وأعني النساء السعوديات، وبداية أجد حرجاً في الخوض في هذا الموضوع، والحديث فيه أو عنه من قبيل الدخول في عشّ الدبابير، ولكن لا بدّ مما ليس منه بدّ، ولو اقتربت منه بحذر، وبعد وكان يجب أن يكون قبلا، فإنني أحزن وآسى لوضع النساء في بلادنا، فهنّ الآن لا يجدن عشّ الزوجية الآمن الذي كان يحتضنهنّ من قبل، وإن حظين به، ففي معظم الحالات لا بدّ أن يعملن ويشاركن في تحمل أعباء المعيشة مع الزوج، ولكن أين الأعمال وما العمل؟ فالأرقام تقول إنّ نسبة البطالة بينهن تصل إلى ٣٦٪ وهي نسبة قد لا نجدها في دول العالم الأشدّ فقراً، والأعمال المتاحة لهن في غير مجال التعليم دونية، ونحن نقرأ عن جامعيات وأحيانا عن حملة الماجستير يعملن عاملات في مصانع للتكييف ومعاصر زيت الزيتون، وبائعات في محلات البيع النسائية، وأحيانا في جوّ من الحذر ككاشيرات، وكلّ ذلك بأجور بخسة قد لا تزيد عن ألفي ريال وهو الأجر الذي تتقاضاه الوافدات اللاتي يعملن في المنازل، وآخر ما قرأت في هذا الصدد أن هناك نسوة يعملن كعاملات نظافة في إحدى الجامعات بأجر ١٥٠٠ ريال مع شركة نظافة لا تلتزم بمبادئ التعامل الإنساني ومعايير السلوك البشري، ولله درّ فضل البوعينين الذي علق على ذلك قائلا: «إنّ توظيف نساء يحملن شهادة ثانوية وبمرتبات متدنية يعدّ نوعا من الاستهانة واستغلال الموظفات من أجل الحصول على العقود أو الحصول على تأشيرات أجنبية» ووالله لا أدري وإن كنت دارياً: كيف يتمكنّ من تدبير مصاريف النقل والحضانة والعاملة المنزلية؟ والمأساة وهي مأساة حقاً إننا نستطيع تغيير هذا الوضع لو أردنا وصحّ منّا العزم.