رسمت وسائل الإعلام الدولية لمنطقة الشرق الأوسط صور نمطية سلبية عن الدور الذي تلعبه المرأة على وجه الخصوص في منطقة الخليج العربي . ويجري حاليا التصدي لهذه المفاهيم الخاطئة عن قمع المرأة أو إقصائها داخل المجتمع من قبل مشروع بحثي اقامته جامعة نورث وسترن في قطر يحمل عنوان "المرأة القطرية بين المشاركة والتمكين،" و الذي حصل على منحة تمويلية مدتها عام واحد من برنامج خبرة الأبحاث للطلبة الجامعيين التابع للصندوق القطري لرعاية البحث العلمي. يتضمن المشروع إجراء استطلاع لآراء أكثر من 1000 امرأة قطرية، علاوةً على بحوث متعمقة في علم الأعراق (الإثنولوجيا)، ويتولى تنفيذه 15 طالبة من جامعة نورث وسترن في قطر، من بينهم 12 طالبة قطرية، وفريق مكون من 6 مشرفين .
و يسعى المشروع إلى توفير فهم أفضل حول المحفزات والمعوقات التي تعترض سبيل مشاركة المرأة القطرية في المجتمع، وذلك من خلال تسليط الضوء على الأدوات التي تستخدمها السيدات لتمكين أنفسهن داخل المجتمع المدني النسائي عبر الاجتماعات بالمعروفة باسم "مجلس الحريم."
و قد تلقى المشروع منحة تمويلية من برنامج خبرة الأبحاث للطلبة الجامعيين في يناير 2014، قبل أن يخضع لمرحلة مدتها 3 أشهر من أجل الحصول على موافقة مجلس المراجعة المؤسسية، وهو الجهة المنوط بها تنفيذ جميع المبادئ التوجيهية، واللوائح، والسياسات الرامية إلى حماية العناصر البشرية المشاركة في البحوث. عقب ذلك، أُجري البحث المتعمق في علم الأعراق على مدى فصلي الربيع والصيف، حيث شارك الطلاب في كتابات وصفية مفصلة، وقاموا بجمع مقاطع الفيديو، والتسجيلات الصوتية، والصور الفوتوجرافية خلال مرحلة البحث، التي أجريت جميعها بعد الحصول على موافقة جميع السيدات المشاركات في المشروع البحثي.
وانطلاقًا من دورها كباحث رئيسي في المشروع، أعدت جوسلين ميتشل دورة تدريبية بجامعة نورثوسترن في قطر خلال فصل الربيع بعنوان "المرأة القطرية بين المشاركة والتمكين،" أسهمت في تعريف طلاب برنامج خبرة الأبحاث للطلبة الجامعيين على بحوث العلوم الاجتماعية المتعلقة بالمجتمع المدني والمرأة العربية، وآليات إجراء البحوث واستطلاعات الرأي الإثنوجرافية، لتبدأ بعدها عملية جمع البيانات للحصول على التمويل. و قامت الدراسة البحثية باستطلاع آراء 1049 سيدة عبر مكالمات هاتفية أجراها مركز الاتصال المتخصص في استطلاعات الرأي بمعهد البحوث المسحية الاجتماعية والاقتصادية في جامعة قطر، حيث قام المحاورون المدربون (وكلهن من السيدات) بالاتصال بالمشاركات في الدراسة البحثية وإجراء المقابلات معهن. و نُشرت النتائج الوصفية الأولية لهذه الدراسة حول 5 موضوعات، هي المشاركة في مجلس الحريم، والتوظيف، والمواقف الاجتماعية المرتبطة بالنوع والتوظيف، والمواقف الاجتماعية المرتبطة بالتعليم والنوع، وأخيرًا التعليم. وسوف تُنشر المزيد من النتائج المتعلقة بالسلوكيات الثقافية والسياسية، فضلًا عن التحقيقات الإحصائية للصلات بين المواقف والسلوكيات. وأسفرت النتائج الأولية لاستطلاع الرأي عن إحصاءات لافتة للنظر، شملت اتفاق 87 في المائة من المشاركات مع الطرح القائل بأن "الحصول على وظيفة هو أفضل وسيلة للمرأة لتكون إنسانة مستقلة."
و بناءً على هذه النتائج، أن المفهوم السائد الذي ينظر إلى المرأة العربية في هذه المنطقة على اعتبارها سلبية أو خاضعة للتأثيرات الذكورية قد تبدد تمامًا. تعكس و هذه النتائج القصة الحقيقية التي يهتم طلابنا بعرضها، فهم يتحدون الصور التقليدية لتمثيل النساء في المنطقة، كما أنهم حريصون على نشر هذه الصور الجديدة في باقي دول العالم."
سوف يحظى الطلاب قريبًا بفرصة لتحقيق هذا الهدف، حيث سيتم جمع كافة مقاطع الفيديو والتسجيلات التي أجرتها الدراسة لإعداد فيلم وثائقي غير معنون حتى الآن، ويأمل الفريق أن يتم عرضه في مهرجان أجيال السينمائي الذي تقيمه مؤسسة الدوحة للأفلام في الفترة من 1 إلى 6 ديسمبر 2014.
كما يأمل الطلاب أن تسهم هذه الدراسة البحثية في إنشاء عمل فني تضمه جدران "متحف: المتحف العربي للفن الحديث." يتولى الإشراف على الفيلم الوثائقي الأستاذان كريستينا باستشن وكريستين بايك، من جامعة نورثوسترن في قطر، بالإضافة إلى سعدية مير من جامعة فرجينيا كومنولث في قطر، ومع ذلك سيتولى الطلاب تصوير الفيلم الوثائقي، وتحريره وإعداده بالكامل.
وقد لا تتناول وسائل الإعلام الدولية الكثير من القصص المتعلقة بالمرأة القطرية العادية، وبالتالي يشعر الطلاب بحماس شديد لعرض التجربة التي تعيشها المرأة في دولة قطر. و أن تسليط الضوء على أصوات النساء القطريات في المجتمع العالمي سيكون تطورًا إيجابيًا للغاية. وبطبيعة الحال، سيتم إنتاج كل من الفيلم والفيلم الوثائقي بطريقة تراعي وتلتزم بآداب الثقافة القطرية.
ومن المقرر ان يتم خلال فصل الربيع من عام 2015 العمل على نشر المعلومات النهائية من خلال مجموعة من المقالات التي قد يقوم الطلبة بكتابتها ومقالات الطلاب، والفيلم الوثائقي، إلى جانب تصميم عمل فني في المتحف. حظي هذا المشروع بمنحة تمويلية لمدة عام واحد فقط عبر برنامج خبرة الأبحاث للطلبة الجامعيين، ولكنه قد يستمر على نطاق أوسع عبر منحة برنامج الأولويات الوطنية للبحث العلمي.