الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

أشرس أنواع العنف في الأرض لملايين العراقيات

  • 1/2
  • 2/2

انتزعت امرأة عراقية، أوراق طلاقها، في اليوم العالمي لمُناهضة العنف ضد المرأة، بفرح انتصاراً لويلاتها طوال عشرون عاماً بعصمة زوج ثمل، دون أن تحجب النحت المُخيف عن حرق شنيع على خدها.
وبعثرت أم خليل (39) عاماً، نحو ثمانية دولارات مبلغ المؤخر المتفق عليه آبان عقد مهرها في التسعينيات، فوق رأس زوجها داخل محكمة الأحوال الشخصية في مدينة الصدر، شرقي بغداد، لتهمس له "حصلت على حريتي".
روت أم خليل لـ"روسيا سيغودنيا"، مُقتطف عن تعنيف زوجها لها، أمام أطفالها الأربعة، الذين خطت شواربهم في الطابق العلوي لأسرة زوجها، حتى لصق "سبانة عملاقة" إحدى أدواته المستعملة في تصليح المركبات، مُسخنة لدرجة الاحمرار على خدها، قبل أيام.
وقضت أم خليل، حينها الليل عند صديقتها الأرملة التي فقدت زوجها في أوج الطائفية عام 2007، بعدما طردها الزوج ومنح الأولاد ضرباً مُبرحاً حتى تدخل الجيران لإنقاذهم من موت مُحتم.
تزامناً، مع صراع نساء العالم ضد العنف، تُواجه ملايين العراقيات أدهى حذافير العنف، بين جدران العوائل، وعلى يد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الذي نفذ قبل ساعات، الإعدام بحق ثلاث عراقيات من الموصل، لتعاونهن معلوماتياً مع الأمن العراقي.
وألمحت هناء أدور، الناشطة العراقية، حاملة لقب (المرأة العربية الأولى لعام 2013 عن جهودها المدنية) في حديث لـ"روسيا سيغودنيا"، إلى أن الملايين من النساء في العراق يُواجهن العنف بصمت دون شجاعة منهنَّ تُذكر.
وقالت أدور، أن أخر نسبة صادرة عن وزارة التخطيط العراقية تُشير إلى أن واحدة من بين 5 نساء يتعرضن للعنف في البلاد، مُتداركةَ، لكن حسب الواقع النسبة أكبر، على مستوى العنف الأسري.
ونبهت إلى آلاف العراقيات من المكون الايزيدي، مازلنَّ بقبضة تنظيم (داعش) باعهنَّ في سوق للنخاسة، واغتصابهن، بعد سبيهنَّ كجاريات، ومُعاناة للموصليات من التنظيم أيضاً.
وقالت سُهى عودة، صحفية عراقية وناشطة في مجال حقوق المرأة، أن عناصر تنظيم (داعش) نفذوا الإعدام بحق ثلاث من النساء الموصليات، مُؤخراً، لتعاونهن مع القوات الأمنية.
وأضافت عودة، في حديث لـ"روسيا سيغودنيا"، أن النساء الثلاث، قُمن بإلقاء الخرائط التي تُسهل لطيران التحالف الدولي، تسديد الضربات النوعية على تجمعات ومراكز (داعش) في الموصل.
وأحدى اللواتي أعدمهنَّ (داعش)، مسؤولة عن قصف عناصر التنظيم في بوابة الشام داخل الموصل، كأعنف ضربة يتلقاها الدواعش في تأريخ هيمنتهم بين العراق وسوريا.
وحسب استبيان، أجرته مندوبة "روسيا سيغودنيا"، عن حالات العنف ضد المرأة، داخل الأسر، كشف أن عدد المُعنفات في العراق "صفراً"، من الاغتصاب، إلى الضرب والاختطاف والأمية مع مصادرة الحريات لاسيما اللواتي يتربنّ في كنف عوائل مُتدينة، تحديداً في المحافظات الجنوبية ومناطق مُتفرقة من العاصمة لاسيما الشعبية.
وأطلق الايزيديون، حملات لتحرير نحو ثلاثة آلاف امرأة وفتاة، مُختطفات لدى (داعش)، منذ 124 يوماً، من مناطق سهل نينوى التاريخية القديمة، أخرها بعنوان المُختطفات أشرف منها جميعاً، في إشارة إلى أن اغتصابهنَّ وفقدان بكاراتهنَّ لا يعني فقدان شرفهنَّ وفق مفهوم شرقي.
ولا توجد إحصائيات حتى الآن، تُبين عدد العراقيات النازحات المُشردات مع ذويهن في العراء والجهول وبين الخيم المُسربة للبرد على أطراف البلاد، إثر تحول مدنهم إلى ساحات حرب وذبح لتنظيم (داعش)، منذ مُنتصف العام الجاري.
ومع احتفال الجمعية العامة للأمم المتحدة سنوياً بتاريخ الخامس والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر، ومنذ العام 1999 باليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، تعيش المرأة العراقية، معاناة إنسانية وتمارس ضدها أشكالا مختلفة من العنف الجسدي والنفسي والجنسي والسياسي والاقتصادي، وفق بيان للمفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق.
وطالبت المفوضية في أخر بيان لها، البرلمان العراقي، بالعمل على وقف العنف على المرأة، بتحرير الايزيديات المختطفات، وإقرار مشروع قانون مناهضة العنف الأسري، مع عشرة مطالب أخرى تصب في حماية العراقيات وضمان حقوقهنّ.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى