فى أولى الدراسات من نوعها ببريطانيا، أجريت على 7000 مراهق، وجد أن عددا هائلا منهم قلق من اكتساب الدهون، وسبق أن اتبعوا نظاما غذائيا.
وجدت الدراسة أن واحدة من كل عشر فتيات فى سن المراهقة تعانى من القلق الشديد من اكتساب الدهون، بينما ربعهن تقريبا حاولن فقدان الوزن عن طريق اتباع نظام غذائى، وأنهن يصبحن مهتمات بأوزانهن فى بدايات سن المراهقة.
ووفقا للبحث، الذى أجراه المعهد الوطنى للبحوث الصحية، فإن ثلثى فتيات الـ13 من العمر يخفن من زيادة وزنهن، وأكثر من نصفهن يتجنبن أغذية معينة لاجتناب اكتساب الدهون.
وعلى الرغم من ذلك وجد أن أولئك الذين يحاولون السيطرة على أوزانهن فى هذه السن المبكرة فى الواقع هن أكثر عرضة لزيادة الوزن.
ويقول الخبراء، إن النتائج مثيرة للقلق، حيث أثبتت أن المراهقين يواجهون "تركيبة سامة" من العوامل التى تسبب لهم القلق حول أوزانهم فى سن أصغر. وبالنسبة لسن الـ13 عاما، واحدة من كل ثلاث فتيات وواحد من كل خمسة أولاد يعانى من القلق بسبب وزنه وشكل جسده.
فأكثر من نصف الفتيات يتجنبن الأطعمة الدسمة، والربع يقللن تناولهن للغذاء من خلال تخطى وجبات، 27% من البنات و23% من الأولاد يمارسون الرياضة لتخفيض أوزانهن.
فمن اتبع استراتيجيات غير سليمة فى تقليص الوزن زادت أوزانهم بنسبة 40%، 90% كانوا بدينين فى سن الـ15.
تقول كاتبة التقرير الدكتورة نادية ميكالى عالمة من المركز الوطنى لصحة الأطفال، "وجدنا أن اضطرابات الأكل أكثر شيوعا فى المراهقين أكثر مما كنا نعتقد من قبل، وليس فى البنات فقط ولكن فى الأولاد أيضا، وهذا كله مرتبط بعوامل اجتماعية ونفسية تؤثر على الطفل".
وتضيف أن الأهم من ذلك اكتشاف أن هناك علاقة بين السلوكيات وزيادة الوزن والتى لها آثار هامة على الصحة العامة للوقاية من السمنة.
ويقدر أن 200- 400 ألف من المراهقين فى المملكة المتحدة يعانون من اضطرابات الأكل، وتكلف نظام التأمين الصحى ما يقرب من 60 مليون جنيه إسترلينى سنويا.
وجدت الدراسة فرقا واضحا بين الجنسين فالخوف فى البنات من اكتساب الوزن بنسبة 11.5% بينما الأولاد 4.7%،
تصف ليان ثورنديك والمتحدثة باسم أحد المؤسسات الخيرية المعنية باضطرابات الأكل: "أن الدراسة مقلقة، وأنه من الغريب أن أولئك الذين ركزوا على عدم اكتساب الوزن قد اكتسبوا وزنا بالفعل، هم أساسا فى مرحلة نمو ولابد لهم من تناول الطعام الصحى، والذى يؤثر على حياتهم كلها فيما بعد، وأن اتباع أنظمة غذائية فى هذه المرحلة المبكرة قد تؤثر عليهم على المدى البعيد".
وتضيف ليان: "وسائل التواصل الاجتماعية، وثقافة المشاهير، والأزياء الحديثة، وحقيقة أن الأطفال أصبحوا يعانون من المراهقة مبكرا، كلها تعتبر مركب عالى السمية فى أن تجعلهم يقلقون على أوزانهم فى سن مبكرة جدا".
وأيضا تقول الدكتورة لورا مكجوان المدير التنفيذى لذات المؤسسة: "هذا ينذر بالخطر، لا ينبغى أن يحدث هذا فى سن مبكرة جدا أن يكون تركيزهم على هذا بل من المفروض أن يكون تركيزهم على العادات الصحية والتى يعلمها لهم الآباء، والتى يجب أن تبدأ منذ الطفولة، فيجب اتباع السلوكيات السليمة فى الغذاء، وممارسة التمارين بانتظام، لأجل صحتك وليس لأجل الرقم الذى تراه على الميزان".