أفاد أحمد الحليمي المندوب السامي للتخطيط المغربي ، أن بلده من البلدان القليلة في العالم التي تغني بالبحوث الإحصائية المرجعية بشكل منهجي ، من أجل معرفة أكبر للواقع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي ، بجميع تشعباته وتعقيداته ، وتوفير مزيد من الوضوح بشكل يكفل نجاعة أكبر ، وبالتالي تنوير السياسات العمومية والرفع من نجاعتها .وأكد الحليمي خلال ندوة صحفية نظمتها المندوبية بدعم من نساء الأمم المتحدة "ONU femme "، الثلاثاء الماضي بالعاصمة الرباط ، أن البحث حول تدبير الزمن واستعماله ، شمل مجموع التراب المغربي ، وامتد على مدار سنة كاملة ، من فاتح أكتوبر / تشرين الأول ، إلى نهاية سبتمبر / تشرين الثاني من سنة 2012 ، وذلك من أجل الأخذ بعين الاعتبار تأثير التقلبات الموسمية على نشاط الأسرة .وأشار المسؤول المغربي في حديثه للصحفيين ، إلى العينة التي شملها البحث ، التي بلغت 9200 أسرة ، بجميع مكوناتها ( رجال ، نساء ، و أطفال ) ، مؤكدا أن البحث يكتسي أهمية كبرى ، خاصة بالنسبة للمحاسبة الوطنية ، باعتباره إحدى المصادر الرئيسية لها لإعداد حساب تابع خاص بالأسر ، حيث سيمكن من إدماج مجموع الاستهلاك النهائي للأسر باعتماد أفضل مقاربة لتقييم إنتاجها غير التجاري ، و هي الخدمات الخاصة بالأسرة ، كالاستهلاك الذاتي والسكن الذي يحدد بقيمته الإيجار ، و العمل الذي يقوم به الشخص وسط المنزل ، والذي يهدف إلى إشباع الحاجيات الداخلية للأسرة .ونظرا نظرا لأهمية هذه الدراسة و لتيسير العرض المنهجي لنتائج البحث فقد تم تصنيف الأزمنة التي تهيكل الحياة اليومية للإنسان المغربي إلى خمسة وهي : الأنشطة الفيزيولوجية ( النوم ، الوجبات ، ...) . والمهنية ( إنتاج السلع والخدمات الموجهة للسوق كما هي معتمدة في المحاسبة الوطنية ) ، والمنزلية ( السلع والخدمات التي توفرها الأسر لحسابها الخاص ) ، والتربوية ( الدراسة والتكوين) وأخيرا الترفيهية والدينية .من جانب آخر ، فمن خلال هذا البحث ثم رصد لمجموع أنشطة الأفراد حسب الفئات السوسيو- مهنية ووسط الإقامة والفئات العمرية ، لتحليل الفوارق الاجتماعية والعوامل الموضحة لأهم محدداتها . كما تطرق أيضا البحث إلى علاقات الأطفال والشباب بقنوات انتقال القيم وأنماط السلوك والمعرفة ، ومدى تأثيرها على إعادة إنتاج الأجيال الصاعدة للعلاقات الاجتماعية السائدة . وخلص البحث إلى مقاربة لتثمين العمل الذي تقوم به الأسر من أجل تقييم حصة شقيه التجاري وغير التجاري وخاصة حصة مساهمة النساء في خلق الثروة الوطنية للمملكة المغربية .