أنت أجمل النساء، أنت أذكاهن. وأعظمهن وأنبلهن وألطفهن وأنت كل حياتي، أنت المرأة الكاملة «والله مالك زى، دا البدر من ضيك صعب عليه الضى».. الخ... سيكون زفافنا حدثا وسيدوم حبنا للأبد. سأتولى كل مصروفات أسرتك وأقاربك.. سأعيش من أجلك وأموت دفاعا عنك وعنهم، وسوف آتي لك بالذهب والماس وبالشمس والقمر.
تسمع النساء هذا الكلام الرومانسي الجميل، فتتمني كل منهن أن تقابل هذا الرجل الذي اكتشفته من جمال كلماته وجرأته لتخر تحت قدميه كالجارية عله يعجب بها.
وهكذا تحبه كل النساء ويخيل إلي كل منهن أنه رجلها هي تحديداً. تري فيه البطل القوي الذي اختارها مهما كانت الصعوبات مهما تعرض للمهالك، مهما كان فقيرا بل حتى مهما كان جاهلا أو غشيما!! فكيف تتخلي عنه وهو الذي لا يمكن أن يتخلى عنها؟ وكيف يمكن أن تري عيوبه وهو الذي يغامر ويدخل المعارك من أجلها، مثل كل الأبطال في أفلام الأبيض والأسود التي مازلنا نراها بعد أن صارت الأفلام بالألوان والسينما سكوب، أما الرجال فيرون فيه صورة مثالية يتمنونها لأنفسهم ويتنافسون بدورهم للتقرب منه لعل وعسي بالقرب منه يفوزون مثله بالنساء.
لكن البعض لا يبلع هذا الكلام المعسول أو أغاني الشعراء مهما كان الكلام ساحرا واللحن بارعا والمغني محبوبا.. بل يسخر من كل هذا لأنه يكتشف من البداية أن كل هذا له بريق الذهب فقط ولكن لا غطاء له. فإذا صرح بهذه الحقيقة يصدم الآخرين وهم الغالبية، وبعضهم يخاف أن يقول الحقيقة فيسكت ويحبس رأيه في حلقه، أما الذكي اللئيم فيحتفظ برأيه في سره ويجاري الجو ليستفيد من هذه الأكاذيب المتفشية ويقود السذج والخياليين لمصالحه.لكن هؤلاء الأشرار لا ينهزمون في النهاية كما يحدث في الأفلام المصرية والعربية.
فالأفلام تسعي لتبهج المتفرجين وتعطيهم الأمل الزائف، وبعد كل مشكلة تنشأ في القصة يحلونها في آخر لحظة قبل النهاية.
كل هذا يحدث عندنا منذ أمد بعيد ويحدث مثله في جميع أنحاء وطني حبيبي الوطن الأكبر.
فالبطل المغوار الفارس العاشق لحبيبته حتى النهاية هو القذافي وهو صدام وهو الأسد وابنه بشار وهو بومدين وهو حاكم تونس الحالي والسابق. وهو البشير وهو الملك عبدالله وهو نصرالله وهو ناصر، وهو كل من حكموا المنطقة، والذين يحكمونها للآن وحتى إشعار آخر!.
(أمجاد يا عرب أمجاد ..في بلادنا كرام....) وفي الحقيقة لا يكون له أي أمجاد أو كرامة لكن قد يجوز له هذا خارج بلاده.
راجع التاريخ، تجد كل من حكمونا انهزموا مرات عديدة! ولكن هذا لم يسقطهم فلم يتركوا الحكم إلا بالموت أو الاغتيال! كلهم رفعوا رايات الحرية والديمقراطية والعدالة وادعوا أنهم حققوا لشعوبهم التقدم والازدهار والقوة وقادوا حبيبتهم الأمة العربية إلي فجر الإسلام أو فجر القومية، وكلهم ادعوا وحدتهم معاً، وكلهم أيضا تبادل بعضهم مع بعض الاتهامات بالخيانة و العمالة ودبروا لاغتيال بعضهم البعض!.
انظر إلي البلاد التي تعاديك تجدها غالبا إسلامية.. إيران وتركيا وأفغانستان.. الخ، إسلامية عربية كقطر والسودان وليبيا وسوريا وغزة وافريقية إثيوبيا مثلا، آه يا خبر نسيت إسرائيل تصور؟!.
كل حاكم في بلادنا عريس يموت في «دباديب عروسه» وتعيش معه في سعادة لا تنتهي إلا بموته وهذا فقط من جهته هو، فالعروس تكتشف مؤخرا بعد موته أنها خدعت. لكن بعض الموهوبين في التدليس والنصب يعيش طويلا بعد موته. ولهذا لا نتقدم ولا يتقدم غيرنا في منطقتنا.
لا أقصد أن أشيلك الهم لكن كل ما بني علي باطل فهو باطل.