الارشيف / عالم المرأة / أخبار المرأة

مثيرات الزواج

  • 1/2
  • 2/2

يثير الزواج أحيانا مشاكل جانبية قد تكون عويصة يصعب حلّها، وربّما لم تكن في حسبان الطرفين أو أحدهما، يفرح الجميع بالزواج الجديد، وما إن يضع هذا الزواج أوزاره حتى تبدأ المعركة بين الزوجة والأمّ، فلا الزوجة تطيق الأمّ ولا الأمّ ترى في الزوجة محاسنها، تبدأ الغيرة تلعب دورها في الحياة كما أن لو أنها ولدت ذلك الوقت، ترى ما السبب؟ نسيت الزوجة أنها ابنة لأمّ مثل أمّ زوجها، ولا فرق بين الأمّين، فكلاهما يحمل المشاعر نفسها، تحبان الخير لابنيهما أو ابنتهما، فلمَ تشتعل الفتنة بينهما؟ نسيت الأمّ أنها كانت تسعى بكل جهدها إلى البحث عن زوجة صالحة لابنها، وحينما لا يتم التوافق بينهما تشتعل الفتنة، وترى كل واحدة أنها العدوة اللدودة للأخرى، ترى الأمّ أن الزوجة قد سحبت منها ابنها الذي تفانت في رعايته وتربيته وتعبت وسهرت من أجله الليالي والأيام، واليوم تأتي امرأة أخرى تنسيه عذاباتها في لحظة من الزمن، كان يأتيها كل صباح يقبّل يديها، يسأل عن أحوالها، يطيع أمرها، يتولى شؤونها، يقضي مصالحها، وفجأة ترى نفسها خارج الحلبة أو من  وراء ستار أو من سقط المتاع، في حين أن الزوجة ترى نفسها أنها الأولى بالرعاية والاهتمام، وأنها لم تأت ليتمتع بها زوجها فحسب بل ليجعلها أميرة في البيت تتصرف فيه وكأنه جزء منها، هي الآمرة الناهية تتحكم في كل صغيرة وكبيرة لا تريد من ينافسها حتى وإن كانت المرأة الأكبر منها سنّا والأقدم منها في البيت، يبقى الزوج حائرا بينهما لمن يحكي همومه، من يطيع؟ من يحبّ؟
هو صراع مرير وقديم حديث، يبقى مع الزمن، صراع بين الزوجة والأمّ، فما السبيل إلى الحلّ، وكيف يتصرف الزوج تجاه هذه المعضلة، تزداد المشاكل يوما بعد يوم، تتكاثر كالنّمل، تتصاعد موجات الاتهام،  تشكو الأم من الزوجة ومعاملاتها وتشتكي الزوجة من منغصات الأمّ، يبدو أنه لا توافق بينهما سبّب صراعا وشرخا كبيرا في العلاقة وصل حدّا لا يطاق، ربما تطلب الزوجة من زوجها الخروج والعيش بمفردها بعيدا عن مشاكل الأمّ وأوامرها، تطلب الأمّ أحيانا من ابنها أن يؤدّب زوجته وفي حالات أن يختار بينهما، ألم تعلم الزوجة أن الأمّ هي نبع الحياة، وعليها أن تعرف أنه لا يستطيع أن يترك الرجل أمّه تعاني الأمرّين بل عليه أن يحسن إليها قدر المستطاع ويهتم بشؤونها مدى الحياة وهو واجب عليه بلا مراء، هي تطلب منه العصيان وتحل عليها لعنة الله إن هي أمرته حتى بقول أفًّ لها، فما بالك بفعل قد يجعلها حزينة طوال عمرها، ويسبب لها جرحا عميقا، وكم من زوج سمع كلام زوجته وعقّ أمّه بلا رحمة ولا شفقة بل جعلها في دار العجّز فنسيها ولم تنسَه، ظلّ في قلبها وقلبها يحترق من شدة الفراق، فهو جزء منها لا تستطيع أن تنساه، تركها في المستشفى ورحل عنها للأبد في سبيل نشوة الزوجة التي لم ترع إنسانية المرأة العجوز التي تلقّفتها يد الإحسان هنا وهناك، مشاعر اليأس والإحباط بدت خطوطا على وجه الأم العجوز، تبكي ألما وفرقة على أبنائها الذين تركوها وحيدة في عالم تجهله، أيعقل هذا يا زوجة الحبّ؟
وفي المقابل ألم تعلم الأم أن ابنها سيتزوج يوما وهي التي تسعى لإسعاده، وهي تعلم أن ابنها لا يستطيع أن يعيش بمفرده طوال عمره يحتاج إلى زوجة تلاعبه ويلاعبها، فطرة وغريزة في الإنسان خلقها ربنا الرحمان، يحتاج إلى استقرار نفسي وذلك لن يكون إلا بالزواج الذي جعله الله عز وجل سنة في الحياة، يحتاج إلى التمتع بالمال والبنين زينة الحياة الدنيا فلا بد له من زوجة حتى يتحقق، عليها أن تفهم أن الحياة مشتركة وأن المرأة لها مشاعر، وأحاسيس وهي كانت يوما كذلك، تعيد الذكرى فتستسلم للواقع وكأنه أمر لا بد منه.
فما الحل إذا؟ ما الذي يجعل الزوجة والأم متوافقتين، حتى تستمر الحياة وتنطلق شعلة التواصل بين الأطراف المتنازعة، تقول الزوجة لا أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء وما مسّني السوء وأن أمه هي أمي في المقام الأول أخدمها ما استطعت إلى ذلك سبيلا، وأصبر عليها، وتقول الأم لا تثريب عليكم اليوم سأستغفر لكم ربي إنه الغفور الرحيم، فأنتم جميعا أبنائي في مقام واحد ومن يبخل فإنما على نفسه والله المستعان.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى