الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

مرة أخرى عن المثل الأعلى !!

  • 1/2
  • 2/2

أعود لتناول موضوع المثل الأعلى والقدوة في ذهنية الفتيات والشباب، وذلك لأهمية الموضوع، وفي هذا السياق أردت أن استكمل الحديث عن جانب حيوي يتعلق بتقديم نماذج من المجتمع لتلعب دور القدوة والمثل الأعلى، وعندما أقول تلعب هذا الدور فيعني أن تقوم بهذه المهمة الحيوية ولكن وكما هو معروف لا يمكن أن تقنع هذه الشريحة الواسعة من الفتيات والشباب بهذه الشخصية أو تلك ولا يمكن أن توجه عقولهم للاقتناع بها، كما أنها لا تتم الآلية وفق هذه الطريقة وإنما تأتي بشكل عفوي وباقتناع ، ذلك أن طبيعة المثل الأعلى أن يكون متميزا دوما وأفكاره وأعماله ومنجزاته جميعها ملهمة وجديدة وفيها حماس وتميز. وهنا تكمن القدوة المناسبة لكن المعضلة دوما هو الجانب الآخر المتعلق بالشخصية التي تمارس دور المثل الأعلى وتقوم بمهمة اجتماعية للتوعية والتثقيف هذه الشخصية قد تكون أقل تواضعا من مواجهة مثل هذا التحدي بل قد تكون شخصية لا تملك الكاريزما للظهور ومحاولة تقديم ما لديها لجمهور الفتيات والشباب، رغم تميزها في حقلها وعملها بل وإبداعها.
في المجتمعات الحديثة دوما يعتبر هذا الموضوع هاجس كبير لصناع القرار، لأن القدوة التي قد يتم اتخاذها لدى الشباب قد تكون منحرفة أو ذات أهداف متلبسة ومشبوهة، وهذا وقع وحدث، فكم سمعنا عن جرائم تحدث في أمريكا والغرب بصفة عامة نتيجة أن الشباب اتخذوا بعض من المجرمين مثل أعلى لهم، ولماذا الذهاب بعيدا فنحن لدينا ظاهرة التطرف والتشدد والتشدق بالدين، وهؤلاء الذين يصنعون هالة وقدسية لتحيط بهم وبكلماتهم هم في الحقيقة يجذبون أبنائنا الذين هم في مقتبل العمر، وكم سمعنا في مجتمعات قريبة منا عن انحرافات وتطرف على يدي شباب صغار في السن تم التأثير عليهم بواسطة زعماء الفكر المتطرف الذين يظهرون ويلبسون لباس التدين والتقديس ويستخدمون كلمات نارية وحماسية يلهبون بها حماس كل من هو في مقتبل العمر. هذا واقع ومشاهد والتأثير على عقول النشء من وسائل مختلفة ومتواصلا حتى اليوم بواسطة جميع برامج التواصل ومواقع التواصل الاجتماعي ولم يعد شيئا غريبا أو عجيبا. مثل هذا الموضوع بات من الأهمية بحيث لا يمكن تأجيله والعمل على حله ومعالجته لأن قضية ترك الأبناء فريسة سهلة أمام نماذج رديئة وسيئة تأثر عليهم وتساهم في انحراف مسيرتهم وتجعلهم أبواق ضد بلدانهم وأوطانهم أمر جدير بالملاحظة والانتباه والعمل على تلافيه.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى