميزا في الحدث الروائي.
ومن جانبه تحدث د.أيمن عليان عن "النّصّ الأنثويّ في مقررات اللغة العربية للصفوف الأربعة الأولى بدولة الإمارات العربية المتحدة "دراسة تحليليّة"، مبينا انه رغم أهمية المرأة في بناء المجتمع الا ان معدي المقررات الدراسية لم يمنحوها المساحة اللائقة بها عند اعدادهم لهذا المقررات، مشيرا إلى ان هذا النص وتجلياته في هذه المقررات، والتعرض لآليات بنائه وتحليل مكوناته الموضوعية والاسلوبية والشكلية وتحديد توجهات هذا النصر نحو المستهدف منه.
وبين عليان ان الظروف المحيطة بالمرأة وتطلعاتها في النص، والتعرف الى الحركة التداولية في عمليات الإرسال التواصلي لهذا النص كحديث المرأة للمرأة، او المرأة للرجل، او حديث الرجل عن المرأة او حديثه للمرأة.
وقدمت د. دعاء سلامة، د. نداء مشعل ورقة مشتركة بعنوان "جرائم الشرف في الأردن وقضية التمثيل: قراءة ياكبسونية"، من خلال تناول ثلاثة نصوص تختلف عن بعضها بعض في المرسل والمستقبل، وتلتقي في الرسالة أو ما يسمّى بـ "جريمة الشرف"! فالأعمال الثلاثة تدور جل أحداثها حول مفهوم الشرف وهي: "جريمة باسم الشرف" لرانيا الحسيني، "الشرف الضائع" لنورما خوري، و"شرفة العار" لإبراهيم نصرالله.
وتتبع سلامة خطاب الشرف، الذي يتم التعامل مع قضايا الشرف من خلال دراسة النصوص وما قيل عنها، وتحليل الخطاب المتعلق بمفهوم ادب الشرف سواء أكان رواية ام توثيقا، والتوصل من خلاله الى آلية التعامل وتشخيص الحالة العامة التي يتم من خلالها تبرير العديد من التصرفات او العادات الاجتماعية وتسويغ "تسويق"، رؤى ما معينة.
في حين تناولت بورزان وناسة في دراسة بعنوان "المرأة في الموروث/ تجليات المرأة في روايتي "الطفل الرملي" و"الليلة المقدسة" للطاهر بن جلون"، مبينة ان رواية "الطفل الرملي" وتتمتها "الليلة المقدسة" لبن جلون، تنطلق وتتمحور جيدا حول سؤال الذكورة "عدم إنجاب الذكر هو دلالة على ضعف الرجل الأب حتى وان كان دوما يحمل هذا الخطأ على بطن زوجته"، تقوم الرواية على شخصية فتاة تعيش واقع طمس الهوية، فهي فتاة في ثوب ذكر، هذه الصورة نتيجة لضغط المجتمع على الأب الذي لم يتقبل ألا يكون له ابن ذكر أو وريث للعائلة وهذا الشعور دفعه أن يصنع وريثا وبأي ثمن. فقرر وضع قناع الذكورة على مولودته الثامنة ليجعل منها ابنه الذكر والمنتظر لسنوات.
وشددت وناسة على أن بن جلون يعطي صورة كاريكاتورية لهيمنة الأب الذي استسلم للتقاليد بكل صلابتها، لتدخله في متاهات لا يتصورها لا العقل ولا المنطق. فالرجل هو دوما مركز القوة ومحور كل العائلة حتى وان كان جاهلا على مستوى القيم والعادات وبالتالي نستطيع أن ننشئ هذه العلاقة الضيقة بين كل الجوانب الاجتماعية وبين كل مكون للأنثى المنبوذة والحياة المزرية للمرأة في المجتمع المغربي البطريركي في سنوات الأربعينيات من القرن الماضي.
وتحت عنوان "المرأة والفن" كانت الجلسة الثانية التي ادارها د. محمد عبد العال وتحدث فيها كل من: د. أيمن قدري الذي تناول "الموروثات البيئية في الأعمال الجرافيكية لرائدات فن الجرافيك العربي"، وتحدث د. مروان علان عن " صورة المرأة في التشكيل العربي المعاصر: موضوعاً ومبدعة"، وتحدثت د. منال محمد عن "المرأة فى الجداريات الشعبية بالقرنه"، وتحدث د. نادر القنة عن "الذاتي والموضوعي في مسرح المرأة في الخليج العربي".