منذ بدأت علاقتي بوكالة اخبار المراه قبل حوالي عام ، وبالتزامن مع لقائي الأول بها، والتعرف على الصديقه الغاليه الاستاذه سحر حمزه التي تطلق على نفسها لقب "سيدة الليلك " التي تتحفنا دائما برقيق كلماتها وعميق مفرداتها ، وهاذان الحدثان السعيدان اضافا الى حياتي المتعة والفائده القصوى التي أفخر بها ، فقد كنت وعلى مدى السنوات السابقة انشر القصص التي أكتبها والمقالات عبر الصحافة الورقية الأردنية ( مجلات ، صحف، دوريات) بشكل متناثر ، الا ان العلاقة مع وكالة اخبار المراه، لها وقع آخر ،فقد خلقت عندي التزاما بضرورة كتابة مقالة او قصه على الاقل كل عشرة ايام وأقل من ذلك أحيانا ، بعد ان كان انتاجي غير منتظم من الناحية الزمنية ، وساهمت الاستاذه سحر بصدق ( بدعمها وتشجيعها الدائم لي ) باقناعي بتخصيص مساحة في حياتي اليومية جزء من إهتمام بنفسي لإثبات ذاتي ،بما يدخر لي فيها للمستقبل ، شيئا من المخزون الثقافي والأرث الأدبي الإبداعي لأولادي في المستقبل ،ليقتدوا بي ليفيدهم بحياتهم ،بإعتبار كتاباتي ثروة أعتز بها،و أحتفظ بها لنفسي كي يكون لها تأثير في فكر الآخرين من قراء الوكالة وغيرهم من عشاق القراءة عبر الإنترنت ، وكي لا اغرق كلية في مشاغل الحياة اليوميه ومتطلبات الاسره والابناء والإلتزامات الإجتماعية ، وأصبحت من حيث لا أدري اتفقد بريدي الالكتروني كل صباح لأجد رسالة منها تقول ( اين انت ، اين مقالك الجديد؟)وتحثني هي بصدق كي أكتب المزيد .
في الحقيقة انا لست احدى كاتبات الوكالة فقط بل وقارئة مثابرة لكل جديد ينشر فيها ، وبصراحه لم اكن من قبل مهتمة بمواضيع حقوق المراه ومتابعة انجازاتها ( وهي الهدف الاساس الذي من اجله انشئت الوكاله وتأسست من أجله لدعم النساء في كافة أرجاء الوطن العربي الكبير ) ربما لانني ولله الحمد لم اتعرض للظلم او التمييز والاضطهاد أو العنف الذي نتابعه كل يوم بالأخبار وعبر المواقع والمسلسلات التلفزيونية ، او ربما ذلك عائد لطبيعة قراءاتي واهتماماتي التي كانت تنصب في التاريخ والأداب والسياسسة فقط ومتابعة الأحداث في المنطقة العربية.
وربما لمس القراء الاعزاء كيف كانت بداياتي في الكتابة تحمل الطابع السياسي حتى في القصص التي أسردها ، الا ان الاستاذه سحر كان لها التأثير الايجابي على كتاباتي فقد شجعتني على الكتابة عن قضايا انسانيه ومجتمعيه وتلمس الاشياء الجميله في الوجود وطبعا السياسه دائما ستكون خارج هذا الوصف ، أي خارج وصف الاشياء الجميله، وبدأت بالكتابة عن حكايا الناس وقصصهم ودهشت من الكم الهائل من الحكايا والقصص والاحداث التي كنت اختزنها في عقلي ، فلربما موقف بسيط مررت به او شاهدته اصبح العمود الفقري لمقالة جديده .واصبحت مع كل مقاله اتلقى تعليقات من اصدقائي عن ابطال قصصي ومقالاتي ويطرحون اسئلة من نوع خاص في مضامينها إستفسارات مثل :- من تقصدين بهذه القصه؟ هل هو فلان مثلا ؟؟؟ احداهن قالت لي ات يوم انها فكرت مطولا في احدى بطلات قصه من قصصي ومن تكون يا ترى ؟؟ الا انها لحسن حظي لم تفلح في التعرف على شخصيتها الحقيقيه , وارد عليهن لإن معظم قرائي بعد زوجي نساء ،أجيب انني قد اقتطف لمحه من حياة انسان يخصني او اعرفه فابني مقال جديد عن تلك اللمحه او الصورة من فكري ومشاعري واعيد صياغة مكوناته لانتج في النهاية شخصية فنية لا شأن لها بالشخصية الحقيقيه ، انها تشبه عملية مزج مكونات عديده في المختبر لنخرج مادة جديده ، ولكن اعترف ايضا ان العديد من القصص التي اوردتها حقيقية مئة بالمئة .
بالرغم من انني اعتبر الاستاذه سحر حمزة توأم الروح التي بحثت عنه مطولا ،الا اننا نختلف في اسلوب الكتابه فانا كاتبه مشاغبه احب واعشق الكتابات الساخره واميل الى تطعيم كتاباتي بالفاظ شعبيه قريبة الى قلوب الناس ونفسياتهم ، واكتب على طبيعتي فانا لم ادرس فنون الكتابة الصحفيه في أي جامعه ، بينما الاستاذه سحر تميل الى الكتابة باسلوب متحفظ وتنتقي كلماتها بعناية شديده وكأنها تتحدث في برنامج تلفزيوني ، وكثيرا ما حاولت ان تكبح جماح شغبي مع كل مقالة ارسلها لها (باعتبارها من طاقم التحرير في الوكالة ) فتقوم باجراء تعديلات بسيطه عليه ثم اتلقى منها رساله الكترونيه مفعمة باسلوبها الرفيع المهذب وبتواضع العارف لتقول لي ( رتوش قليله داعبت مقالك المميز ، اذا تسمحين لي ) فأرد عليها بعبارة ( على رموشي) وهي عبارة تعني في بلادنا ان الطرف الآخر له الحق فيما يطلبه او بعبارة اخرى ( بمون علي ) وما بين رتوش سحر ورموش عاليه اتمنى ان لا اكون قد اثقلت عليكم بكلماتي وانا اكتب كل ما يهمكم ويسعدكم ، واتمنى لوكالة اخبار المراه المزيد من التقدم والنجاح والوصول للعالمية المنشودة .