عرفت الكاتبة الصحفية القاصة والشاعرة سحر حمزة ببث همسات خاصة ورسائل وومضات فكرية في كافة كتاباتها التي يغلب عليها الطابع الوجداني والهم الوطني والحدث اليومي الذي تعيشه حولها سواء بأجواءها العائلة ،أو موقع عملها وعلاقاتها الإعلامية وحواراتها الثقافية
وهذا ما أنعكس مليا في مجموعتها القصصية الأخيرة ظلال اللبلاب التي شهد معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الثانية حفل توقيعها بحضور إعلامي ثقافي أدبي لافت من الزملاء والأصدقاء والمتعابعين للزميلة حمزة
تضم المجموعة عددا من القصص ،والمقالات التي تحاكي الواقع وتجسد بعض الحالات اليومية في حياتها ،وجميعها تدور في فلك شجرة اللبلاب الوارفة الظلال بعطاءها الطبيعي بظلالها الخضراء الرطبة التي تمنح من تفيئها نوعا خاصا من الخصوصية تداعب مشاعره وتصور حاجة الإنسان الدائمة إلى أوكسجين نقي بعيدا عن مخلفات العصر القاتلة والمتسببة بأمراض عصرية مدمرة ،أجواء تعكس الراحة والركون للذات لتدخل في أعماقها وتغوص في مكنوناتها .
المجموعة القصصية تحتضن 19قصة متنوعة هي نهاية قصة لم تبدأ بعد،وجذور السنديان ،وانا والليلك ،الرحيل الثاني ،خيانة بقالب عصري ،وليلي الحمراء عصرية،وحديث المقهى ،والحلاق ،وحرم القاضي،وخطأ مطبعي،وطريق اللاعودة،وشوق ،وحكاية إمرأه حالمه ،وشيخة وأسبوع التشجير،وغابة التنين ،وبالونات العيد ،وهي واللبلاب ،وبلا عنوان،واختتمت بقصة لأم أمينة.
جميعها تدور في فلك إنساني يداعب المشاعر والوجدان ،وهي ليست المرة الأولى التي تكتب فيه سحر حمزة في هذا المجال ،فقد أصدرت ديوان شعر رسائل للقمر وجميعها وجهت لقمرها الذي يدور في فلكها ،وكتبت مجموعة قصصية بعنوان الشجرة الحزينة وهي محاكاة تترنم على أوتار مرحلة هامة في حياة الجيل الصاعد وهي موجهه لليافعين ،ومجموعة أخرى بعنوان سيدة الليلك التي تغوص فيها في عالم المرأة والجوانب من حياتها المضيئة والمظلمة أحيانا ،وفي المطبعة تجهز كتاب بعنوان همسات دافئة وديوان شعر جديد بعنوان صباح الخير يا وطن ،ومابين هذا النتاج الأدبي الزاخر شيء واحد مشترك تركز عليه هو الجانب الإنساني وعلاقة المرأة بالرجل التي تعكس جزء من سيرة حياتها مع شريكي العمر الذين لم يدركوا أهمية فهم المرأة ولم يتعاملا مع إبداعها وموهبتها في الكتابة بإنسانية وربما كانا السبب في إنعكاس ذلك في كتاباتها جميعا لتجسد الإرهاصات التي عانت منها من طفولتها إلى أن أصبحت كما هي عليه الآن .
المجموعة القصصية تقع في 100صفحة من الورق المتوسط وتحمل صورة الغلاف لوحة من تصميم المبدع عبد العزيز الوكيل ،موشحة باللون الأخضر لون السلام والهدوء والطبيعة الخلابة،
وفي الصفحة الأخيرة من غلاف المجموعة كتبت :-"تحمل هذه المجموعة القصصية عددا من القصص القصيرة التي تروي حكايات أناس مثل شجرة اللبلاب بعطاءهم ،وصرعاتهم في هذه الحياة،وتعكس صورة رائعة عن أهمية حب الوطن والإنتماء إليه ،كلك تحكي عن الطبيعة والبيئة ودور التوجيه والتعليم في زرع قيم الحفاظ عليهاورعايتها ،هي حكايات تحكي عن الاصالة والمعاصرة والقديم والحديث ."