يحتاج العالم إلى العلم، ويحتاج العلم إلى المرأة. تساهم المرأة في اكتشاف الأدوية وفي سبر أغوار الفضاء، وفي تطوير التكنولوجيا، وفي المجالات العلمية كافة. يشير الأمين العام للمجلس الوطني للبحوث العلمية الدكتور معين حمزة إلى أن نسبة الباحثات في العالم العربي تبلغ نحو خمسة وعشرين في المئة من مجمل الباحثين. وبلغت نسبة الإناث في مراحل التعليم الجامعي الأولى خمسة وستين في المئة في بعض الدول العربية. بينما تتولى النساء إدارة نسبة 11 في المئة فقط من المؤسسات العلمية الدولية.
وبغية تشجيع انخراط المرأة في العلم، كرمت شركة «لوريال»، بالتعاون مع «منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة - اليونسكو»، والمجلس الوطني للبحوث العلمية وبحضور وزير الثقافة روني عريجي، الثلاثاء الماضي، خمس باحثات عربيات فزن بجوائز «لوريال - اليونسكو» من أجل المرأة في العلم - زمالة المشرق العربي ومصر 2014 وهن: الأستاذة المشاركة في «الجامعة الأميركية في بيروت» الدكتورة رحاب نصر، الأستاذة المحاضرة في جامعة بابل الدكتورة سماهر حسين علي الجنابي، والأستاذة المساعدة في جامعة عمان الأهلية الدكتورة رنا سعيد، الأستاذة المساعدة في جامعة القاهرة الدكتورة نورتان عبد التوّاب، والأستاذة في جامعة القدس الشرقية الدكتورة إلهام الخطيب.
قامت نصر بالتجارب ما قبل السريرية على دواء جديد لمرض ابيضاض الدم النقوي المزمن (Chronic myeloid leukemia) الذي يصيب نسبة واحد على مئة ألف فرد في العالم. وتساعد الجائزة، وفق نصر، على الشروع بالتجارب السريرية بعد الحصول على موافقة لجنة أخلاقيات البحث العلمي. نصر أم لثلاث فتيات وتلقى الدعم العائلي والزوجي لمتابعة البحث العلمي الذي لا يحظى في لبنان باهتمام وطني ودعم مادي.
من جهة أخرى، يهدف المشروع البحثي الذي قدمته الخطيب إلى تحسين صحة الفم والأسنان عند الأمهات الحوامل والأطفال. إذ يؤدي التهاب اللثة، ووجود بعض البكتيريا في الفم إلى إثارة بعض تفاعلات جهاز المناعة في الجسم، ما يزيد خطر حدوث الولادات المبكرة أو انتقال العدوى إلى الأطفال بعد الولادة. وتشير الخطيب إلى نقص في عدد الباحثات في فلسطين وتسليط الضوء أكثر على الباحثين الرجال.
تدرس عبد التواب استجابة المرضى لدواء جديد لالتهاب الكبد الفيروسي «ج» وفق خريطتهم الجينية ما يساعد في المستقبل في معرفة المرضى الذين يظهرون استجابة أفضل لذلك الدواء. تلاحظ عبد التواب أن جميع المجتمعات، وليست المجتمعات العربية فحسب، تربط صورة المرأة بصورة ربة الأسرة والأم فحسب.
«أحب ما تفعل، واعمل بجد، ولا تستسلم أبدا» تقول سعيد خلال تسلمها الجائزة. ترتكز البحوث العلمية التي تجريها سعيد على فحص الأدوية، وتطوير التقنيات لفحص العينات وتحديد جرعات الأدوية المناسبة للمريض.
يطغى على قطاع التكنولوجيا الطابع الذكوري بشكل عام، غير أن بحوث الجنابي تهدف إلى تطوير النظم التكنولوجية لتحسين العناية الصحية، كأن تتوافر للمستشفيات المعطيات الدقيقة عن الفترة التي سوف يقضيها المريض وفق حالته في السنوات المقبلة، أو أن تذكر بعض التطبيقات الهاتفية المريض بالإرشادات الطبية أو مواعيد تناول الأدوية ومراجعة الأطباء.
ترأس لجنة الحكم رئيس المركز القومي للبحوث في القاهرة الدكتور نبيل صالح. وارتكزت معايير اختيار الخمس فائزات من أصل 58 مرشحة، وفق ممثل «اليونسكو»، نزار حسن، على العمر، وأثر البحث العلمي على المجتمع والفئات المستهدفة والابتكار.
يلفت حمزة إلى أن الدول العربية لا تعتبر البحث العلمي أولوية في سياسات التنمية والتعليم العالي وبناء اقتصاد المعرفة. ولا بد من التعاون بين جميع الفرق البحثية من مؤسسات عامة وخصوصا لبناء القدرات وتحقيق الإنجازات. ويعتبر المدير التنفيذي للوريال المشرق العربي مالك بكداش أن الجمال يحتاج إلى العلم، والعلم يحتاج إلى النساء لذا تخصص الشركة جوائز للباحثات في العلم في القارات الخمس.